منها الاستراتيجية الأمريكية فى سوريا والدفاع عن الإسلام.. تعرف على أبرز ما رصدته الصحف الألمانية

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – فارس طاحون

لا توجد استراتيجية في الهجوم الأمريكي على سوريا
نشر موقع صحيفة "شبيجل أون لاين" الألمانية مقالًا للكاتب "كيرتسوف سيدو" بعنوان: "مئات الصواريخ… ولا توجد استراتيجية"، فبعد هجوم الكيماوي المزعوم على مدينة "دوما" السورية، كان للولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع كل من فرنسا وبريطانيا ردة فعل على هذا الهجوم، تمثلت في شن ضربة جوية على ثلاثة أهداف في سوريا، وهم مركز أبحاث عسكري يقع بالقرب من مدينة دمشق، ومستودع للأسلحة الكيماوية بالقرب من مدينة حمص، ومقرًا للحرس الجمهوري.
 
ويرى "كيرتسوف سيدو"، أن القوات الأمريكية شنت ضربة جوية مشابهة في العام الماضي، إلا أن الضربة الحالية تختلف عن سابقتها من عدة أوجه:
 
أولًا: لم تنطلق الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها هذا المرة، وإنما أبرمت تحالف مع كل من بريطانيا وفرنسا. كما أعلنت وسائل إعلامية سورية رسمية أن هذه الضربة كانت تُعد عدوانًا ثلاثيًا.
 
ثانيًا: على عكس ما حدث العام المنصرم، فلم تكن روسيا هذه المرة على علم دقيق ومؤكد بالهجوم الأمريكي المحتمل. فعلى الرغم من تنسيق وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مع القوات المسلحة الروسية عن طريق فتح قناة حوار بالحظر الجوي فوق سماء سوريا، إلا أن هذا الأمر مشروع ومعمول به منذ سنوات، فهو أمر عادي. كما أن واشنطن لم تعلن أهدافها هذه المرة، على عكس ما حدث العام المنصرم، حيث أمهلت الولايات المتحدة الأمريكية القوت الروسية بعض الوقت لتأمين جنودها ونقلهم إلى نقطة أمنة في قاعة "شيرات" الجوية.
 
ثالثًا: استهدفت الضربة الجوية هذه المرة عدة أهداف في آن واحد، والتي سيكون لها توابع وعواقب على المدى البعيد، بخلاف الضربة السالفة، التي استهدفت القاعدة الجوية العسكرية "الشيرات" بصاروخ موجه "توماهوك" ، والتي منها أقلعت المقاتلة الحربية، التي نفذت هجوم غاز السارين على مدينة "خان شيخون" السورية، إلا أنه سرعان ما أصبح المطار بعد هذه الضربة ببضعة أيام صالح للاستعمال. وبالنسبة للضربة الحالية، والتي استهدفت المنشآت والمراكز، التي يقوم نظام "الأسد" فيها بإنتاج وتطوير وتخزين الأسلحة الكيماوية، فربما تُحيل نهائيًا دون استخدام "الأسد" للسلاح الكيماوي ضد شعبه في المستقبل. 
 
وهنا يتساءل الكاتب إن كان الرئيس الأمريكي "ترامب" سينجح في تحقيق ذلك؟
وما زال السؤال الحائر: هل تحيل الضربة الجوية الأمريكية نظام الأسد دون استخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة في المستقبل؟ وما إن كانت الضربة الأمريكية قد كبدت حقًا النظام السوري خسائر، تجعله يتراجع عن استخدام هجومًا كيماويًا آخر؟
 
مؤتمر المانحين لمساعدة سوريا!
كما طالعنا موقع شبيجل أون لاين بمقال للكاتب "كريستوف سيدو" أيضًا تحت عنوان: "مؤتمر المانحين لمساعدة سوريا!" والذي يمنح سوريا مساعدات بقيمة 3.7 مليار يورو، ويؤكد الكاتب أن هذا المبلغ غير كافٍ بالمرة في ظل الأرقام المرعبة للذين ينتظرون العون والمساعدة فهناك 13.1 مليون يعتمدون مباشرة على المساعدات الإنسانية و6.6 مليون مشردون داخل الأراضي السورية، بالإضافة إلى 5.6 مليون فروا خارج البلاد جراء الحرب والقتال هناك.
 
