ناشيونال إنترست | لماذا يريد الأمريكيون رئيسًا يُنهي الحروب اللانهائية؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

كانت الولايات المتحدة لاعبًا عسكريًّا نشطًا حول العالم منذ نهاية الحرب الباردة. لقد خاضت حروبًا دموية ومكلفة في العراق وأفغانستان في الوقت الذي نفّذت فيه عمليات عسكرية مهمة في دول البلقان وليبيا وسوريا وغيرها من بؤر التوتر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.إن انتخاب دونالد ترامب والتأييد الكبير الذي حصل عليه بيرني ساندرز وإليزابيث وارين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يشير إلى أن الأمريكيين أصبحوا منهكين من هذا العبء الثقيل. لقد دعا هؤلاء المسئولون المنتخبون إلى تفكير جديد في دور أمريكا في العالم واستفادوا من هذه الدعوة.

يقدم استطلاع جديد لـYouGov بتكليف من معهد تشارلز كوك المزيد من الأدلة على أن الجمهور الأمريكي يدعم سياسة خارجية أكثر واقعية، ويريد من قائده أن يركز على الاحتياجات الداخلية المُلحة أكثر من المشروعات بالخارج. أجرت YouGov مقابلات مع ألفين شخص من 24-27 يوليو 2020، وجمّعت بيانات الاستطلاع بناءً على ردودهم. ونظرًا لمدى الاستقطاب في البلاد في كثير من القضايا الأخرى، فمن المذهل إلى مدى الأمريكيين موحدين في إنهاء حروبنا اللانهائية في الشرق الأوسط وتجنب التورط العسكري الأكبر في صراعات بالخارج.

التركيز على التحديات في الداخل

يريد الأمريكيون بغض النظر عن حزبهم أن يركز قادتهم انتباههم على الجبهة الداخلية بدلًا من الخارج. بوجه عام، اتفق 75% من الأمريكيين مع عبارة: "ينبغي أن تمنح الولايات المتحدة الأولوية للقضايا الداخلية على قضايا السياسة الخارجية" بينما يريد 6% فقط أن تمنح الولايات المتحدة الأولوية لقضايا السياسة الخارجية على القضايا الداخلية. اتفق 82% من الجمهوريين مع العبارة الأولى و4% فقط ممن ينتمون إلى الحزب الجمهوري أرادوا منح الأولوية لقضايا السياسة الخارجية. كان الانقسام بين الديمقراطيين أقل بقليل: 75% مقابل 6%.

عندما يتعلق الأمر بقضية المشاركة العسكرية الأمريكية في الصراعات حول العالم، اتجه الأمريكيون مرة أخرى لتفضيل المزيد من الحذر. يعتقد النصف تقريبًا – 48% – أن الولايات المتحدة ينبغي أن تكون أقل مشاركة عسكريًّا في الصراعات حول العالم بينما يريد 7% المزيد من المشاركة العسكرية. يبدو أن هناك رغبة قليلة في مواصلة المغامرة العسكرية.

إنهاء الحروب اللانهائية

إن التحول الواقعي لأمريكا ملحوظ على نحو خاص في طريقة تفكير الجمهور في حروبنا طويلة الأمد في العراق وأفغانستان. يدعم نحو 74% من الأمريكيين إحضار القوات الأمريكية من العراق بينما يعارض 11% فقط هذه الخطوة. ودعم الانسحاب العسكري من أفغانستان أعلى، حيث يفضل 76% من الأمريكيين إحضار القوات الأمريكية من أفغانستان و10% فقط يعارضون الانسحاب. حوالي نصف الأمريكيين "يدعمون بقوة" سحب القوات من ذلك البلد، مشيرين إلى أن الظروف السياسية مواتية لصالح جهود الرئيس ترامب والسفير زلماي خليل زاد لكي ينهيا هذه الحرب اللانهائية.

وفي وجه الاستقطاب المتزايد والانقسامات بين الناخبين، من الجدير بالذكر أن دعم الانسحاب من أفغانستان زاد بصورة كبيرة على مدار العامين الماضيين. في مارس 2018، دعم 50% من الأمريكيين خفض (26%) أو سحب (24%) القوات الأمريكية من أفغانستان بينما فضّل 16% زيادة القوات ودعم 19% الإبقاء على نفس عدد القوات. في بداية 2019، واصل 51% من الأمريكيين القول بأنهم سيدعمون القرار بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان في غضون ذلك العام، وقال 22% إنهم سيعارضون هذا القرار، فيما قال 27% إنهم غير متأكدين. وبحلول يناير 2020، دعم 69% من الأمريكيين إحضار القوات الأمريكية من أفغانستان مقارنة بمعارضة 14%. اليوم، مثلما ذكرنا، يقف عدد الأمريكيين الذين يفضّلون إحضار القوات الأمريكية من أفغانستان عند 76%. وعلى الرغم من أن الأسئلة كانت لها صياغة مختلفة قليلًا، فإن الإجابات تُظهر نفس الاتجاه؛ ارتفع دعم الانسحاب من أفغانستان باستمرار.

أوروبا

إن الأمريكيين أكثر انقسامًا حول مستويات القوات الأمريكية في أوروبا. يعتقد نفس العدد تقريبًا من الأمريكيين أننا ينبغي أن نخفض عدد القوات الأمريكية المتمركزة في أوروبا (36%) مثل الذين يريدون إبقاء مستويات القوات كما هي (40%). يريد 4% فقط زيادة مستويات القوات الأمريكية. بغض النظر عن عدد القوات الذي يعتقدون أننا يجب أن نبقيه في أوروبا، يرى أغلبية من الأمريكيين (47%) الناتو أقل صلة بعالم اليوم مقارنة بما كان عليه منذ 70 عامًا ويراه 29% فقط أكثر صلة. هذا يعكس إدراكًا للتغييرات الهائلة التي حدثت منذ نهاية الحرب الباردة.

الصين

نرى أيضًا فكرة الجمهور الواقعي في ردودهم على الأسئلة المتعلقة بالصين. يعتقد أكثر من نصف الجمهور أن الصين تهديد عسكري على الولايات المتحدة، بينما يقول أقل من الرُبع إنها ليست كذلك. هذا ليس مفاجئًا نظرًا لأن الصين أقوى دولة في العالم بخلاف الولايات المتحدة، وهي أهم نسبيًّا من أي خصم آخر، غير أن الأمريكيين لا يبدون متحمسين لخوض قتال عسكري مع الصين. حوالي 62% ممن شملهم الاستطلاع قالوا إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل عسكريًّا في حرب بين الصين والهند، بينما فضّل 12% فقط الدفاع العسكري الأمريكي عن الهند وقال 3% فقط إننا ينبغي أن ندافع عن الصين. إذا حاصرت الصين تايوان، قال 27% فقط إننا ينبغي أن نستخدم القوة العسكرية لكسر الحصار بينما قال 39% إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تستخدم القوة العسكرية لكسر الحصار. وفي حالة الغزو الصيني لتايوان، انقسم الأمريكيون؛ فيعارض نحو 36% استخدام القوة العسكرية لحماية تايوان، ويفضل 30% استخدام القوة العسكرية، و35% لا يعرفون.

الإنفاق الدفاعي

وبالاتساق مع مخاوفهم حول الأولويات الداخلية، يريد أكثرية من الأمريكيين (37%) تخفيض إنفاق البنتاجون. حوالي 28% يريدون إبقاءه كما هو و13% فقط يريدون زيادة الإنفاق. عند تذكير المشاركين في الاستطلاع أن الدين القومي أكثر من 23 تريليون دولار ويرتفع فوق 25 تريليون دولار هذا العام، أراد نصف الأمريكيين (49%) خفض إنفاق البنتاجون بينما أراد 8% فقط زيادته. تأثر الجمهوريون، تحديدًا، بالمخاوف المتعلقة بالدين القومي، وازداد دعمهم لخفض الإنفاق الدفاعي من 13% إلى 40% عندما طُرح عليهم هذا السياق.

عندما يتعلق الأمر بالرأي العام الأمريكي في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية الرئيسية اليوم، من الواضح أن الجمهور يدعم إنهاء حروبنا الحالية مع عدم خوض حروب جديدة والتركيز على الأولويات الداخلية. سيكون من الحكمة أن يأخذ صُنّاع السياسة الحاليون والمستقبليون في الحسبان الآراء الواقعية والقائمة على ضبط النفس للشعب الأمريكي عند تحديد مسار أمتنا في العالم.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا