من كارت المعايدة إلى «تطبيقات التقسيط» .. كيف تغيرت هدايا عيد الأم؟

كارت معايدة يحمل بضع كلمات وتوقيعًا باسم الفصل الدراسي ومحفظة حريمي “بارتفيه”، هو ما كنا نجمع له النقود في المرحلة الابتدائية لنعطي هدايا عيد الأم إلى المدرّسات.

من وردة صناعية وكارت معايدة أو زجاجة عطر ومنديل ملون، إلى الشراء باستخدام تطبيقات التقسيط على الهاتف، مرورًا بتبرعات باسم أمهات رحلوا عن دنيانا وأراد أبناؤهن أن يخلدن أسماءهن، من الماضي إلى الحاضر، تغيرت هدايا عيد الأم، مثلما تغيرنا.

مصوغات ذهبية

تروي حنان محمد، كيف كانت مع إخوتها يجمعون النقود التي يكملها لهم والدهم، ليشتروا هدية لوالدتهم، وتقول: “غالبًا ما تكون شنطة أو حذاء، وبعدما كبرنا أصبحت الهدية أدوات منزلية مثل أطقم كوبايات أو طقم ملايات أو فرن كهربائي أو خاتم ذهب، أما آخر هدية أحضرناها لأمي  كانت حلقًا ذهبيًا”.

بالنسبة لتهاني السيد “مُدرّسة”، فإن عيد الأم مناسبة هو عيد لكل الأسرة، إذ يفكرون بشكل جماعي كيف يمكن أن يسعدوا والدتهم، فتقول: “زمان طبعًا كنت بجيب حاجة على قد مصروفي، فكانت الهدية رمزية مثل كارت معايدة وورد، أما الآن أفضل أنا وأخواتي شراء أكتر حاجة ممكن تحتاجها، سواء أجهزة منزلية أو ساعة أو حتى خروجة ليوم كامل برا البيت للترويح عن والدتنا”.

خيوط ألوان

مجموعة خيوط ملونة أو كتاب، هو ما تقدمه الطبيبة فاطمة محمد إلى والدتها في عيد الأم، فتقول: “أمي هي أعظم هدية من ربنا ليا، وعشان كده عمري ما بحس إن في هدية هتقدر تعبر لها عن حبي، كنت بحاول أظهر لها ده وتشوفني زي ما بتتمنى وأكون فخر ليها، سواء في نجاحي في دراستي أو في شغلي”.

هذا لم يكن لينفع دون شكر بسيط في يومها، كما تقول فاطمة، لأنها تستحق كل حب ولطف العالم، “ففي الماضي كنا نشتري الوردة البلاستيك الملفوفة بشريطة حمراء وكارت معايدة، وكان يوجد صندوق صغير به عطر ومناديل قطنية، الآن نبحث عن الهدية التي يمكن أن تكون عملية أكثر، فأشتري لها مجموعة خيوط بألوان مختلفة أو كتابًا”.

أدوات المطبخ

أسماء فتحي كانت تشتري هدايا استهلاكية للمطبخ، ثم أصبحت تشتري لوالدتها هدايا شخصية مثل ملابس بيتي أو خروج، وفقًا لإمكانياتها المتاحة، فتقول: “الهدية ليست بثمنها ولكن بقيمتها وكونك فكرت تجيبي هدية”.

وتضيف: “الأجهزة الكهربائية أسعارها مرتفعة جدًا، حتى إذا فكرت في شراء أي جهاز للمنزل احتاج مشاركة أكثر من شخص، حتى الهواتف المحمول لا تستخدمها والدتي غير أن أسعارها مرتفعة أيضًا”.

غسالة وخلاط

اعتادت الصحفية رانيا سالم في الماضي أن تشتري لوالدتها هدية تخص المنزل، وقليلًا ما تشتري هدايا شخصية مثل عباءات وجلابيب، وبعدما كبرت صارت تجمع مع إخوتها لشراء أجهزة منزلية بدلًا من التي أصابها العطب، كالغسالة أو الخلاط.

تقول رانيا: “إحنا عمليين شوية، مش بتوع ورد وقلوب. بس الهدايا دي بتفرحها، ولو حاجة كبيرة شوية بنجمع كلنا ونقول عيد أم وهدية عيد ميلاد بابا، وهي وبابا بيدفعوا معانا”.

وترفض هند محمد شراء أشياء تخص المنزل، وتفضل أن تكون الهدية للاستخدام الشخصي، فأكواب الشاي والصواني مثلا يستخدمها جميع أفراد الأسرة وليس الأم وحدها. تفضل هند شراء شموع أو مجموعة مكياج، أو “مج” يحمل صورتها واسمها، أو محفظة نقود.

أمي يا دنيتي

المطربة ريهام عبد الحكيم

المطربة ريهام عبدالحكيم، تستعد لإهداء والدتها، أغنية جديدة بمناسبة عيد الأم، بعنوان “أمي يا دنيتي” كلمات الشاعر أحمد حلمي، لحن أحمد العتباني توزيع محمد مجدي.

أشياء غير مألوفة تدخل أيضًا ضمن هدايا عيد الأم، مثل ما فعلته طفلة مصرية بأن أحضرت لوالدتها بعض “زعازيع القصب”، وأعطتها ظرفًا يحمل ورقة مكتوب بها “كل سنة وأنت طيبة يا سكر”، وطلبت أم بحرينية من أبنائها على جروب واتساب الخاص بالعائلة، أن يحضروا لها أكبر سمكة “هامور” في البحرين لأنها تحب هذا النوع من السمك.

خصومات عيد الأم

على موقع إعلانات شهير خصومات بمناسبة عيد الأم على الإيجار اليومي للسيارات، يقول الإعلان: “عشان تعبر عن حبك لوالدتك، هديتها نصها عليك ونصها علينا، خصم 20٪ على أي رحلة لآخر الشهر، هنوفرلك عربية لحد باب البيت أينما كنت”.

اليوم تنتشر دعوات جمع تبرعات وكفالة أم مريضة بأحد المستشفيات، أو تقديم تبرعات لمستشفيات علاج سرطانات الثدي، أو تقديم تبرعات بأسماء أمهات راحلات كصدقة جارية على أرواحهن.

هدايا عيد الأم بالتقسيط

لم ينجح غلاء الأسعار في أن يخفي هذا الطقس السنوي، فوفرت تطبيقات الشراء نظام “التقسيط”، كما داعبت جمهورها بعروض اعتمدت على أنظمة سداد سهلة.

 البعض اتجه لاستخدام تطبيقات الهاتف لتجنب الدفع “الكاش”، لتصبح هذه التطبيقات وسيلة بعض المواطنين للتحايل على غلاء الأسعار وتجنب الدفع الفوري بمبالغ مرتفعة.