موقع ألماني | الحزب الشيوعي الصيني يسعى لبقاء «شي جين بينغ» بالسلطة

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

نشر موقع “فرانكفورتر ألجماينا تسايتونج” الألماني تقريرًا للكاتبة “فريدرك بويجا” لفت إلى قرارات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التي مجّدت في إنجازات الرئيس الصيني الحالي “شي جين بينغ”، والتي قاربت أو تخطت إنجازات الزعيم الأسبق “ماو تسي تونغ “، مؤسس الجمهورية الصينية الحديثة، وتمهّد تلك القرارات الطريق لمؤتمر الحزب القادم، والذي سيهدي “شي” ولاية ثالثة ليصبح أقوى قائد للصين منذ “ماو”.

أعلن الحزب أن “شي جين بينغ” هو العقل المدبر لفلسفة إبداعية قادت الصين لتصبح من أقوى الدول في العالم، وقال السيد “جيانغ جين تشيوان”، مدير مكتب بحوث السياسات باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إنه إذا تمسّكنا بحزم باستمرار  “بينغ” بمنصب الأمين العام باعتباره جوهر الحزب، ستستمر نهضة الأمة الصينية على يد هذا القائد العظيم، وهذه دعوة صريحة لتتويجه كحاكم للبلاد لفترة قادمة، كما أصدرت اللجنة المركزية للحزب بعد أربعة أيام من المداولات قرارًا بشأن إنجازات الحزب خلال تولي شي بينغ، وهذا هو القرار الثالث للحزب الصيني من نوعه في تاريخ البلد منذ 40 عامًا، حيث صدر القراران الماضيان في عهد الزعيمين السابقين “ماو” عام 1945 و”دينغ دينغ شياو بينغ” عام 1981. القرار الحالي يرفع “شي جين بينغ” ليصبح، ليس فقط مؤسس عصره التاريخي، ولكن أيضًا العقل المدبر للـفلسفة المبتكرة، التي تمثل سبْقًا في تكييف الماركسية مع السياق الصيني.

عزلة الصين عالميًّا

لم تغير استراتيجية “شي بينغ” شيئًا فيما يتعلق بموقف الصين من العالم، حيث أوضح  البيان أن أهم ركائز أيديولوجيته  للحكم تتمثل في الموقف من الغرب الذي يراه يعاني باسم الديمقراطية التي يسود فيها حكم رأس المال والأغنياء، وأن هذا النظام لا يرضى عنه الأمريكيون بخلاف الصينيين الذين يرون أن النظام الشيوعي هو الأفضل، وأنه ينال استحسان نسبة 98٪ من الصينين، وتستهدف مثل هذه التصريحات في المقام الأول الصينيين الليبراليين الذين يتطلعون نحو القيم الغربية، وقد صادفت هذه الدعاية أرضًا خصبة، بعدما فشلت السياسة الأمريكية في مواجهة كورونا، وبعد اقتحام مبنى الكابيتول إلى الإضرار بسمعة الديمقراطية الأمريكية في الصين. كما أظهر الإعلان أن “بينغ” استطاع بفضل حكمته السياسية غير العادية إصلاح النظام السياسي الصيني وتلبية حاجة الصينيين في تعزيز مكانة الصين على الصعيد الدولي، وتجنب الصراعات العسكرية، لكن البيان لم يشر- في الوقت نفسه- إلى أنه في حال استمرار الصين في هذه السياسة الخارجية، لا سيما مع واشنطن، فإنه من المرجّح أن يؤدي التشدد الأيديولوجي إلى تسريع عزلة الصين في العالم.

لا صراعات أيديولوجية

أشار بيان اللجنة المركزية أيضًا إلى التغيير الجوهري في أيديولوجية “شي جين بينغ” مقارنةً بالأيديولوجية الاقتصادية التي كانت سائدة في الثمانينيات، وأنه اتبع سياسية براغماتية عززت قوة بكين الاقتصادية، فليس من المهم أن تكون القطة سوداء أو بيضاء، إنما المهم أن تستطيع اصطياد الفئران. وذكر البيان أن شي حل مشكلة التراخي والضعف في إدارة المنظمات الحزبية وانتصر في حربه ضد الفساد، كما استطاع توحيد فكر كوادر الحزب والمحافظة على تماسك المجتمع المتباين وتقديم الأولوية للشباب، فضلًا عن أنه أعاد اكتشاف التقاليد الصينية القديمة التي كانت مستهجنة كالبرجوازية الني كانت سائدة في عهد ماو.

نقطة انطلاق تاريخية

في عام 1981 أعلن الزعيم السابق للحزب الشيوعي الصيني “دنغ شياو بينغ” أن الثورة الثقافية كانت ذات نتائج كارثية على الصين، وألقى باللوم في ذلك على ماو، لكن “بينغ” أكد أن رأي الزعيمين كان صحيحًا آنذاك، ومن ثمّ استطاع شي أن يوفّق بين توجه الزعمين وأن يوفق بين سياسات الإصلاح وسياسة الانفتاح التي كانت متناقضة.

جاء اجتماع اللجنة المركزية للحزب تمهيدًا لعقد المؤتمر الحزبي القادم والذي عادةً ما يُعقد كل خمس سنوات. وقبل التغيرات الدستورية لم يكن متاحًا تولي منصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني سوى لفترتين، لكن هذه المؤشرات تدل بوضوح على أن “شي جين بينغ” يمهّد الطريق للبقاء في السلطة لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل، وقد أشار بيان اللجنة المركزية إلى ذلك، حين صرح بأن الحزب بصدد البدء بانطلاقة تاريخية جديدة يكون بطلها “بينغ” الذي يجب أن يواصل مسيرته الباهرة، وأن يستمر في قيادة أكبر الاقتصاديات على مستوى العالم.

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا