من هي الصحفية شيرين أبوعاقلة التي اغتالها الاحتلال الإسرائيلي؟

حسام أحمد

استشهاد شيرين أبوعاقلة، برصاصة في الرأس، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها.. جوانب من حياة الصحفية الفلسطينية.


أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء 11 مايو 2022، استشهاد الصحفية شيرين أبوعاقلة، برصاصة في الرأس، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية والحكومة وفصائل ومؤسسات محلية وعربية ودولية، قتل أبوعاقلة، وإصابة الصحفي علي السمودي برصاصة في الظهر، خلال تغطيتهما لاقتحام مخيم جنين، محملةً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الجريمة التي وصفتها بأنها “جزء من سياسة يومية ينتهجها الاحتلال بحق أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته”.

جرائم الإعدامات الميدانية

اعتبرت الحكومة الفلسطينية أن “هذه الجريمة المركبة امتداد لجرائم الإعدامات الميدانية المتواصلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضد الصحفيين خصوصًا، في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه”.

وأشارت الحكومة إلى أنها “ترجمة لتعليمات المستوى السياسي في دولة الاحتلال التي حولت جنوده إلى مجرد آلات متحركة لقتل الفلسطينيين واستباحة حياتهم، وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم”.

من هي شيرين أبوعاقلة؟

ولدت شيرين أبوعاقلة في يناير عام 1971 في القدس، وتخرجت من مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في مدينة القدس، وتحمل الجنسية الأمريكية. درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، ثم اتجهت بعد ذلك إلى الدراسة الصحفية، وحصلت على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك الأردنية، وكان تخصصها في الصحافة المكتوبة، وفقًا لشبكة بي بي سي البريطانية.

عادت أبوعاقلة بعد تخرجها إلى الأراضي الفلسطينية، وعملت في عدة هيئات إعلامية من بينها إذاعة صوت فلسطين وقناة عمّان الفضائية، ثم انتقلت في 1997 إلى العمل بقناة الجزيرة الفضائية بعد عام من انطلاقها، لتكون من الرعيل الأول لمراسليها الميدانيين. وقدمت خلال عملها الذي امتد نحو ربع قرن عديد التغطيات للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

استهداف مستمر

في حديث سابق لشبكة الجزيرة، قالت أبوعاقلة إن السلطات الإسرائيلية دائمًا ما كانت تتهمها بتصوير مناطق أمنية، مشيرةً إلى أنها كانت تشعر باستمرار بأنها مستهدفة، وأنها في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين.

نقلت أبوعاقلة أحداث الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000، والاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة. وكانت أبو عاقلة أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في عام 2005، حيث قابلت الأسرى الفلسطينيين الذين أصدرت محاكم إسرائيلية أحكامًا طويلة بالسجن في حقهم.

وروت أبوعاقلة أن من أكثر اللحظات التي أثرت فيها هي زيارة السجن والاطلاع على أوضاع أسرى فلسطينيين، بعضهم قضى ما يربو على 20 عامًا خلف القضبان.

«كي أكون قريبة من الإنسان»

بعد تحسن العلاقات القطرية المصرية والسماح لقناة الجزيرة بالعودة إلى القاهرة، اختارت قناة الجزيرة أبوعاقلة لتكون أول من يفتتح بثها المباشر من هناك في يوليو الماضي.

وفي الفيديو الذي بثته الجزيرة في أكتوبر الماضي بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيسها الـ25، قالت أبوعاقلة: “اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلًا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم.. أنا شيرين أبوعاقلة”.

ربما يعجبك أيضا