ناشيونال إنترست| هل شائعة وفاة كيم يونغ أون حقيقية؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

يقول "صن تسو" في أشهر أقواله "جميع الحروب تعتمد على الخداع". تتعمّد كوريا الشمالية، ذلك البلد العسكري الذي يعيش حالة حرب مستمرة، أن تجعل من الصعب للغاية على العالم معرفة ما يجري داخلها كوسيلة منها لتحصين أمنها. من دون استخبارات بشرية، تكون المعلومات الاستخباراتية عن كوريا الشمالية غير موثوق فيها بشكل فاضح. وكلما كانت هناك شائعة بشأن هذا البلد، فمن الحكمة أن نكون متشككين بشأن مصداقيتها، غير أنه من المهم أيضًا أن نستعد لحدوث تغيير لأنه أمر حتمي.وفي ضوء ندرة المعلومات، لماذا تنتشر توقعات بشأن احتمال وفاة "كيم يونغ أون" زعيم كوريا الشمالية؟ لأن الظروف المحيطة بشائعة وفاته تناسب رواية معقولة تمامًا من الصعب رفضها بالكامل؛ إذ هناك ديكتاتور بدين لديه تاريخ من المشاكل الصحية لا يحضر احتفالًا وطنيًّا رئيسيًّا في بلاده، ومصدر مجهول يدق جرس الإنذار.

لو كان هناك درس تعلمناه من جائحة كورونا التي تكاد تشبه أحداث فيلم سينمائي، فهو أن السيناريوهات التي تبدو وكأنها أحداث خيال علمي لا يمكن تجاهلها. في الشتاء الماضي، وقبل أسابيع من تفشي الفيروس، ألقيت خطابًا في طوكيو بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، وخلصت إلى أن أكبر تهديد على النظام العالمي سيكون تفشي جائحة، نظرًا لغياب التعاون الدولي. ربما تخيلت شيئًا أشبه بعدوى وليس خيمًا منصوبة في حديقة "سنترال بارك".

إن حدوث أزمة في شبه الجزيرة الكورية في خضم تفشي جائحة عالمية سيكون عاصفة عارمة. لكن من المهم تجنب ألا نسمح لحالة الطوارئ الصحية التي نعيشها بأن تشوّش بصيرتنا. وكما لفت "ريان هاس" من معهد "بروكينغز" بذكاء، فإن التكهنات التي تظهر في ضباب أزمة تكون قيمتها التنبؤية قليلة. إن المكوث في بيوتنا في مدينة نيويورك، مركز الجائحة، والتي يسودها هدوء مخيف وباتت تشبه مكان تصوير فيلم، أكسب الأخبار اليومية طابعًا خياليًّا. لكن ما الذي أثار هذه التكهنات بشأن صحة كيم؟

غاب "كيم" عن احتفال الخامس عشر من إبريل لإحياء ذكرى ميلاد جده، وهي أهم عطلة في كوريا الشمالية الغارقة في تقديس مؤسس البلاد. لقد غاب عن الأنظار منذ أسابيع، وما فاقم من هذا هو سجل كيم الصحي. في الماضي، لفت أطباء إلى أنه يعاني من صعوبة في التنفس بسبب التدخين الكثيف والإفراط في شرب الكحوليات والنظام الغذائي السيء. يبلغ وزن كيم نحو 300 رطل وهو ما يجعله بدينًا، لا سيما لرجل يبلغ طوله 5 أقدام و7 بوصات. يبلغ عمره 36 سنة فقط لكنه يتحرك مثل رجل عجوز وهو يعاني من داء النقرس.

يُعتقد أن كيم خضع لجراحة على قلبه وربما يستريح الآن بالقرب من "ونسان". ومنذ ذلك الوقت، وُصف بأنه في "خطر كبير"، وفقًا لما ذكره مسئول أمريكي لمحطة سي إن إن رفض الإفصاح عن اسمه. إن المشاكل الصحية، من بينها السكري ومشاكل القلب والسمنة هي أشياء تسري في العائلة. توفي كيم إل سونغ بأزمة قلبية عام 1994، وقللت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية من احتمال وفاته، ولم يُلاحظ أي نشاط غير عادي في سفارة كوريا الشمالية في الصين أو في كوريا الشمالية نفسها.

لو توفي كيم، فهل يكون خليفته السُلالي أخيه غير الشقيق من والده "كيم بيونغ-إل" البالغ 65 عامًا، أو شقيقته "كيم يو-جونغ" البالغة 31 عامًا، أم يحكم الاثنان بشكل جماعي؟ ونظرًا للظهور البارز لشقيقته في مناسبات مؤخرًا ومركزية الدعاية (تشغل شقيقته نائب مدير قسم الدعاية الحكومية) في الديكتاتوريات الستالينية، فإنني أظن أنها ربما تكون خليفته في نهاية المطاف. يُقال إنها تحظى باحترام ولديها انسجام مع دونالد ترامب، ويجري تجهيزها لتولي القيادة.

هناك على الأقل ثلاث سيناريوهات محتملة للاتجاه الذي سيسلكه النظام في المستقبل: إصلاح الاقتصاد والتوحد مع كوريا الجنوبية، أو الانهيار أو البقاء في المسار الحالي (أي اعتبار الولايات المتحدة والغرب خصومًا ينبغي التحوّط ضدهم). والاتجاه المرجّح، خاصة مع تولي شقيقته القيادة، هو البقاء في المسار الحالي.

لا شك أن الأخبار الجيدة الغريبة بشأن فيروس كورونا هي أن أزمة الجائحة ربما تعزز من ميل الولايات المتحدة نحو ضبط النفس عسكريًّا. علاوة على هذا، سترغب الولايات المتحدة والصين في منع زعزعة استقرار النظام بقدر الإمكان، وتَعتبر وكالات الاستخبارات انهيار النظام في بيونغ يانغ هو سيناريو أسوأ من الوضع القائم. إن ما نعرفه الآن هو أنه من دون بيان رسمي من كوريا الشمالية، فلن نعرف وضع كيم الصحي، ولا يمكننا التنبؤ بالمستقبل. 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا