نيجيريا.. لماذا تستهدف العصابات خطف الأطفال؟

محلل: التركيز الأساسي للعصابات هو التربح من الخطف وليس قتل الضحايا

آية سيد
حوادث خطف الأطفال في نيجيريا.. الأسباب والحلول

الأطفال المنقطعون عن الدراسة قد يصبحوا قاعدة تجنيد للجماعات المتطرفة العنيفة والعصابات الإجرامية.


أعلنت السلطات النيجيرية، الأحد 24 مارس 2024، تحرير أكثر من 200 تلميذ ومعلم بعدما خطفهم من مدرسة شمالي البلاد.

وانتشرت حوادث الخطف الجماعي في نيجيريا خلال السنوات الأخيرة، خاصة شمالي غرب البلاد، وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، شهدت المناطق الشمالية 6 حوادث خطف جماعي هذا الشهر. فلماذا تستهدف العصابات الأطفال؟.

حوادث متكررة

على مدار الـ10 سنوات الأخيرة، أصبحت حوادث الخطف شائعة في بعض مناطق نيجيريا. وكان أشهرها حادثة الخطف الجماعي لـ276 طالبة من مدرسة في شيبوك بولاية برنو، في 2014.

وفي هذا السياق، نشر موقع “ذا كونفرزيشن” الأسترالي، اليوم الثلاثاء 26 مارس، تحليلًا للمنسق الإقليمي بمعهد الدراسات الأمنية الإفريقي، أولوول أوجيويل، يستعرض فيه ديناميكيات عنف العصابات ضد المنشآت التعليمية شمالي غرب نيجيريا، بحسب دراسة أجراها في الفترة من 9 فبراير حتى 16 سبتمبر 2023.

استهداف المدارس

عزا المحلل الاستهداف الاستراتيجي للطلاب والمدارس إلى 3 أسباب. الأول هو فشل الحكم، وتراجع الوجود الحكومي في بعض المناطق، ما يؤدي إلى ارتفاع العنف ضد المدنيين عمومًا. وفي القرى البعيدة، عناصر أمن الدولة غير موجودة والمراقبة تظل سيئة بشدة.

مسلحون في نيجيريا يطلقون سراح أطفال - أرشيفية

مسلحون في نيجيريا يطلقون سراح أطفال – أرشيفية

والسبب الثاني هو مناطق الغابات الضخمة، فالمدارس عرضة لخطر العصابات في مناطق الشمال الغربي حيث أصبحت مناطق الغابات الضخمة ملاذًا آمنًا للجماعات المسلحة، وتقع معظم المدارس في ضواحي القرى وفي مناطق بعيدة من الغابات.

أما السبب الثالث فهو ضعف الأطفال، بسبب عدم نضوجهم الجسدي والعقلي، وقدراتهم المحدودة واعتمادهم على البالغين، وعادةً ما يطلب الخاطفون فدية.

التداعيات على التعليم

تؤثر الهجمات وحوادث الخطف مقابل الفدية في التعليم والطلاب بـ3 طرق رئيسة، بحسب المحلل، الأولى هي خسارة الأرواح، ووجد المحلل أن العنف ضد المنشآت التعليمية والطلاب ارتفع منذ 2020.

وارتفعت حوادث الخطف إلى 25 في 2021، في حين وصل عدد القتلى إلى 25، وفي 2022، جرى الإبلاغ عن 15 حادثة و3 قتلى. ويظل التركيز الأساسي للعصابات هو التربح من الخطف وليس قتل الضحايا.

الخوف والعنف

يتأثر التعليم والطلاب أيضًا بعبء الخوف والعنف الجنسي. وتصبح الفتيات ضحايا للاغتصاب. ونتيجة هذا، تتحمل الفتيات الأذى الجسدي المباشر والصدمة والنبذ الاجتماعي، وبعضهن يفتقر لإمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية.

ومن التداعيات الأخرى أيضًا التهجير القسري وتراجع معدل الالتحاق بالمدارس. وهذه التطورات تثير مخاوف خطيرة لدى معظم السكان في الشمال الغربي، ما دفع مئات الطلاب للانقطاع عن الدراسة بسبب أنشطة العصابات في مجتمعاتهم.

نيجيريا

العنف في نيجيريا – أرشيفية

وحذر المحلل أن هؤلاء الأطفال المنقطعين عن الدراسة قد يصبحوا قاعدة تجنيد للجماعات المتطرفة العنيفة والعصابات الإجرامية، ما يخلق تحديًا أمنيًا جديدًا في السنوات المقبلة.

الخيارات الاستراتيجية

طرح المحلل 3 استراتيجيات على الأقل لمواجهة هذه التحديات. الأولى هي إصلاح قطاع الأمن، عن طريق تأمين مناطق الغابات والمساحات غير الخاضعة للرقابة التي تشكل ملاذًا للجماعات المسلحة.

والاستراتيجية الثانية هي إعادة تنشيط برنامج مبادرة المدارس الآمنة، الذي أطلقته الحكومة في 2021 لإعادة بناء بيئة تعليمية مواتية، ويجب إشراك المجتمعات في تنفيذها.

وتتمثل الاستراتيجية الثالثة في تقديم الدعم الاجتماعي والرعاية الصحية للضحايا. ويجب على الدولة تحديث نهجها الحالي تجاه مواجهة العصابات المسلحة ليشمل علاجًا نفسيًا وقائيًا وتقديم الرعاية الصحية الأساسية للضحايا من الطالبات.

ربما يعجبك أيضا