نهر دجلة.. شريان الحياة يلفظ أنفاسه الأخيرة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكل العراقيين، لا تتعلق هذه المرة بالسياسة أو الجانب العسكري، وإنما كارثة مائية تلوح بالأفق تتهدد أحد أهم معالم المنطقة المائية: نهر دجلة.

التوقف عن الجريان

أعلن مسؤولون عراقيون في محافظة ميسان جنوبي البلاد  توقف مياه النهر في القضاء عن الجريان، وهو ما أثّر على مساحات شاسعة بينها عدةُ أقضية وعشرات القرى، ويهدد بكارثة زراعية وبيئية وإنسانية كبيرة.

وقال قائممقام القضاء، أحمد عباس، في تصريحات صحفية، إن “محطات المياه في قضاء المجر الكبير وقضاء قلعة صالح وناحيتي العدل والخير وعشرات القرى توقفت بشكل بشكل تام”، مضيفا: “ذلك جاء بسبب توقف نهر دجلة عن الجريان”.

 ويبدو أن هناك عوامل كثيرة أثرت على مستوى مياه نهر دجلة الذي ينبع من تركيا، منها على سبيل المثال لا الحصر السدود المختلفة المقامة أو التي ستقام في بلد المنبع، أي تركيا، فضلاً عن قيام السلطات الإيرانية بسد ثلاثة من الروافد الرئيسية للنهر قادمة من إيران.

إيران وتركيا.. تعطيش العراق

مناشدات للحكومة العراقية للتدخل وبشكل فوري لوقف كارثة محدقة بعد توقف جريان نهر دجلة الأمر الذي يهدد حياة ملايين العراقيين على ضفاف النهر.

من أهم التهديدات التي تتربص بمجرى النهر لا سيما بمحافظة ميسان تشغيل سد إليسو في الجانب التركي، إذ سيؤدي تشغيله حسب خبراء إلى خسارة نحو 40% من الأراضي الزراعية في العراق وانخفاض الحصة المائية لنهر دجلة بنسبة الثلثين.

تعود مشكلة جفاف الأنهر بشكل عام في العراق إلى أسباب عدة على رأسها، إقامة السدود من قبل دول الجوار وخاصة على نهر دجلة.

يوجد لنهر دجلة الذي ينبع من تركيا 10 روافد في الأراضي الإيرانية أجرت عليها سلطات طهران تحويلات كثيرة عادت على العراق بشكل سلبي وتسببت بكثير من الأضرار، أولها انخفاض تدفق الماء من روافد دجلة بنسبة 60 – 70 % الأمر الذي يؤثر سلباً على المشاريع التنموية.

ناهيك عن نوعية المياة الواصلة المضرة لاحتوائها على نسبة كبيرة من الترسبات والأملاح والمخلفات، إذ أن تحول روافد النهر في الأراضي الإيرانية جعلت تصاريف المياه بأملاح عالية التركيز تسيئ للنهر كاملاً في العراق.

الزراعة العراقية.. ناقوس خطر

 لتجاوزات الفلاحين على ضفاف النهر أثرها الواضح حيث يعمد كثيرون إلى استخدام مياه النهر على نحو غير صحيح وغير رشيد مستغلين غياب دور وزارة الزراعة في تقسيم الحصص المائية.

إذ إن نقص المياه بنهر دجلة من شأنه أن يساهم في تقلص المساحات الزراعية في حوض دجلة والمناطق الحدودية، وتحويل روافد النهر على طول الحدود مع إيران البالغة 1200 كم وهو ما أحدث تصحراً كبيراً.

الحقوق التاريخية للعراق.. أين ؟!

إنشاء السدود على نهر دجلة  في كل من إيران وتركيا دون الأخذ في الاعتبار بالحقوق التاريخية للعراق يعدّ اعتداءً على العراقيين.

فبحسب خبراء فإن دول الحبس الأعلى – إيران وتركيا – لم تأخذا في الاعتبار الأضرار التي سيتكبدها العراقيون جراء بناء السدود على نهر دجلة، الأمر الذي يحتم على الحكومة العراقية ضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة مع دول الجوار لبحث أزمة المياه في النهر.

مشكلة نهر دجلة ليست انخفاض كمية التدفق من الروافد المختلفة لنهر دجلة في تركيا وإيران، إنما قضية نوعية أيضاً.

فمياه السد تتردى وكمية الطمي والحصى والترسبات في هذا النهر تزداد مع الزمن، لذلك التأثيرات “كارثية” على العراق في المدى البعيد.
https://www.youtube.com/watch?v=Td3JSMRGvC0

ربما يعجبك أيضا