نذر حرب .. إريتريا تحشد قواتها على حدود تيجراي

ضياء غنيم
تحالف رئيس إريتريا ورئيس وزراء إثيوبيا

تلقي أمريكا باللوم على التدخل الإريتري في إفشال المفاوضات المباشرة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيجراي


تتداعى شروط السلام في القرن الإفريقي شيئًا فشيئًا، مع أنباء حشد إريتريا لقواتها استعدادًا لمعركة مقبلة واسعة النطاق.

وبعد أيام من عودة التصعيد في إقليم تيجراي، أصدرت حكومات غربية تحذيرات لمواطنيها في إريتريا بتقليل تحركاتهم ومتابعة وسائل الإعلام المحلية تحسبًا لأي ظرف طارئ، في وقت أفاد نشطاء معارضون بإعلان حكومة أسمرة التعبئة العامة.

تحذيرات غربية

أصدرت الحكومة الكندية، يوم السبت 17 سبتمبر 2022، تحذيرات لمواطنيها في إريتريا بتوخي الحذر وتقليل تحركاتهم تحسبًا لأي طارئ، قبل ساعات من إصدار الحكومة البريطانية نداءً مماثل لمواطني، حسب صحيفة واشنطن بوست.

ونقلت وكالة أسوشياتد برس عن الناشطة الحقوقية ومديرة المبادرة الإريترية لحقوق اللاجئين، ميرون إستيفانوس، قولها إن ابن عمها يحارب في مكان ما بإثيوبيا ولا تعلم العائلة إن كان حيًا بعد أم قتل في المعارك، بعد أيام من تجدد المعارك في شمال إثيوبيا.

تعبئة عامة في إريتريا

تأتي التحذيرات الغربية تحشيد قوات أسمرة على الحدود مع إقليم تيجراي وإصدارها تعبئة عامة واسعة النطاق، وطالت عمليات التجنيد الفئة العمرية من 18 إلى 60 عامًا، حسب ما نقلت وكالة رويترز عن أحد الإريتريين المبعدين بالخارج.

وأحدثت عمليات التجنيد صداها في حراس السفارات والعاملين مع منظمة الأمم المتحدة والموظفين بالقطاع الحكومي، ممن لم يتخطوا السن القانونية لتأدية الخدمة العسكرية (من 18 إلى 40 عامًا)، ويشاركوا في المعارك العنيفة التي اندلعت في نوفمبر 2020، واستؤنفت في 24 أغسطس 2022 بدفع من الرئيس أسياس أفورقي.

انخراط إريتريا في تيجراي

تقول قوات دفاع تيجراي، إنها تصدت لهجوم واسع النطاق بقيادة الحكومة الإثيوبية وميليشيا إقليم أمهرة خلال 3 أسابيع، وبدأت هجومها المضاد في 11 سبتمبر 2022، قبل أن تعلن نيتها الذهاب للتفاوض وعدم التصعيد.

وفي 13 سبتمبر الجاري، استولت إريتريا على مدينة شيرارو الحدودية، ونشرت قوات المدفعية على الحدود مع الإقليم، وفي 15 سبتمبر انتشرت أوامر التعبئة العامة في العاصمة أسمرة ومدينة كرن ثاني كبرى المدن، وتسني غرب إريتريا، حسب بي بي سي تيجرينيا.

حرب وجودية

مزاعم التدخل الإريتري الذي تلقي الإدارة الأمريكية باللائمة عليه في إفشال المفاوضات المباشرة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيجراي، يؤكدها طلب المبعوث الإفريقي أوباسانجو مشاركة إريتريا في المفاوضات، وإعلان الجبهة تعرضها للقصف المدفعي من الجارة الشرقية، 1 سبتمبر الجاري، بالتزامن مع هجوم بري لحكومة أديس أبابا، حسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد د.حمدي عبدالرحمن.

ويذكر عبدالرحمن في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة أن اندلاع الصراع في تيجراي مجددًا يقوض السلام الإثيوبي الإريتري، خاصة مع “الحرب الوجودية” بين الرئيس أسياس أفورقي وجبهة تحرير تيجراي.

ربما يعجبك أيضا