من أقصى أفريقيا إلى قلب لندن.. نشطاء المناخ ينتفضون

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

خطوات عاجلة يطالب بها ملايين الشباب في أنحاء العالم لوقف آثار التغيرات المناخية، بعد أن رأى العالم صور انصهار طبقات الجليد في جرينلاند وحرائق الغابات في الأمازون، ترك الطلاب والعمال مدارسهم ومصانعهم ومكاتبهم في كل أرجاء العالم تقريبا بهدف وقف ما يرون أنها كارثة بيئية وشيكة.

بدأت الاحتجاجات في جزر المحيط الهادي، التي تعتبر من الدول الأكثر تعرضا للخطر بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، ثم توالت في أنحاء أستراليا واليابان وجنوب شرق آسيا وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط والأمريكتين.

أمس أغلق محتجون على تغير المناخ من جماعة “إكستينكشن ريبليون” المدخل المؤدي إلى مقر هيئة الإذاعة البريطانية في لندن ودعوها إلى التعامل مع القضية على اعتبار أنها لا تقل أهمية عن الحرب العالمية الثانية وأن تنقل الحقيقة إلى الجمهور.

وأعلنت جماعة “إكستينكشن ريبليون” عن أسبوعين من العصيان المدني للضغط على الحكومات لبذل مزيد من الجهد في مكافحة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

الجمعة الماضية تجمع بضع عشرات من المتظاهرين الذين حملوا لافتات كتبت عليها شعارات منها “الكوكب قبل الربح” ولوحوا بالإعلام ورددوا الأغاني والهتافات خارج المبنى، ودعوا “بي.بي.سي” إلى التعامل مع قضية الاحتباس الحراري بمزيد من الجدية.

يقول المتحدث باسم الجماعة “دوناخاد مكارثي”: “جئنا اليوم لنطالب بي.بي.سي بالتعامل مع حالة الطوارئ بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع الحرب العالمية الثانية بمعنى أن تسعى بكل ما لديها من إمكانات لتوصيل الرسالة إلى الجماهير البريطانية”.

وفي ذات الوقت رفضت متحدثة باسم هيئة الإذاعة البريطانية التعليق على الانتقادات لتغطيتها.

يذكر أن حركة “إكستنكشن” نشأت في بريطانيا سنة 2018، وهي تحذر من وضع بيئي كارثي قد يؤدي إلى “نهاية العالم”، وقد وسّعت أنشطتها على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تضم حاليا 500 مجموعة في 72 بلدا.

إغلاق الجسور في كندا

الإثنين الماضي أغلق مئات من المتظاهرين ونشطاء مكافحة تغيير المناخ الجسور الكبرى في عدة مدن كندية، ليجبروا آلاف السائقين على البحث عن طرق بديلة للوصول إلى أماكن عملهم.

وأغلق المتظاهرون الجسور الرئيسية في مدن “هاليفاكس وتورونتو وإدمونتون”، ومن المقرر تنظيم احتجاجات مماثلة، بما في ذلك لجسر “بورارد ستريت” في فانكوفر بالغرب الكندي.

وفي مقاطعة “نوفا سكوتشا”، تم إعادة توجيه الحافلات، وشوهد خطر تعطل حركة المرور مع تحول حركة المرور من جسر ماكدونالد، الذي يمتد عبر ميناء هاليفاكس ، إلى جسر ماكاي.

يطالب منظمو الاحتجاجات في كندا المسؤولين بوضع خطة لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر في غضون ست سنوات، بما في ذلك إغلاق محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم والكتلة الحيوية.

وفي إسبانيا، تظاهر مائتا شخص أمام مقر وزارة الانتقال البيئي في مدريد حيث نصب البعض خيما لتنفيذ اعتصام في الموقع، كما شمل حراك “إكستنكشن” مدنا أخرى بينها برلين، إضافة إلى أمستردام التي أوقف فيها أكثر من 90 شخصا على خلفية هذه التحركات.

أما في باريس، فقد احتل مئات الناشطين البيئيين السبت والأحد الماضيين، على مدى 17 ساعة مركزا تجاريا يضم 130 متجرا ومطعما في جنوب شرق باريس ويمثل بنظرهم “رمزا للرأسمالية”.

أفريقيا

الشهر الماضي انطلقت عدة مسيرات في العاصمة الكينية نيروبي تندد بالتغيير المناخي، كما انطلقت مسيرات في مدينة جوهانسبرج والعاصمة بريتوريا بجنوب أفريقيا، في وقت نادت فيه الحكومات بمزيد من الدعم من جانب المجتمع الدولي.

ويرى الخبراء أن أفريقيا أكثر القارات عرضة للتغيير المناخي والأقل استعدادًا للتعامل مع الأمر.

الجزيرة العربية  

حذرت قمة الأمم المتحدة الخاصة بالمناخ في نيويورك خلال اختتام أعمالها الدورة الماضية، من تقلبات خطيرة ربما تضرب أرض الجزيرة العربية خلال سنوات مقبلة.

ودعت للبحث في سبل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة بحدوث تحولات مناخية شديدة، تَمَثّلت في كثافة الأمطار، والفيضانات والسيول في مناطق صحراوية، والجفاف، والتصحر، وارتفاع الحرارة في مناطق معتدلة؛ مما يؤثر على استقرار المجتمعات.

وأعلنت خلال القمة أكثر من 60 دولة عزمها العمل على الحد من التغيرات المناخية؛ فيما زادت التساؤلات حول طبيعة هذه التغيرات المناخية الكبيرة فى شبه الجزيرة العربية والمنطقة بشكل عام ، ليكون السؤال هل ستحول الجزيرة العربية إلى مروجًا وأنهارًا، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا”؟.

حدث كوني

يقول أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم مؤسس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية الدكتور “عبدالله المسند”: “قد تكون عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا نتيجة -والله وحده أعلم- لحدث كوني عظيم يتسبب في تغيير مجريات الأحوال الجوية العامة لكوكب الأرض، وقد يكون ذلك بسبب انفجار البراكين الخامدة والضخمة في جزيرة العرب أو براكين جاوة أو الفلبين أو ألاسكا أو غيرها من البراكين الأرضية الضخمة، وهذه الفرضية الأولى التي قد تكون السبب في عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا”.

وفي ذات السياق تؤكد عدة دراسات علمية منها دراسة لمجلة “نيتشر” العلمية، انتشار ظاهرة التغير المناخي بسبب تلوث الغلاف الجوي بالكربون، وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بشكل عام، وذوبان الجليد في القطب الشمالي، وأن شكل الكرة الأرضية قد يتغير جذريًّا أو جزئيًّا بعد سنوات عما هو الحال عليه الآن.

وكشفت الدراسة كذلك أن التسخين في المحيط الهندي أدى إلى انتقال كميات كبيرة من المياه، ودفعها على مستوى قريب من سطح الأرض إلى مناطق داخلية في شبه الجزيرة العربية، وسبّبت الكثير من الأمطار والعواصف الرعدية، ومن المتوقع أن يكون مناخًا مختلفًا خلال السنوات المقبلة في منطقة الخليج العربي في حال تغير موقع خط الاستواء الحراري؛ لتصبح السعودية ضِمن المناطق المدارية أو الاستوائية الرطبة، ويتزحزح الفاصل المداري شمالًا بشكل أكبر من السابق؛ لتصبح روسيا منطقةً حارة في الصيف شحيحة الأمطار، وربما تتصحر غابات في مناطق أخرى من العالم، وتزدهر الصحاري في شبه الجزيرة العربية، كما ظهر جليًّا العام الماضي في السعودية عندما زادت نسبة هطول الأمطار، وحدثت فيضانات وسيول في بعض المناطق.

ربما يعجبك أيضا