نصف مياه الشرب في أمريكا تحتوي على «كيماويات أبدية»

شيماء مصطفى
كيماويات أبدية

أظهرت دراسة جديدة أن ما يقرب من نصف عينات مياه الصنابير الأمريكية تحتوي على “كيماويات أبدية”، وهي مواد تستخدم في المئات من الأدوات المنزلية من مواد التنظيف إلى علب البيتزا، وقد يؤدي التعرض لها على نطاق واسع إلى مخاطر صحية كبيرة.

واختبرت الدراسة، التي أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، عينات من مياه الشرب من أكثر من 700 منزل وشركة ومحطة لمعالجة مياه الشرب في أنحاء البلاد للكشف عن هذا النوع من الكيماويات، وفق وكالة أنباء رويترز، اليوم الجمعة 7 يوليو 2023.

تظل في جسم الإنسان

قال الباحثون إنهم اكتشفوا مادة كيماوية واحدة على الأقل في 45% من العينات بمستويات تتجاوز المعايير واللوائح الأمريكية المقترحة.

وهذه الكيماويات من المواد المقاومة للماء، أي أنها لا تتحلل في البيئة وتظل في جسم الإنسان لسنوات. وجرى تطويرها في أربعينيات القرن الماضي مع تصنيع طلاء التيفلون غير اللاصق الذي يستخدم في أواني الطهي وكل شيء اليوم من الملابس إلى المنتجات البلاستيكية.

الإصابة بسرطان الكلى

قالت عالمة المياه في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، التي قادت البحث، كيلي سمولينج، إن الدراسات السابقة عملت على قياس هذه المواد في المياه الجوفية وخزانات المياه ومحطات معالجة المياه، لكن تحليل مياه الشرب يسمح بإجراء تقييم أكثر دقة لما يشربه الناس.

اقرأ أيضًا: كانت جافة وصخرية.. باحثون يكشفون عن مصدر المياه على الأرض

ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يمكن أن يؤدي التعرض لهذه المواد بمستويات عالية إلى عرقلة عمل الهرمونات، واضطراب وظائف الكبد، وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكلى أو الخصية، وتقليل وزن الأطفال عند الولادة، وتعريض صحة النساء الحوامل للخطر.

32 نوعًا في العينات

أجريت اختبارات على جزء قليل من الأنواع المعروفة من هذه المواد، وعددها 12 ألفًا. واختبرت الدراسة 32 نوعًا في العينات، التي جاءت من أماكن الإمداد العامة والآبار الخاصة بين عامي 2016 و2021.

وقالت سمولينج إنه لم يكن هناك فرق في التعرض لأنواع هذه المواد الكيماوية بين العينات المأخوذة من الآبار الخاصة وأماكن الإمداد العامة، وهو ما “كان مفاجئًا للغاية”.

ووكالة حماية البيئة هي الجهة المنظمة لأماكن إمداد المياه العامة وليس الآبار الخاصة.

اقرأ أيضًا: الحزام الناري.. أعراضه وطرق انتقاله ووسائل علاجه

ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية أكثر عرضة لخطر هذه المواد الكيماوية في مياه الشرب، مقارنة بالذين يعيشون في المناطق الريفية.

واقترحت وكالة حماية البيئة، في مارس، أول معيار وطني على الإطلاق لقياس 6 أنواع من هذه المواد في مياه الشرب. وتتطلب مراقبة أنظمة المياه العامة، والكشف عن الأمر، عندما تتجاوز مستويات هذه المواد الحدود.

وجرى توجيه ما يقرب من 10 مليارات دولار لمساعدة المجتمعات على تقليل هذه المواد والملوثات الكيماوية الأخرى في إطار قانون إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للبنية التحتية الذي وضعه الحزبان.

اقرأ أيضًا: صراع علني.. «تويتر» تهدد بمقاضاة «ميتا» بعد إطلاق «ثريدز»

ربما يعجبك أيضا