مفتي مصر: الفتوى تتغير باختلاف الزمان والمكان للتيسير على المسلمين

قال مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، إن الفتوى صنعة لها أصول وضوابط وتتغير بتغيّر الجهات الأربع وهي الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، من أجل التيسير ورفع العنت عن المسلمين في أداء عباداتهم ومعاملاتهم وشعائرهم ومناسكهم.

وأوضح أن تطوير بعض أماكن المناسك أمر مُتَّسق مع مطلوبات الشرع ومقاصده، لافتًا إلى أن القول الشرعي بجواز توسعة بعض أماكن المناسك اعتمد على أدلة ودراسات وبحوث علمية وشرعية دقيقة تنطلق من القواعد الإفتائية التي تراعي تغير الفتوى باختلاف الزمان.

تعظيم شعائر الله

قال مفتي مصر، في معرض حديثه عن تطور فتاوى الحج والعمرة عبر الزمان، إن المتأمل فيما قام به ولاةُ الأمور في السعودية على مر العصور من تطوير بعض أماكن المناسك كالتعديل في عَرض المسعى وغيره يجده أمرًا حَسَنًا ومُتَّسقًا مع مطلوبات الشرع ومقاصده.

وأضاف خلال لقائه في برنامج “للفتوى حكاية” على فضائية قناة “الناس” اليوم الجمعة 26 يناير 2024، أن من تعظيم شعائر الله إجلالُها والتزامُها ومراعاةُ أحكامها وشرائطها وتكميلُها على أكمل ما يقدر عليه العبد، وكذلك إعانةُ الغير على ذلك كله، ولا يخفى تَحَقُّق كل هذه المعاني في عملية التوسعة.

التيسير مطلب شرعي

شدد شوقي علام على أن التيسير مطلب شرعي، مشيرًا إلى أن التزاحم في المناسك ليس مقصودًا شرعيًّا، والشرع قد نظر إلى التوسعة على الناسكين ووقايتهم من التدافع والتزاحم وراعاها، والنبي صلى الله عليه وسلم ما سُئِل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر في حجة الوداع إلا قال: “افْعَلْ وَلَا حَرَج”، وليس هذا إلا لمنعِ التدافع والتزاحم.

وأضاف أن جواز توسعة بعض أماكن المناسك اعتمد على أدلة ودراسات وبحوث علمية وشرعية دقيقة ومعتبرة لعلماء معاصرين وقدامى، وكذلك دراسات وبحوث لعلماء كُثر منهم علماء مصريين معاصرين فضلًا عن العلماء في السعودية الذين أجازوا ذلك انطلاقًا من القواعد الفقهية التي تراعي تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.

سفر المرأة بغير مَحرَم

أوضح علام أن الفتوى في دار الإفتاء المصرية مستقرة على أنه يجوز للمرأة السفر دون محرم ما دامت هناك رفقة مضمونة، والعصر تغيَّر عما كان قبل ذلك، من حيث ظروف السفر وأمانة الطريق وتوقيتاته، فالفتوى تراعي وتواكب مثل هذا التغير، لكن علينا أن نلتزم بالإجراءات التي تتخذها الدول.

واختتم مفتي مصر حديثه بالتأكيد على أن الأحاديثَ الأخرى التي تُحَرِّم سفرَ المرأة وحدها بغير مَحرَم؛ فهي محمولةٌ على حالة انعدام الأمن التي كانت مِن لوازم سفر المرأة وحْدَها في العصور المتقدمة