ميناء هوبيو بالصومال.. منفذ قطري لاستهداف دول الجوار

كتب – حسام عيد

خلال زيارة إلى الصومال، الحليف الذي أنهكته الفوضى والإرهاب، لم يفوت وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني، الفرصة لتوسيع منافذ نظام الدوحة من أجل الإضرار بدول المنطقة، حتى ولو تكلف الأمر مليارات الدولارات.

وهذا ما بدا جليًا في توقيع اتفاقية مع الصومال لإنشاء ميناء هوبيو بإقليم مدغ، بحضور وزير النقل والمواصلات في البلدين.

وتأتي زيارة الوفد القطري بعدما كشفت مكالمة مسربة بين سفير قطر في الصومال ورجل أعمال مقرب من أمير قطر حجم الإرهاب القطري في الصومال، حيث لجأت الدوحة إلى الاستعراض الإعلامي والإنساني، فيما استغل نظام الدوحة استثماراته الملوثة للتغطية على جرائمه.

كما يأتي شروع النظام القطري في بناء ميناء هوبيو، بعد أشهر من اغتيال باول أنطونيو فرموسا رئيس عمليات شركة موانئ بي.آند.أو المملوكة لحكومة دبي في منطقة بلاد البنط شبه المستقلة.

“هوبيو”.. غطاء للاغتيالات

مشروع ميناء هوبيو، يأتي في سياق التمدد والتوسع القطري في المجالات الحيوية للملاحة البحرية بمنطقة القرن الأفريقي وتحديدا دولة الصومال.

وتروج الدوحة لمشاريعها في الصومال وهي واحدة من أكثر بؤر التوتر في أفريقيا، تحت عناوين الدعم الإنساني والتنموي “الزائفة”، فمآربها تبقى خبيثة، فهي مجرد غطاء للتغلغل في مفاصل الدولة ومؤسساتها.

وخلال لقاء مع مسؤولين صوماليين، زعم الوفد القطري إقامة مشاريع البنية التحتية بالأماكن الأكثر احتياجًا، مروجين لفكرة توفير فرص عمل كثيرة لامتصاص الغضب الشعبي بعد كشف وسائل الإعلام العالمية دعم ورعاية قطر للإرهاب في الصومال.

ومنذ بدء التدخل القطري في الأزمة الصومالية وإلقائها بثقلها المالي والاقتصادي في الدولة المنهكة التي تعتبر بوابة لأفريقيا، ارتفع منسوب العنف والإرهاب، الأمر الذي ينذر بانزلاق الصومال إلى المزيد من الفوضى التي توفر بيئة خصبة وملائمة لانتشار التطرف.

وفي ديسمبر من العام الماضي، وقّعت الصومال وقطر بالعاصمة الدوحة، عدة اتفاقيات تنموية بينها مشروع بناء ميناء هوبيو بإقليم مدغ وسط الصومال وبعدها بنحو شهرين وتحديدًا في الرابع من فبراير 2019 أعلنت حركة الشباب الصومالية المتشددة اغتيال مسؤول إدارة شركة موانئ دبي العالمية في ميناء بوصاصو.

وأشارت مصادر صومالية إلى وجود صلات وثيقة بين قطر وقادة ميليشيات متطرفة من ضمنها حركة الشباب وأن للدوحة أذرع محلية فاعلة في تلك الميليشيات أو في مؤسسات الدولة تعززت مع تولي محمد عبدالله فرماجو السلطة.

استهداف مصالح دول الجوار

وكثفت قطر التي تواجه عزلة في محيطها الخليجي والإقليمي بسبب سجلها في دعم وتمويل الإرهاب، تحركها في منطقة القرن الأفريقي وتحديدًا في المناطق الاستراتيجية التي تشكل مجالًا حيويًا لأمن الملاحة البحرية الدولية وفضاءً مهمًا لأمن الخليج العربي، وذلك من بوابة التعاون الاقتصادي.

وتثير مشاريع قطر في الصومال الريبة لدى أوساط صومالية سبق أن أعلنت خشيتها من هيمنة الدوحة على موانئ ومواقع استراتيجية ومخاوفها من توسيع منافذ التشدد في المنطقة.

وواجهت حكومة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو المزيد من الانتقادات الداخلية على خلفية اصطفافها في المحور القطري التركي وتعريض أمن الصومال للخطر.

ويعتبر ميناء هوبيو واحد من أقدم الموانئ الصومالية، حيث يقع على الساحل الشمالي الشرقي في البلاد بالقرب من خليج عدن.

ويقع ميناء هوبيو على الخط البحري بين اليمن والصومال، حيث يشكل أكبر ممر للسلاح غير الشرعي للجماعات المتطرفة، ما قد يكون قناة اتصال مثالية بين تنظيمي القاعدة وداعش باليمن والصومال، كما يمكن استخدامه كمعبر استراتيجي آمن لتسليح مليشيات الحوثي الإرهابية، ليسهل تهريب الأسلحة من القاعدة التركية في الصومال.

ويبدو أن التحرك القطري الجديد جاء أيضا في إطار التصعيد ضد الأشقاء خاصة الإمارات، بعدما فشلت أذرع الدوحة في تحويل عقود موانئ دبي إلى صالحها، من خلال ترهيب العاملين فيها بتنفيذ تفجيرات انتحارية، ينفذها حركة الشباب الصومالية.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نشرت في يوليو الماضي، تسجيلًا صوتيًا مسربًا، يؤكد تورط قطر في تفجيرات حدثت في الصومال.

التسجيل المسرب عبارة عن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، ويؤكد فيه المهندي للسفير أن “أصدقاء الدوحة” يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في مايو الماضي “لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها”.
 

ربما يعجبك أيضا