من الطاقة إلى التقنية.. موجة نزوح للشركات العالمية عن روسيا

ولاء عدلان

وزير الأعمال البريطاني: الشركات البريطانية يقع على عاتقها واجب أخلاقي حيال عزل روسيا، ولابد أن يكون الغزو بمثابة فشل استراتيجي لـ"بوتين".


أعلنت شركة إكسون موبيل، أمس الثلاثاء 1 مارس 2022، أنها ستتخارج من عملياتها في قطاع النفط والغاز الروسي، التي تقدر قيمتها بنحو 4.1 مليار دولار.

بهذا القرار تنضم “إكسوون موبيل” إلى قائمة طويلة من الشركات العالمية التي قررت التخارج من السوق الروسية ووقف الاستثمارات الجديدة فيها، ردًا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وضمن خططها لمراجعة عملياتها في ضوء تطورات العقوبات الغربية على موسكو.

زيادة الضغوط على قطاع الطاقة

قالت “إكسون موبيل”: ندين العمل العسكري الروسي الذي ينتهك وحدة أراضي أوكرانيا ويعرض شعبها للخطر، وبحسب “رويترز” تدير الشركة الأمريكية 3 حقول نفط وغاز بحرية على جزيرة سخالين الروسية بحجم إنتاج يقارب 220 ألف برميل نفط يوميًا.

وتتزايد الضغوط على قطاع الطاقة الروسي، وسط إعلان شركات كبرى أخرى مثل “بي بي” البريطانية، أكبر مستثمر أجنبي في روسيا، و”إيكينور” النروجية و”إيني” الإيطالية هذا الأسبوع الانسحاب من السوق الروسية، كذلك قررت “توتال” الفرنسية وقف الاستثمارات الجديدة في روسيا، وأنهت “شل” البريطانية شراكة تقدر بـ3 مليارات دولار مع “غازبروم” الحكومية الروسية، وفقا لـ”بلومبرج“.

واجب أخلاقي حيال عزل روسيا

رحب وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ في 28 فبراير بقرار شركة “شل” وقال عبر “تويتر”: “شل” اتخذت القرار الصائب، فالشركات البريطانية يقع على عاتقها واجب أخلاقي حيال عزل روسيا، ولابد أن يكون هذا الغزو بمثابة فشل استراتيجي لـ”بوتين”.

شركات التكنولوجية تعاقب روسيا

قالت شركة “أبل” الأمريكية، أمس الثلاثاء 1 مارس 2022، إنها أوقفت مؤقتًا مبيعات منتجاتها في روسيا، واتخذت عدة خطوات أخرى ردًا على العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، شملت حذف تطبيقات وسائل الإعلام الروسية الحكومية من متجر التطبيقات الخاص بها، وإيقاف صادراتها إلى روسيا خلال الأسبوع الماضي، وقيدت عمليات العملاء الروس على تطبيقها “أبل باي”، وفقا لـ”نيويورك تايمز“.

من جانبها أعلنت “ميتا” الشركة الأم لـ”فيسبوك” في 28 فبراير عن تقييد الوصول إلى الصفحات الخاصة بـ”روسيا اليوم” و”سبوتنيك” في دول الاتحاد الأوروبي، كما حظرت “جوجل” القنوات التابعة لهما على موقع “يوتيوب” في أوروبا، وحظرت أيضا نشر أخبار وسائل الإعلام الروسية الحكومية في خدماتها الإخبارية، واتخذت “مايكروسوفت” ومنصة “تيك توك” خطوات مماثلة.

شركات السيارات تقطع الروابط مع روسيا

انضمت شركات السيارات الكبرى إلى موجة النزوح عن السوق الروسية، ضمن تقييمها لأثر العقوبات الدولية ضد روسيا على استثماراتها، فأعلنت “دايملر ترك” الألمانية، واحدة من بين أكبر شركات شاحنات في العالم تعليق أنشطتها التجارية في روسيا حتى إشعار آخر، وأنها تدرس إنهاء الشراكة مع شركة كاماز الروسية، وفقا لـ”رويترز“، و”بلومبرج“.

كذلك أوقفت “فولفو” السويدية العمل بمصانعها في روسيا وعلقت صادراتها إلى موسكو، في المقابل قررت شركات “هوندا موتور” اليابانية و”جاغوار” البريطانية و”جنرال موتورز” الأمريكية وقف شحناتها إلى روسيا من السيارات وقطع الغيار.

شركات الطيران والشحن توقف الدعم لروسيا

قالت شركة “بوينج” الأمريكية، أمس الثلاثاء، إنها ستعلق عمليات الصيانة والدعم الفني لشركات الطيران الروسية في ضوء القيود التي تفرضها العقوبات الأمريكية والأوروبية على التعامل مع العملاء الروس، بما فيها إغلاق أمريكا والدول الأوروبية وكندا مجالهم الجوي أمام  الطائرات الروسية، وأوقفت شركة “إيرباص” الأوروبية أيضًا إرسال قطع الغيار إلى روسيا.

وفي خطوة تضاعف من عزلة روسيا عن حركة التجارة العالمية، أعلنت شركات شحن كبرى مثل “ميرسك” الدنماركية و”هاباج لويد” الألمانية و”أم إس سي” السويسرية، أمس الثلاثاء، تعليق الحجوزات والشحنات الجديدة إلى روسيا، وفقا لـ”رويترز“.

هجرة الشركات الأجنبية مرشحة للارتفاع

أفادت “بلومبرج” بأن عددًا من الشركات الأجنبية يقييم حاليًا التخارج من السوق الروسية، في ضوء العقوبات الدولية المتزايدة، التي شملت استبعاد روسيا من نظام “سويفت” للمدفوعات بين البنوك، فضلًا عن الأضرار التي قد تلحق بسمعتها جراء عدم معاقبة روسيا.

ونقلت عن مدير قسم أوروبا في شركة “فورنتير فيو” للاستشارات مارك ماكنامي، أن العديد من الشركات العاملة في السوق الروسية ستتعرض لمصاعب بفعل العقوبات الغربية، وقد تتعرض شركات الطاقة والسلع الأساسية والشركات التي لديها عقود مباشرة مع الحكومة الروسية لخطر التعامل معها باعتبارها “تترابح من الحرب”. وقال المحلل المتخصص في قطاع الطاقة بشركة “مورنينغ ستار” الأمريكية للاستشارات ألين جود: لن يكون الأمر مفاجئا في حال شاهدنا المزيد من إعلانات التخارج من السوق الروسية، فالشركات تتعرض لضغوط حكومية متزايدة لتتخذ هذه الخطوة بالتزامن مع حزمة العقوبات الرسمية.

تدابير روسية

قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، أمس الثلاثاء، إنه في ظل العقوبات الغربية الحالية يضطر قطاع الأعمال الأجنبي إلى عدم الاسترشاد بالعوامل الاقتصادية، بل اتخاذ قرارات تحت الضغط السياسي، لذلك جرى إعداد مشروع مرسوم رئاسي لفرض قيود مؤقتة على خروج قطاع الأعمال الأجنبي من الأصول الروسية.

وأوضح أن الحكومة ستخصص تريليون روبل “نحو 10 مليارات دولار” لشراء أسهم في الشركات الخاضعة للعقوبات الغربية، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية، في 28 فبراير، إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران من 36 دولة، ردًا على الحظر الأوروبي على الشركات الروسية.

ربما يعجبك أيضا