ناشيونال إنترست | من سينتصر إذا اندلعت معركة جوية بين إيران والولايات المتحدة؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – بسام عباس

مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الشاملة لخطة العمل المشتركة مع إيران، يبدو أن الحرب مع طهران باتت احتمالاً واضحًا. وفي حالة وجود صراع عسكري بين واشنطن وطهران، فهناك أيضًا احتمال متزايد بأن البيت الأبيض ربما يسعى لتغيير النظام في إيران.

تتطلب حملة عسكرية أمريكية واسعة النطاق ضد إيران تدمير القوات الجوية الإيرانية، التي تقوم حتى يومنا هذا على طائرات حربية أمريكية الصنع. فأفضل أسطول طائرات مقاتلة في إيران مكون من طائرات "جرومان إف 14"، وقد اشترت القوات الجوية الإمبراطورية الإيرانية 80 طائرة من مقاتلات الجيل الرابع قبل الثورة الإسلامية عام 1979، ولكن تم إيقاف شحن 79 طائرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد اشترت إيران 714 مقاتلة هيوز (والتي تحمل الآن اسم رايثيون)، وإيه أي إم 54 فينيكس ذات صواريخ موجهة جو – جو بعيدة المدى نشطة للرادار، والتي يصل مداها لنحو مائة ميل بحري.

عندما جرى تطوير إف 14 إيه، كانت من بين أكثر المقاتلات التي طورتها الولايات المتحدة خلال أواخر الستينيات. وقد دخلت المقاتلة النفاثة الخدمة مع القوات البحرية الأمريكية في عام 1974، حيث تم تجهيزها برادار "إيه دبليو جي 9" دوبلر النابض طويل المدى، والذي وصل مداه لما يزيد عن 115 ميلاً بحريًّا، وكان أول رادار أمريكي يدمج مسارًا أثناء وضع المسح الضوئي للسماح بتعدد القدرة النارية. ومع "إيه أي إم 54"، يمكن أن تستهدف "إيه دبليو جي 9"  ست قاذفات للعدو في وقت واحد. ونظريًّا، زودت "توم كات" الأسطول بقدرة قوية، ولكن في الواقع لم تحقق طموحات القوات البحرية.

ومن جهتها، حدّثت إيران طائرات توم كات بأجهزة الكترونية جديدة وأسلحة جديدة محتملة، لكن لم يعد سوى أقل من 20 طائرة إف 14 صالحة للطيران في طهران. ومع ذلك، بخلاف ما يصل إلى 20 طائرة من طراز ميكويان ميج 29 فلكروم روسية الصنع، فإن طائرات توم كات المهيبة هي المقاتلات الأكثر قدرة في سلاح الجو الإيراني. وفي حالة نشوب حرب، فإن طائرة إف 14 ستكون خط الدفاع الأول لإيران ضد أي هجوم أمريكي.

ومن المؤكد أن مقاتلة لوكهيد مارتن إف 22 رابتور المتفوقة في الجو ستقود الهجوم الأمريكي، وبالمقارنة مع طراز إف 14 القديم، يُعد رابتور أعجوبة تكنولوجية مجهزة بأكثر أجهزة الاستشعار تطورًا على الإطلاق.

ويجمع طراز إف 22 بين التخفي الشديد والسرعة الأسرع من الصوت – يمكن أن تقلع بسرعة أعلى من 1.8 ماخ دون احتراق –  كما أنها مزودة بإلكترونيات الطيران المتكاملة وتتميز بخفة الحركة الشديدة. وتستطيع مقاتلة رابتور المزودة برادار نورثروب جرومان (إيه إن/ إيه بي جي-77 (في)1 ) النشط ذو الماسح الضوئي الإلكتروني، وبمجموعة الدعم الإلكترونية السلبية (إيه إل آر-94) اكتشاف إف 14 قبل عدة عشرات من الأميال البحرية قبل أن يكون لدى توم كات أي فكرة أن إف 22 كانت بالجوار.

وبعد أن اكتشفت رابتور إقلاع طائرة إيرانية من طراز إف 14 وأعطيت الضوء الأخضر للاشتباك، من المرجح أن تتجه نحو العدو وتطلق صاروخ رايثيون إيه آي إم-120 دي إيه إم آر إيه إيه إم– الذي يصل مداه لنحو 96 ميلًا بحريًا عند إطلاقه من مقاتلة تقليدية – من سرعة تفوق سرعة الصوت بمعدل تفوق 1.5 ماخ، وارتفاع أعلى بكثير من 50 ألف قدم. وسيكون الأمر قد انتهى بالنسبة للطائرات الإيرانية من طراز إف 14، قبل أن يكون لدى العدو أي فكرة عن تعرضه للهجوم.

وحتى لو نفدت الصواريخ من مقاتلة رابتور إف 22 وأجبرت على الاشتباك في نطاق مرئي، يمكنها حينها استخدام نظام التخفي لإبقائها دون مراقبة حتى أقل من ألف قدم لتدمير مقاتلة إف 14 إما بصاروخ رايثيون إيه آي إم-9 إكس سايدويندر أو بنيران مدفع فولكان20 مم. في الواقع، غالبًا ما يتسلل ملاحو مقاتلة إف 22 الذين يحلقون أثناء التدريبات إلى نطاق المدافع لجعل عمليات القتل غير الملحوظة من مسافات بعيدة جدًّا من خلال الاستفادة من إمكانية تخفي الرابتور. وفي كثير من الأحيان، تضرب مقاتلة الرابتور هدفها وهو غير مدرك تمامًا.

ومع ذلك، فإذا اشتبكت مقاتلة إف 22  في بعض الحالات الغريبة في معركة مع مقاتلة إف 14، فستكون النتيجة أن الرابتور  ستتغلب على توم كات، ما لم يكن الطيار الأمريكي يعاني من الحظ السيئ للغاية أو ارتكب خطأً خطيرًا؛ حيث تحتفظ الرابتور بجميع البطاقات من حيث معدلات الدوران الفورية والمستمرة، والتي في حالة إف 22 أكبر من 30 درجة في الثانية. إن قوة الرابتور الزائدة المذهلة وقدرتها على المناورة، بالإضافة إلى صواريخ إيه آي إم-9 إكس الجديدة، تجعلها محصنة لصالح ملاح مقاتلة إف 22.

بالطبع، هذا فقط في حالة أن يكون قادة إيران حمقى بما فيه الكافية لتواجه الولايات المتحدة، وسيكون من الأكثر ذكاءً استخدام إيران لوسائل غير متكافئة لمهاجمة الولايات المتحدة بدلاً من تحدّيها جوًّا.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا