«مَن فرقتهم الحرب لا تجمعهم الأعياد».. لماذا غيّرت أوكرانيا موعد الاحتفال بعيد الميلاد؟

خطوة أخرى في طريق الابتعاد عن موسكو.. أوكرانيا تحتفل بعيد الميلاد 25 ديسمبر

محمد النحاس

الصراع السياسي والعسكري بين روسيا وأوكرانيا انعكس بطبيعة الحال على مختلف جوانب الحياة.. كيف تجلى ذلك؟


للمرة الأولى في تاريخها، غيرت أوكرانيا تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد، وبدأت بالفعل فعاليات الاحتفال، في خطوة تٌكرّس الابتعاد عن روسيا، بعدما أقر الرئيس الأوكراني رسميًّا تغيير موعد الاحتفال إلى 25 ديسمبر.

ويحيي الروس عيد الميلاد في الـ7 من يناير، كما هو الحال لدى معظم المنتمين للطائفة الأرثوذكسية، حيث انعكس الصراع السياسي والعسكري، على مجالات الحياة كافة، بما في ذلك الأعياد الدينية، والتعليم، واللغة، والثقافة، بل وحتى الأسماء التاريخية، فيما تحتدم الحرب المستمرة منذ فبراير 2022 بين الطرفين.

الابتعاد عن روسيا

نقلت وكالة أنباء فرانس برس، عن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قوله في رسالته بشأن عيد الميلاد، “نحتفل جميعًا، بعيد الميلاد في ذات التاريخ، كعائلة ممتدة، وأمة واحدة، ودولة موحدة”.

السردية التي يرددها القوميون الأوكرانيون، أن بلادهم كانت تحت “احتلال سوفيتي” وأن الثقافة الروسية جرى فرضها على الأوكرانيين لعقودٍ طويلة، وفي مقابل ذلك، يرى الروس أن قاطني المناطق الشرقية في أوكرانيا والمتنازع عليها مع روسيا، وهم روس عرقيًّا ويتحدثون الروسية، تعرضوا لانتهاكات بما في ذلك التضييق عليهم في استخدام لغتهم الأم.

انفصال مذهبي

جاء في القرار الأوكراني الخاص بتغيير موعد الاحتفال، والذي أقره مجلس النواب “أخضع الشعب الأوكراني لفترة طويلة للأيدلوجية الروسية في مجالات الحياة كافة تقريبًا بما في ذلك التقويم والاحتفال بعيد الميلاد في 7 يناير”، وعللت المذكرة الأوكرانية ذلك بـ”رغبة كل مواطن أوكراني بعيش حياة خاصة به وتقاليد وأعياد خاصة به”.

وفي عام 2019، مع استمرار تدهور علاقات موسكو وكييف، أعلنت الكنسية الأرثوذكسية الأوكرانية، انفصالها عن البطريركية الروسية في موسكو، والتي هيمنت عليها لقرون طويلة.

وتعتمد العديد من الكنائس الأرثوذكسية، التقويم اليولياني، وتحتفل في الـ7 من يناير، بما في ذلك كنائس روسيا وصربيا، في مقابل التقويم الجريجوري، والذي أقر أواخر القرن الـ 16.

كيف تفاعل الأوكرانيون؟

أعرب الكثير من الأوكرانيين عن دعمهم للاحتفال في الموعد الجديد، وبحسب ما نقلت فرانس برس، فقد قالت سيدة تدعي أولينا، وقد حضرت قداس منتصف الليل في كاتدرائية المهد بمدينة أوديسا الجنوبية الواقعة على البحر الأسود: “نعتقد أنه ينبغي حقًا أن نحتفل بعيد الميلاد مع العالم أجمع، بعيدًا عن روسيا”.

وأردفت المرأة التي يعمل ابنها كمسعف عسكري ضمن صفوف القوات الأوكرانية: “بالنسبة لي، هذه هي الرسالة الجديدة الآن”. من جانبها ذكرت أوكسانا كريكونوفا: كان هذا التحول طبيعيًّا بعد الحرب، وموضحةً أن الأجيال الأكبر سنًا تقبلت ذلك، تابعت: “قمت للتو بزيارة والدتي البالغة 81 عامًا، وأبي البالغ 86 عامًا، وقد تقبّلا ذلك تمامًا بشكل عادي”.

استمرار المعارك

رغم حلول عيد الميلاد، فإن العمليات العسكرية لم تتوقف، واستهدفت القوات الروسية، وسط مدينة خريسون الواقعة جنوبي أوكرانيا، ما أدى لمقتل 4 أشخاص، وإصابة 9 آخرين، حسب السلطات الأوكرانية المحلية بالمدينة.

في المقابل، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أمس، أنها اعترضت خلال الليل، 14 مسيرة هجومية، كما أعلن الجيش الأوكراني، الاثنين، التصدي لـ28 مسيّرة وصاروخين أطلقتهم روسيا ليلاً، واستهدف معظمها جنوب البلاد.

وأوضح سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر تليجرام، أن “القوات الجوية وقوات الدفاع الأوكرانية دمرت 28 مسيّرة من طراز (شاهد) في مناطق أوديسا، وخيرسون، وميكولايف، ودونيتسك، وكيروفوهراد، وخميلنيتسكي”، مضيفًا أن “الطائرات المسيّرة انطلقت من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا”.

ربما يعجبك أيضا