من فينيسيا.. “ألمودوفار”: كورونا حولت المنازل إلى سجون والسينما هي الترياق

أماني ربيع

رؤية

يتواجد المخرج الإسباني صاحب الشهرة العالمية بيدرو ألمودوفار في مهرجان فينيسيا السينمائي بإيطاليا الذي انطلقت دورته رقم 77 يوم 2 سبتمبر الجاري، حيث يروج لأحدث أعماله الفيلم القصير ” The Human Voice”، الذي يعتبر أول أعماله الناطقة بالإنجليزية.

الفيلم الجديد من بطولة المخضرمة تيلدا سوينتون التي كانت أبرز المكرمات خلال المهرجان هذا العام، حيث تم تكريمها بجائزة تقديرية عن مسيرتها الحافلة بالنجاحات خلال افتتاح المهرجان الأوروبي العريق.

وعلى هامش مشاركته عقد ألمودوفار مؤتمرا صحفيا، قابل فيه الصحفيين والنقاد، لمناقشة فيلمه الجديد، وطرح خلاله رؤيته للأوضاع السينمائية الحالية في ظل فيروس كورونا، التي أثرت بشكل كبير على الصناعة.

وقال صاحب ” Volver”: ” أجبرنا الإغلاق على البقاء في منازلنا، وهو الأمر الذي أثبت لنا الكثير من الأمور، وأهمها احتياجنا للخيال”.

وأضاف ألمودوفار: “كانت الفترة الماضية مقلقة وسلبية، حولت بيوتنا من أماكن للطمأنينة، إلى مكان نسجن فيه بصورة ما، في البيت نجد الحب، والعمل، ويصلنا الطعام، لم نعد بحاجة للانتقال من المنزل للقيام بالكثير من الأمور، التي كانت حتى الماضي القريب اعتيادية، لكن هذا أمر أجده في غاية الخطورة”.

وأوضح رأيه قائلا: “ربما تجد الشركات خيار العمل من المنزل يكفل لهم العمالة بشكل أرخص وأكثر توفيرا، لكنني أعارض هذا الإبعاد القصري للناس عن الشارع وعن الحياة، لا أريد استمرار هذا السجن في المستقبل، وأرى أن السينما والخروج من أجل الذهاب إلى دار عرض سينمائي هو الترياق.”

وتابع صاحب ” Pain and Glory”: “تشبه السينما مغامرة، أنت ترتدي ملابسك، وتخرج من المنزل، ثم تسير في الشارع تمر بكل أشكال الحياة في طريقك، ثم تدخل دار العرض وداخل هذا المكان المظلم تصبح جزءًا من عالم جديد تتشاركه مع أناس لا تعرفهم ولا يعرفونك.”

وأضاف: “كمخرج، أريد أن أخبركم أن مسألة عرض فيلم لي داخل صالة سينما، حيث يمكنني سماع همهمات المتفرجين، وضحكاتهم، وصوت بكائهم المكتوم، يعطيني هذا شعورا بالحماس والقشعريرة، حيث ألمس مشاعر الناس الحقيقية تجاه العمل عن قرب”.

وعن تأثير المنصات الرقمية على صناعة السينما، قال: “بالطبع كان لها دور أساسي خلال فترة الإغلاق، لكن دعونا نتحدث بصدق، ما يحدث من اتصال بين المتفرج والعمل وبين المتفرج ومن حوله من متفرجين ضاع مع عرض الأفلام على منصات على غرار نتفلكس”.

وحث ألمودوفار الجمهور على العودة إلى دور السينما، وأخذ العائلة والأصدقاء إلى دور العرض.

وتحدث أيضا عن فيلمه الجديد “The Human Voice”، قائلا: “بدأت هذا الفيلم مباشرة بعد الإغلاق، وأعتقد أنني سأبدأ فيلمي التالي على الفور، رغم عدم يقيني من شكل الفترة المقبلة، لكن على أي حال، سأستمر في صناعة الأفلام، وفي دعوة الناس للذهاب إلى المسارح، حيث الأشياء التي لا نكتشفها إلا في الظلام مع أناس لا نعرفهم.”

وأوضح ألمودوفار، أنه كتب الفيلم بالإسبانية أولا، ثم ترجمه إلى الإنجليزية، وأجرى قراءتين مع بطلة العمل تيلدا سوينتون، خاصة وأن لغته الإنجليزية ليست قوية، لذا عبر القراءة قام ببعض التغييرات، ومنح سوينتون مساحة لتغيير الصياغة بالشكل الأنسب للعمل.

وأضاف: “في البداية، كان صعبا عليّ بعض الشيء العمل بلغة مختلفة، لكن بمجرد أن أصبحت الشخصية لها، كان الأمر رائعًا، وكان من الرائع سماعها تتحدث باللغة الإنجليزية بالطبع، إنها لغتها الأم، لكنها تنطقها كالموسيقى.”

من جهته، قال شقيق ألمودوفار، أوجستين منتج الفيلم، إن ” The Human Voice” كان تجربة ممتازة يعود نجاحها بشكل كبير إلى تيلدا سوينتون، التي كانت تجربة العمل معها ممتعة للغاية.”

” The Human Voice”، مستوحى من مسرحية من فصل واحد للفرنسي “جين كوكتو” تدور أحداثها في باريس، حول المكالمة الهاتفية الأخيرة لامرأة مع حبيبها قبل خمس سنوات، والذي من المفترض أن زواجه من امرأة أخرى سيتم في اليوم التالي.

ربما يعجبك أيضا