ولفت الكاتب إلى أن ممثلي 85 دولة اجتمعوا يوم الأربعاء الماضي في بروكسل لمناقشة البحث عن سبل لتخفيف المعاناة عن هؤلاء المشردين السوريين، وكانت الأمم المتحدة تأمل في الحصول من هذه الدول على مساعدات بقيمة 6.5 مليار يورو للعام الحالي فقط، وهو ما لم يحدث، حيث التزمت الدول المشاركة بتقديم 3.7 مليار يورو. فيما وعد وزير الخارجية الألماني "هيكو ماس" بالتزام ألمانيا وحدها بدفع ما قيمته 1.7 مليار يورو بحلول عام 2020.
 
على ألمانيا التدخل المباشر في الأزمة السورية
فيما دعت صحيفة دي تسايت إلى ضرورة تدخل ألمانيا في الأزمة السورية من خلال مقال نشرته للكاتب "فولفجانج باور" بعنوان: "على ألمانيا التدخل المباشر في الأزمة السورية"، مشيرًا إلى أنه منذ سبع سنوات لم تشارك الحكومة الألمانية بفاعلية في الأزمة السورية، وفي ظل الحرب الأهلية الدائرة هناك، فإن على ألمانيا أن تتدخل، فلم تعد تبعات هذه الحرب تقع على الديكتاتور السوري "بشار الأسد"، فألمانيا عانت من تبعاتها أيضًا، فقد استقبلت ألمانيا أعدادً كبيرة من اللاجئين السوريين. وهذه الحرب إن لم تنتهى فإنها لن تؤثر على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على العالم ككل.
 
وقد مرت الحرب السورية بالعديد من التحولات خلال السبع سنوات التي استغرقتها هذه الحرب حتى الآن، وكانت ألمانيا تصر على عدم التدخل، حتى طالتها آثار هذه الحرب في صيف عام 2014.
 
وأكد الكاتب أن الغرب قد عانى من تدمير الأسد للمدن السورية، وشاهد قصف الأسد للسكان السوريين أكثر فأكثر، بل لقد رأى مخابئ يتم قصفها عمدًا، وكذلك المساجد التي تؤدى فيها صلاة الجمعة. فكل يوم يتمادى أكثر وأكثر؛ ليصدر الأسد كل يوم مشاهد لا تُنسى، فلماذا يسمح الغرب بذلك؟ وإلى متى ستظل ألمانيا بعيدة عن التدخل في الأزمة السورية؟
 
القضية الفلسطينية وتبعاتها.. فلسطين على أعتاب مجاعة
وحول الأوضاع الفلسطينية، والوضع المُزري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، والتوقعات المستقبلية، التي ينتظرها قطاع غزة، نشر موقع "شبيجل أون لاين" مقالًا للكاتب "تروي شرودر" بعنوان: فلسطين على أعتاب مجاعة، قال فيه: إن حركة فتح بقيادة "محمود عباس" خسرت عام 2007 المعركة التي قادتها ضد حركة حماس. ومنذ ذلك الحين وتسيطر الحركة على الشريط الساحلي، على الرغم من أن المنطقة تقع رسميًا تحت إدارة السلطة الفلسطينية. وعلى الرغم من فقدان السلطة في قطاع غزة، إلا أن حكومة "عباس" داومت على صرف رواتب الموظفين المحليين لعدة أعوام حتى العام المنصرم.
 
وأضاف الكاتب، أنه من جانبه قلص "محمود عباس" في صيف عام 2017 أجور الموظفين في قطاع غزة؛ ليتمكن من ممارسة الضغط على حركة "حماس".
 
ويرى "عمر عنتر" -باحث في العلوم السياسية- أنه على الرغم من أن الأمر يدور حول وجود عطل فني، حسبما صرحت وزارة المالية، وهناك شكوك حول هذا الأمر، "إلا أنني على ثقة ويقين أن هذا أسلوب عقاب جديد من "محمود عباس".
 
