من بينها قلق إسرائيلي من الوضع الأمني في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز ما جاء بالصحافة العبرية

بسام عباس

ترجمة بواسطة – محمود معاذ

مسيرة في مدينة عافولا لطرد أسرة عربية هو قمة في العنصرية

على خلفية الادعاءات الإسرائيلية بالترويج لما يسمى معادة السامية وعنصرية "الغير" ضد اليهود، انتقدت صحيفة (هاأرتس) في افتتاحيتها تظاهر 150 مستوطنًا يهوديًّا في مدينة "عفولا" على خلفية بيع بيت بالمدينة المذكورة لأسرة عربية، ووجّهت الصحيفةُ سهام انتقادها خِصيصًا لرئيس المدينة "آفي الكافيتس" الذي شارك في المظاهرة وادعائه بأن "رفض وجود أسرة عربية في مدينة يهودية ليست عنصرية"، مضيفة أن الشعور بالفوقية العِرقية ودونية غير اليهود بات أمرًا شرعيًّا وطبيعيًّا في "إسرائيل بنيامين نتنياهو".

وأوضحت هاأرتس أن نتنياهو ووزراء حكومته يُقدّمون مشاريع قانون عنصرية هدفها التقليل من العرب، كما أن حديثهم المتواصل عن دولة يهودية خالصة دَفَع سكان عافولا للتفكير بالمنطق ذاته عن طريق رفض أي تواجد عربي في المدينة، وانتقدت الصحيفةُ موقفَ الأحزاب المعارضة في الكنيست الذين يجب عليهم عدم تمرير هذا الحدث وانتقاده وشجبه؛ بل والحضور بأنفسهم لـ"عافولا" لتنظيم مسيرة معارضة لعنصرية سكان المدينة اليهود ورئيسها، محذرة أحزاب اليسار في الكنيست من أنهم لن تقوم لهم قائمة مجددًا في مواجهة اليمين الإسرائيلي إن لم تكن لهم مواقف صريحة وصارمة لمواجهة مثل هذه الأحداث العنصرية.

واختتمت الصحيفة بإشارتها إلى تناقض موقف الدولة في هذا الصدد، حيث تطالب إسرائيل حكومات الدول الأجنبية بمواجهة "معاداة السامية"، وعلى النقيض تتعامل الدولة ذاتها بلا مبالاة تجاه العنصرية والكراهية التي يعاني منها المواطنون العرب.
وفي ذات الصدد، انتقدت الكاتبة والأديبة "شوهام سميت" بالصحيفة ذاتها دعم ومشاركة رئيس المدينة الحالي آفي الكافيتس ومنافسه المستقبلي على رئاسة المدينة شلومو مليخي لمثل هذه المظاهرات في مقال لها تحت عنوان "عنصرية في عافولا"، متسائلةً: "لما لا يحيا الجانبان بسلام وهدوء وراحة في المدينة ذاتها"، مشيرة إلى أن تَصرُّفًا مثل هذا يُنذرُ باشتباكات وصراعات مستقبلية بين الجانبين العربي والإسرائيلي على مستوى الدولة كلها، وأوضحت الكاتبة أن هذه المدينة كانت عربية بالأساس واسمها "الفولة" وجرى طرد المزارعين الفلسطينيين منها مقابل تعويضات هزيلة.

قانون منع توثيق تعديات الجنود على الفلسطينيين "وصمة عار"
مع اقتراب تصديق اللجنة التشريعية بالكنيست على مشروع قانون يقضي بــــــ"منع تصوير وتوثيق ونشر اشتباكات أو مواجهات بين جنود الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين" بحجة أن مثل هذا التوثيق يثير البلابل ويؤثر على روح الجنود والشعب الإسرائيلي، شنت صحيفة هاأرتس هجومًا ضاريًا على مشروع القانون الذي يمنع تصوير المتعدّين على القانون، مذكرةً بالفيديو الذي وثّقته ونشرته منظمة "بتسيليم" لحقوق الإنسان بالمناطق الفلسطينية المحتلة، لحادث إطلاق رقيب بالجيش الإسرائيلي النيران على رأس "مُخرب فلسطيني" رغم القبض عليه مسبقًا، ذلك الحادث الذي لم يجرِ انتقاده من جانب الوزراء، طبقًا للصحيفة، وإنما ألقوا باللوم على منظمة حقوق الإنسان رغم إدانة الرقيب من قِبَلِ المحكمة.

وأشارت "هاأرتس" إلى تفاصيل القانون الذي سيقضي تقريبًا بالسجن 15 عامًا ضد من يوثّق وينشر مثل هذه المقاطع إن تم التصديق عليه من جميع الجهات المنوطة، ما يؤكد أن عقوبة مُصوِّر أية جريمة يرتكبها جنود إسرائيليون ستكون أكثر من عقوبة مرتكب الجريمة ذاته، ورأت الصحيفة أن الجنود الخارقين للقانون هم من يلصقون العار بالجيش وليس منظمات حقوق الإنسان، وأن روح الجنود والمواطنين تنهار يوميًا على مدى 50 عامًا بسبب سيطرة إسرائيل على شعب آخر (الفلسطيني) باستخدام القوة العسكرية.

وفي الإطار ذاته، شدد الكاتب بصحيفة (هاأرتس) جدعون ليفي على أنه وجميع المهتمين بحقوق الفلسطينيين لن يتوقفوا عن توثيق تعديات الجنود الإسرائيليين وتصويرهم وانتقادهم، رغم تهديد مشروع القانون الذي قدمه عضو حزب "إسرائيل بيتنا" بالسجن لمن يفعل ذلك، مشيرًا إلى أن هذا القانون يُعدُّ وصمة عار تسعى إلى التعتيم على الحقيقة التي قد تساعد في تخفيف الظلم الواقع على الفلسطينيين، ورأى "ليفي" أن مشروع القانون يهدفُ لمنح الجنود حريةً أكبر في قتل فلسطينيين دون وجه حق.

قرار لجوء الدولة لاستخدام القوة العسكرية ضد غزة أثبت فشله

بعد قرار المجلس الوزاري المصغر بعقد جلسة لمناقشة إمكانية الوصول لتسوية طويلة المدى مع حركة حماس، انتقد الكاتب "شلومو ألدر" تأخر هذا الاجتماع 11 عامًا منذُ فَرْض الحصار على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد والسائد طيلة هذه الأعوام والذي أثبت فشله وعدم فاعليته هو لجوء الساسة والعسكريين لاستخدام القوة مع الفلسطينيين، ما أدخل الدولة في ثلاث معارك واسعة تسببت في تدهور صورتها أمام العالم، وكذلك لم تحقق الهدوء والأمان لسكان الجنوب في الوقت ذاته.

وفنّد ألدر في مقاله بموقع (المونيتور)، الادعاءات الإسرائيلية بأن حركة حماس ستستغل الهدنة في عمليات التسلح، موضحًا أنه خلال سنوات الحصار، وتحديدًا في 2014، انكشفت قدرة التنظيم الفلسطيني في تطوير وتوسيع مدى صواريخه، وتهديد هذه الصواريخ للمدن الكبرى في إسرائيل، ولفت إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو التي لا تعرف سوى استخدام القوة بدأت في التفكير في تسوية بسبب قلقها من اشتباك مباشر بين عناصر الجيش الإسرائيلي مع آلاف المتظاهرين الفلسطينيين على حدود القطاع؛ وبالتالي تلقِّي انتقاد دولي لاذع على قتل متظاهرين غير مسلحين. 

الوضع الأمني في البحر الأحمر يستدعي قلق إسرائيل
ألقى الخبيران الاستراتيجيان "عوديد إيران" و"يوئيل جوزانسكي" الضوءَ على الوضع الأمني غير المستقر في محور باب المندب على البحر الأحمر، وأوضحا أن هذه المنطقة تُعدُّ للصراع بين دول إقليمية وعظمى، كالولايات المتحدة، والصين، ودول القرن الإفريقي، وتركيا، وإيران، كلاعب رئيس في أحداث اليمن، إضافة إلى تنظيمَي داعش والشباب الصومالي، وأشارا إلى عدم وجود مشاكل "حتى الآن" للمجالَين الجوي والبحري اللذين يربطان إسرائيل بالمحيط الهندي.

