من بين 6 مرشحين.. الموريتانيون يختارون رئيسهم الجديد

محمد عبدالله

كتب – محمد عبدالله

انتخابات مفصلية يصوت فيها الموريتانيون، السبت، لاختيار رئيس جديد للبلاد في أول انتقال سلمي للسلطة في البلاد لا يمر عبر خانة الانقلابات العسكرية.. استحقاق سوف يختار فيه الناخبون بين 6 مرشحين يتقدم اثنان منهم استطلاعات الرأي وهما وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، والذي يوصف بـ”مرشح السلطة” ويحظى بدعم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز الذي ألقى بكل ثقله في الحملة الانتخابية.

على الجانب الآخر رئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر أبرز وجوه المعارضة في هذا السباق المحموم، والذي عبّر عن خشيته من تزوير الانتخابات لصالح الغزواني. فهل يفوز الغزواني من الجولة الأولى أم سيكون بوبكر رقما صعبا في وجهه؟

مرشحو الرئاسة

إلى جانب الغزواني وبوبكر، يدخل سباق الرئاسة “بيرام الداه أعبيد”، النائب البرلماني والناشط الحقوقي رئيس الحركة الإعتاقية “إيرا”، الذي يدعمه حزب “الصواب” ذو التوجه القومي.

وجاء محمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض، كمنافس رابع، حيث يحظى بدعم من أحزاب معارضة، يأتي في مقدمتها حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي يترأسه أحمد ولد داداه.

خامس المنافسين خبير إداري ومالي هو محمد الأمين المرتجى الوافي، وهو الأصغر سنا بين المرشحين، وليست له سوابق في ممارسة العمل السياسي، ويخوض الاستحقاقات معولا على دعم الشباب.

فيما يأتي كان حاميدو بابا، رئيس حزب الحركة الوطنية من أجل إعادة التأسيس في المرتبة السادسة وهو مدعوم من ائتلاف انتخابي يضم تكتلا للأحزاب الزنجية.

الشباب في قلب المشهد الانتخابي

دور هام وواضح بات يلعبه الشباب في موريتانيا، في رسم المشهد السياسي في البلاد، لاسيما مع موعد أول استحقاق رئاسي لانتقال السلطة سلميا في البلاد.

كل هذا بالتزامن مع دور فاعل لوسائل التواصل الاجتماعي، الملعب الأساسي للشباب، وأكثر الأدوات تأثيرا في الشارع.

حملة “باب باب” أسلوب في الدعاية الانتخابية أسند هذه المرة، إضافة إلى أدوار أخرى إلى الشباب في حملة “الغزواني”.

فالشباب الذي يشكّل أغلبية سكان البلاد يتطلعون إلى مزيد من الديمقراطية وفرص العمل ولا يولي قطاع كبير منهم أهمية لهذه الانتخابات، وتشكك قيادات شبابية مستقلة على قدرة أي من مرشحي الرئاسة على وضع حد لسيطرة المؤسسة العسكرية والقوى الحزبية والتقليدية الموالية لها في موريتاينا.

براجماتية الإخوان

جدل سياسي كبير أثاره حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية في موريتانيا. فالحزب المحسوب على تنظيم الإخوان أعلن دعمه المرشح الرئاسي رئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر.

هذه الخطوة أثارت ضجة سياسية كبيرة في موريتانيا، إذ تؤكد عدة أطراف أنها تثبت براجماتية الإخوان وتناقضاتهم في خطوة يرى كثيرون أنها ستشق صف المعارضة.

وأيا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الموريتانية، فإن هذا الحدث يمثل نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي الموريتاني ويعكس حالة الحراك الذي تعيشه في سبيل الانتقال السلس والسلمي للسلطة في بلد لم تشهد تداولاً سلمياً للسلطة وتنافساً جديا بين الأحزاب
السياسية على النحو الذي تشهده الانتخابات الرئاسية الحالية، منذ استقلال البلاد عام 1960.

ربما يعجبك أيضا