مفتي مصر: الجيش كان داعمًا للإرادة الشعبية في 30 يونيو

شوقي علام: ما دام الأزهر الشريف موجودًا فهو السد المنيع

بسام عباس
اسأل المفتي

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن الجيش المصري كان داعمًا للإرادة الشعبية في ثورة 30 يونيو، وهو ما حمى مصر من خطر كبير.

وأضاف، أن الجيش كان مدركًا للخطر الذي يحيق بالبلاد التي كانت في حالة شديدة الخطورة، وهو أمر غير مستغرب عن الجيش المصري الذي امتدحه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث شهد للجيش المصري والجندي المصري بالخيرية.

خيرية الجيش المصري

أوضح مفتي الديار المصرية أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِي رِبَاطٍ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، مؤكدًا أنه حديث صحيح.

وأضاف، في لقائه الأسبوعي في برنامج “اسأل المفتي” على فضائية صدى البلد، اليوم الجمعة 5 يوليو 2024، أن جماعة الإخوان حاولت التشكيك في أحاديث خيرية الجيش المصري بعد ثورة 30 يونيو، ودار الإفتاء قامت بالرد علميًّا وبمنهج منضبط، ودفعت كل الشُّبه التي تضعفها، وأثبتت من واقع السند الطرق المختلفة لهذا الحديث.

وأكَّد أن دار الإفتاء أثبتت صحَّة أحاديث خيرية الجيش المصري قائلًا: درسنا كل الرواة الذين رووها بمنهجية علم الرجال، ثم بعد ذلك درسنا متن الحديث ووجدنا أنَّ هذه الشهادة يؤكدها الواقع والتاريخ المصري، ومواقف الجيش المصري على مرِّ التاريخ، ووجدنا أنَّ مصر دائمًا كانت تقف بقوة ضدَّ أي اعتداء ليس على مصر فحسب، ولكن على المنطقة بكاملها.

الإخوان وإقصاء الأزهر

قال مفتي مصر إن جماعة الإخوان، منذ تأسيسها عام 1928، كانت لها محاولات واضحة لإقصاء العلماء المعتبرين ووصفهم بأنهم علماء سلطان، لضرب مصداقيتهم، بعد أن قام هؤلاء العلماء ببيان فساد منهج هذه الجماعة التي كانت ترى منهج الأزهر الشريف منهجًا ضالًّا.

وأوضح أن منهج الأزهر يعتمد على التعددية دون إقصاء من خلال دراسة كافة المذاهب الإسلامية وَفْقَ منهجية علمية، وهي تعددية تُحدث حالة من عدم الإقصاء والاحتواء والتقارب بين المسلمين جميعًا، والجميع يتَّفق على أن المذاهب هي مناهج لفهم الفقه الإسلامي، وجميعنا على قلب رجل واحد.

سد منيع

بيَّن الدكتور شوقي علام أنَّ جماعة الإخوان أرادت اُختطاف المنهج الأزهري وإزالته من الوجود، وظهرت دعوات تدعو إلى كل ما يخالف المنهج الأزهري، ونسوا أن الدين علم ومنهج وله قواعد وأصول، وهو ما توفر في المذاهب الفقهية وعلمائها، ولكنهم أرادوا محو كلِّ هذا والاعتماد على تفسيراتهم الخاصة.

وقال: “الأزهر يُعلم ويبني العقول دون غرض سوى العمران في الأرض وتحقيق الاستقرار في المجتمعات، وكل من درس في الأزهر متحققًا بمنهجه لا يصدر عنه إلا ما يحقق البناء في كافة المجالات، فالأزهري الحقيقي هو عنصر بناء وليس عنصر هدم”.

وأوضح أن الفكر الأزهري مستهدف، وعلينا التمسك بالأزهرية مع تطوير أفكارنا، فلا نقف عند حدود الماضي وأن يكون هناك تطور ونقد وبحث، وأن يطور الأزهري من نفسه، مشددًا أنه ما دام الأزهر موجودًا فهو السد المنيع أمام الأفكار الفاسدة والمتطرفة.

ربما يعجبك أيضا