هزائم متلاحقة.. هل تنتهي عمليات فاجنر في إفريقيا؟

ضربات متلاحقة وجثث في الشوارع.. فاجنر تواجه أزمة في إفريقيا

أحمد الحفيظ

تعتبر مجموعة فاجنر الروسية من أبرز المنظمات العسكرية الخاصة التي أثارت جدلاً واسعاً حول نشاطاتها في مختلف أنحاء العالم، خاصة في إفريقيا.

وتسعى المجموعة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي لحكومات وقوى محلية في مناطق نزاع مختلفة، ومع ذلك، لم تكن مسيرة فاجنر خالية من الهزائم والنكسات، حيث واجهت تحديات متعددة أدت إلى تكبدها خسائر كبيرة في بعض الدول الإفريقية.

مالي: تصاعد الهجمات وتعثر العمليات

من أبرز الدول التي واجهت فيها مجموعة فاجنر صعوبات كبيرة هي مالي، بعد تدخلها لدعم الحكومة ضد التمردات والجماعات العرقية.

وجدت فاجنر نفسها في مواجهة تصاعد الهجمات المسلحة، وتعرضت قوافلها العسكرية لهجمات متكررة من جماعات مسلحة محلية، ما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

ومؤخرا تداولت مليشيات عاملة في مالي فيديوهات وصور لجنود روس تابعين لفاجنر غارقين في دمائهم وسط الشوارع.

جمهورية إفريقيا الوسطى: تحديات الاستقرار

في جمهورية إفريقيا الوسطى، تدخلت مجموعة فاجنر لدعم الحكومة في مواجهة المتمردين، ورغم تحقيق بعض النجاح الأولي، فإن الوضع الأمني في البلاد لم يتحسن بشكل كبير.

واصلت الجماعات المتمردة شن هجمات على القوات الحكومية وعلى فاجنر نفسها، مما أدى إلى تراجع القدرة على السيطرة وتحقيق الاستقرار، الخسائر المتزايدة والضغط المستمر من المتمردين أدى إلى تآكل نفوذ فاجنر في البلاد وتزايد الانتقادات بشأن فعاليتها.

موزمبيق: الهجمات المتصاعدة في كابو ديلغادو

تدخلت فاجنر في موزمبيق لدعم الحكومة في مواجهة تمرد مسلح في منطقة كابو ديلغادو، ومع ذلك، لم تكن العمليات ناجحة كما كان متوقعاً.

تعرضت فاجنر لهجمات شرسة من قبل المتمردين، وفقدت العديد من أفرادها ومعداتها، الوضع المعقد في المنطقة، بالإضافة إلى الطبيعة الوحشية للصراع، جعل من الصعب على فاجنر تحقيق تقدم ملموس، ما أدى إلى تقليص تواجدها وتركيزها على عمليات أصغر وأقل تأثيراً.

تداعيات الهزائم

أدت الهزائم التي تعرضت لها مجموعة فاجنر في إفريقيا إلى تداعيات واسعة النطاق،
على الصعيد العملياتي، تسببت الخسائر في تقويض قدرتها على تنفيذ مهامها بكفاءة، كما أثرت الهزائم على سمعتها كشركة عسكرية خاصة فعالة، مما أدى إلى تراجع الطلب على خدماتها في بعض المناطق.

على الصعيد السياسي، أثارت هزائم فاجنر تساؤلات حول جدوى التدخل الروسي في إفريقيا عبر هذه المجموعة، كما أدت إلى تزايد الانتقادات الدولية بشأن استخدام الشركات العسكرية الخاصة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.

المستقبل المجهول

تظل مجموعة فاجنر لاعباً رئيسياً في الساحة الإفريقية، رغم الهزائم والتحديات، ويسعى قادتها إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم وتحسين قدراتهم لتجنب المزيد من النكسات.

ومع ذلك، يبقى المستقبل غير مؤكد، حيث تواجه فاجنر بيئة عملياتية معقدة وصعبة، أوقعتها في أزمات ومشكلات عديدة وقد تشهد المنطقة في المستقبل القريب انسحاب تلك القوات بسبب تصاعد الهجمات ضدها.

ربما يعجبك أيضا