مفاوضات حفتر – السراج.. “خطوة” نحو الحل السياسي

كتب – حسام عيد

على وقع مفاوضات موسكو لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، ترتسم ملامح الحل السياسي في الأفق، بعدما وجدت الدعوات الأوروبية آذانًا صاغية من قبل حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، والجلوس مع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، على طاولة المفاوضات.

وانتهت مفاوضات موسكو التي جرت يوم الإثنين الموافق 13 يناير 2020، بتحقيق “تقدم كبير” في المشاروات التي تم عقدها، وتوقيع السراج، على وثيقة تحدد شروط الهدنة في ليبيا، بينما طلب قائد “الجيش الوطني الليبي”، المشير خليفة حفتر، وقتا إضافيًا لدراستها.

روسيا، على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف، اعتبر ما نجم عن المفاوضات، تطورًا لافتًا قد يذهب بجميع أطراف الحوارالليبي-الليبي إلى حل نهائي في مؤتمر برلين.

هدنة نحو حل سياسي

بختام المفاوضات التي احتضنتها موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن تقدم تم تحقيقه، عبر النظر في وثيقة تسمح بتحديد المسائل المتعلقة بنظام وقف إطلاق النار، الذي تم إعلانه في منتصف ليل 12 يناير.

دراسة مشروع الوثيقة النهائية لتحديد المسائل المتعلقة بنظام وقف إطلاق النار، مثلت موضوعًا لمفاوضات جديدة للغاية، ووقع رئيس حكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، مسودتها، بينما ينظر كل من قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، على هذه الوثيقة بشكل إيجابي وطلبا وقتًا إضافيًا قليلًا حتى صباح الثلاثاء الموافق 14 يناير 2020 لتحديد موقفهما من التوقيع عليها.

وأكدت المسودة على عدم وجود حل عسكري للازمة، مع التشديد على وقف النار.

ونص الاتفاق على اختيار (5 5) كلجنة عسكرية من الطرفين، كما حدد نقاط التماس بين الأطراف الليبية التي من شأنها استدامة وقف إطلاق النار مدعومة بالإجراءات اللازمة لاستقرار الوضع على الأرض و عودة الحياة الطبيعية لطرابلس والمدن الأخرى والتهدئة المتسقة على طول خطوط المواجهة، مع ضمان وصول كل المساعدات الإنسانية وتوزيعها على المحتاجين.

وتضمن الاتفاق تشكيل لجنة مهمتها وضع تصور للحوار الليبي-الليبي من خلال التفاوض، كذلك أساليب عمل التسوية السياسية، والحلول للمشاكل الإنسانية، وإعادة الانتعاش للاقتصاد الليبي، مع اختيار ممثلين للمشاركة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية والحوار السياسي.

ترحيب أوروبي واسع

الحوار الليبي – الليبي، لقي ترحيبًا أوروبيًا واسعًا، بعد استعداد كافة الأطراف لتهدئة حقيقية تهدف لاستقرار ليبيا، واستشراف مستقبل جديد لاقتصادها، ومن ثم شعبها.

بدورها، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بوقف إطلاق النار في ليبيا، لكنها أشارت إلى ضرورة أن تتم عملية إعادة إعمار هذا البلد تحت الإشراف الدولي.

فيما رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن المفاوضات المتقدمة بين الأطراف الليبية ستذهب بهم إلى محادثات سلام إيجابية في برلين.

ومن جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن محادثات السلام الليبية ستعقد في برلين، مضيفة في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين “نأمل نجاح الجهود المشتركة لإنهاء الأزمة الليبية، وسنرسل قريبًا دعوات لمؤتمر برلين”.

ربما يعجبك أيضا