وشدد المحللان بمركز أبحاث الأمن القومي على ضرورة أن يقوم المعنيون بالمسائل الاستراتيجية في إسرائيل بجمع المعلومات الكافية عن التهديدات القائمة في تلك المنطقة، والبحث عن كيفية استخدام السبل السياسية والعسكرية لمنع أي تهديد محتمل، لا سيما من إيران ووكلائها، لافتَين إلى أن طهران عزّزت تواجدها العسكري في البحر الأحمر عن طريق توطيد علاقاتها مع السودان وجيبوتي وإريتريا بحجة محاربة القرصنة؛ ما ينذر بإمكانية استغلال طهران هذا التواجد العسكري لاستخدامه ضد إسرائيل.

وأكد الخبيران في النهاية أنَّ من مصلحة إسرائيل أن تكونَ اليد العليا لائتلاف العرب باليمن في مواجهة الحوثيين، الذين يُعدون مندوب طهران في صنعاء.

أوروبا تولي اهتمامها الأكبر للتنسيق الأمني مع مصر
في تحليل تحت عنوان " مصلحة أوربا في استقرار الأوضاع في مصر؛ قضية الإيطالي ريجيني نموذجًا"، رأت الباحثة بمركز أبحاث الأمن القومي "فالانتينا كومينتي"، أن حل مشكلة مقتل الشاب الإيطالي "جوليو روجيني" تدلل على أن أوروبا ترى أن استقرار مصر مسألة حيوية للغاية، مشيرة إلى أن علاقات دول أوربا ودول شمال إفريقيا تتحكم بها سلسلة من الأولويات الاستراتيجية والأمنية، على رأسها مسألة الهجرة ومكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الطاقة.

وأضافت "فالانتينا" أن تحسن العلاقات الإيطالية المصرية بشكل سريع بعد مقتل الباحث الإيطالي على أيدي قوات شرطية سرية في القاهرة، يدلل على أن دول أوربا تضع مسألة التعاون الاقتصادي والأمني مع دول الشمال الإفريقي ذات أولوية عن مسألة حقوق الإنسان، وألمحت الباحثة إلى أن ألمانيا اتخذت موقعًا مشابهًا للحكومة الإيطالية بتنازلها عن تجاوزات الحكومة المصرية في حق رعايا ألمان خلال عامي 2011 و2013.



حضور ولي العهد السعودي لروسيا هدفه اقتصادي سياسي


بعد حضور ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" المباراة الافتتاحية لمباراة متخب بلاده ضد روسيا في افتتاح نهائيات كأس العالم، وجلوسه بجوار الرئيس الروسي "فلايديمير بوتين"، توقع المحلل الاقتصادي "بلومبيرج" أن يكون الهدف الرئيس من حضور بن سلمان هو النقاش وتنسيق المواقف مع الجانب الروسي حول مسألة تعزيز إنتاج النفط، وحفظ مصالح البلدين قبيل انطلاق اجتماعات منظمة الأوبك، مشيرًا إلى أن أكبر بلَدَين مُصدَّرَيْن للنفط في العالم سيستغلان فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على طهران، وتدهور صناعة النفط في فنزويلا، في زيادة الإنتاج النفطي، على عكس الاتفاقية التي أُبرِمت 2016 والتي قضت بتقليص إنتاج النفط.

وأشار محلل صحيفة زاماركر إلى أن الجانبين سيتباحثان حول هجوم الرئيس الأمريكي على منظمة الأوبك التي تُعد المملكة عضوًا فيها، واتهامه للمنظمة بالتسبب في ارتفاع أسعار البترول، موضحًا أن مصلحة الجانب الأمريكي تتماشى مع الفكر السعودي بزيادة حجم الإنتاج النفطي اليومي لتغطية نقص إنتاجية الجانب الإيراني الذي تسبب فيه التضييق الأمريكي على طهران، لكن تأخر القرار السعودي سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، فتكون الولايات المتحدة سببًا مباشرًا في هذا الارتفاع.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا