مفتي مصر: المنظومة الإسلامية تركز على الجوهر وليس لها ارتباط كبير بالشكل

شوقي علام: أصحاب التدين الشكلي يرفضون الاختلاف الذي هو سنة كونية

بسام عباس
مفتي مصر، شوقي علام

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علَّام، إنه “ليس مطلوبًا من الإنسان أن يثبت إيمانه كل لحظة لمن يفتشون في النيات من الذين يهتمون بالتدين الظاهري والشكلي، فالتدين والإيمان لله عز وجل”.

وأضاف أن المنظومة الإسلامية تركز على الجوهر وليس لها ارتباط كبير بالشكل، وشخصية المسلم المتدين الحقيقي واحدة في العلن والخفاء، فلا يستغل جانبًا لتحقيق مصالحه.

توافق الجوهر مع المظهر

أبدى مفتي الديار المصرية تعجبه من أصحاب التدين الشكلي الذين يزعمون الاختصاص بالحق من دون سائر الخلق، رغم أن شريعة الإسلام تشهد للأمة كلها بالخيرية؛ فجماعات التشدد تخص نفسها بالهداية والاستقامة، وترمي الناس بالزيغ والهلاك والخطأ.

وأوضح في لقائه الرمضاني في برنامج “اسأل المفتي“، الذي عُرض على فضائية “صدى البلد”، اليوم الجمعة 22 مارس 2024، أن اهتمام الإسلام بالقلب يعطي انطباعًا راسخًا أنه يهتم بالجوهر أولًا، أما الظاهر والشكل فإنما هو ترجمة عما وقر في القلب، فالمظهر ينبغي أن يكون متوافقًا مع ما استقر في النفس.

وأضاف أن التدين إذا كان منفصلًا عن الجوهر فإنما يعبر عن خلل، فعندما ننظر في القرآن الكريم والسُّنة المطهرة وفي مسلك الرسول الأمين والصحابة الكرام نلحظ أن التركيز إنما يكون على القلب أولًا، فنجد عناصر الروح والمشاعر والوجدان حاضرة في معالجة القضايا، ولذا فالإسلام يركِّز على ما في داخل الإنسان من اطمئنان القلب.

لا إنكار في المختلف فيه

أوضح مفتي مصر أن العلماء قرروا عدة قواعد علمية وقيمًا أخلاقية متنوعة للتعامل مع الأمور المختلف فيها، ويأتي على رأسها: عدم الطعن في المخالف واحترامه وإنزاله منزلته اللائقة؛ فقاعدة “لا إنكار في المختلف فيه” قاعدة ثابتة في وجدان الراسخين من علماء المدارس الفقهية المختلفة.

وتابع أن هذه القاعدة الجليلة مثلت مظهرًا من مظاهر التعاون والتكامل الاجتهادي والأخوة في الدين منذ صدْر الأمة الأول، وقد اقتضت تلك القيم الحضارية الأدبَ مع المخالف وعدم التقليل من قيمة اجتهاده.

وأشار فضيلته إلى أن أصحاب التدين الشكلي يرفضون التنوع، مشيرًا إلى أن الاختلاف سُنة كونية يقف العالم أمامه مبهورًا نظرًا لهذا التنوع والتعدد، وهو أمر مشروع، فالاختلاف ليس شرًّا بل هو سنة كونية، وهذا التنوع مقصود في الخلق ومن ثم لا بد أن تتعدد الرؤى والأفكار.

ربما يعجبك أيضا