معاداة السامية في المدارس الألمانية
وحول الإسلام فوبيا ومعاداة السامية في القارة العجوز، نشرت صحيفة دي تسايت مقالاً للكاتب "أنفريد شينك" تحت عنوان: معاداة السامية في المدارس الألمانية"، أوضح فيه أن اليهود في المدارس الألمانية يتعرضون للإهانة والتهديد، لكن الأحداث الأخيرة سببت إزعاجًا كبيرًا للسياسيين في ألمانيا ولسان حالهم يقول: "ما الذي يمكن القيام به حيال هذه الظاهرة " معاداة السامية" والتي انتشرت بين الشباب؟
 
صبي عمره 14 سنة يتعرض للإهانة والتهديد ولمدة أشهر في مدرسة في برلين، بل وصل الأمر للخنق والضرب. وفي إحدى محطات الحافلات يرفع طلاب مسدسًا في وجه آخر أصغر منه سنا؛ لأنه يهودي. وكان المسدس عبارة عن لعبة، لكنها أرهبت الصبي وتسبب هذا السلوك السيء في اصابة الصبي باكتتاب، واضطر بعدها لتغيير المدرسة. جدير بالذكر أن هؤلاء الجناة ليسوا من النازيين الجدد، ولكنهم أطفال لآباء أتراك أو عرب.
 
 وفي شهر ديسمبر الماضي تصيح إحدى الطالبات في إحدى الحفلات المدرسية قائلة: "كان هتلر رجلا صالحًا لأنه قتل اليهود"، وهي تبلغ من العمر 18 عامًا من جذور عربية، وقبل وقت قصير من عيد الفصح تعرضت إحدى التلميذات في مدرسة ابتدائية للإهانة المتكررة لأنها "لا تؤمن بالله"، حتى وصل الأمر لتهديدها بالموت. وهذه الحالات ليست سوى الحالات التي سمعنا عنها فقط، لكن ما يؤكده المتخصصون أن مصطلح (أنت يهودي!) بات شائعا في المدارس الألمانية.
 
 ولقد استحوذ النقاش بخصوص هذا الموضوع على وسائل الإعلام والسياسة والمعلمين وأولياء الأمور، فهل كل هذا يمثل حالات فردية، أم أن ظاهرة معاداة السامية أصبحت شائعة في مجتمعاتنا؟ وما الذي يمكن للمدارس فعله حيال ذلك، وما هي الخطوات التي تم تنفيذها بالفعل؟ وهل معاداة السامية هذه خاصة بالطلاب المسلمين فقط، وما هو الدور الذي يلعبه اللاجئون في هذا الأمر؟
 
"قدور في موقف المدافع"
فيما طالعتنا صحيفة "دي تسايت" الألمانية مقالًا للكاتبة والباحثة في علوم الإسلام "لمياء قدور". حيث تناولت المقالة الرد على التصريحات التي أدلى بها السياسي الألماني المنتمي لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي "ألكسندر دوبرنت" لمجموعة فونكه الإعلامية الألمانية: "إن تصوراتنا عن مبادئ التسامح والإيثار والحرية وتكافؤ الفرص في العالم الإسلامي لم يعد لها أي أساس من الوجود على أرض الواقع".
 
وقالت قدور: "لقد فاجأتني كثيرًا هذه التصريحات، خاصة وإن كان الأمر يدور حول فكرة الإيثار في العالم الإسلامي". وعلقت قدور على تلك التصريحات قائلة: "هل سبق للسيد دوبرنت العيش في دولة ذات طابع إسلامي؟ وإن كانت الإجابة "نعم"، فما الجرم والخطأ الذي ارتكبته هناك؟ وهل تمت إهانته هناك؟ وهل تم الانتقاص من قدره ومن وجوده في هذه الدولة؟ وإلا فستكون تصريحاته ضرب من الخيال، أي غير مستندة على مبررات ومنطق يدعمها ويقويها.
 
وأردفت قدور: "إن حسن الضيافة والود تجاه الجار، من أشهر السجايا التي يتميز ويشتهر بها العالم الإسلامي". وهذا أمر يُمكن للقاصي والداني أن يلمسه على أرض الواقع عند تناوله الحديث مع مواطني تلك البلدان الإسلامية، وذلك عند لقائه معهم بعيدًا عن نطاق المنتجعات الشاطئية والقرى السياحية. وبالفعل كان المسافرون قديمًا إلى بلاد المشرق العربي يشعرون بدفء وطيبة قلوب المضيفين تجاه الغرباء.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا