هل تؤثر الأزمة الأوكرانية على مشروع نوردستريم2

نداء كسبر

ألقت الأزمة الأوكرانية بظلالها على العلاقات الألمانية الروسية التي تتسم بالتوتر وعدم الثبات على وتيرة واحدة عبر التاريخ، فمن مرحلة الشراكة والتعاون إلى مرحلة المقاطعة والعقوبات، لا سيما على المشاريع الاقتصادية المشتركة، ومن بينها مشروع خط أنابيب نوردستريم2، فما هو مصير هذا المشروع؟

شراكة استراتيجية بين ألمانيا وروسيا

تتبنى برلين مبدأ “الأوستبوليتيك” للمستشار الألماني “فيلي برانت” منذ السبعينيات، لا يزال النظر إليها في الوقت الحالي على أنها احتمال لتحقيق التقدم الديمقراطي من خلال الحوار.

وفي الوقت ذاته، حرصت أيضًا المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، خلال 16 عامًا في الحكم، على المحافظة على العلاقة مع روسيا، في محاولة لفصل الخلافات الجيوسياسية عن المصالح الاقتصادية بين البلدين، كونها تتسم بالقوة، فتستورد ألمانيا من روسيا 40% من حاجتها من النفط و50% من الغاز الطبيعي.

مقاطعة وعقوبات

أعادت الأزمة الأوكرانية، التي تفاقمت مؤخرًا، التوترَ بين موسكو وبرلين من جديد، خصوصًا عقب طرد متبادل للدبلوماسيين، إضافة إلى التصريحات الحادة بين البلدين، فقد أعلنت الخارجية الروسية، 31 يناير الماضي، طرد دبلوماسيين ألمان كأول رد فعل على طرد برلين دبلوماسيين روس في 26 يناير الماضي.

ولم تكتف روسيا بهذا الإجراء فحسب، استدعت السفير الألماني للتعبير عن استيائها من قرار طرد اثنين من موظفي سفارة موسكو، مؤكدة الموقف العدواني لبرلين، وأن الأمر لن يبقى دون رد مناسب، في المقابل، عدَّت الخارجية الألمانية قرار روسيا بطرد دبلوماسييها موقفًا غير مبرر، وأن الأوضاع بين البلدين تزداد تعقيدًا من جرَّاء هذا الموقف.

المستشار الألماني يحذر روسيا

شدد المستشار الألماني “أولاف شولتس” في أول خطاب له أمام البرلمان لهجته بشأن الأزمة الأوكرانية، وقد تولى شولتس، البالغ من العمر 63 عاماً، قيادة ألمانيا في 8 ديسمبر 2021 خلفًا لميركل.

ووجَّه شولتس تحذيرًا لروسيا حال اجتياحها لأوكرانيا، خاصة بعد نشرها دبابات ومدرعات قتالية ومركبات ونحو 100 ألف جندي روسي قرب الحدود الروسية-الأوكرانية.

مصير نوردستريم2

رغم ما يحظى به مشروع خط أنابيب “نورد ستريم 2” من أهمية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي عامة، وألمانيا خاصة كآلية مستدامة لضمان الطاقة فيها، فإن المخاوف والانتقادات الأوربية لم تهدأ إزاء هذا المشروع الذي لا يزال عنوانًا رئيسيًا لعديد من موجات الشد والجذب بين القوى الأوروبية بقيادة ألمانيا، والولايات المتحدة من ناحية، وروسيا من ناحية أخرى، خصوصًا بعد التحركات الروسية الأخيرة على الحدود الأوكرانية.

هناك انقسام داخل برلين حول السياسة المفترض اتباعها تجاه موسكو، وهذا يتضح من تصريحات مسؤوليها بشأن موقفها من مساعدة الجانب الأوكراني، ورفضها تسليم أسلحة إلى كييف، مكتفية بتسليمها مستشفى ميداني.

تصريحات وزيرة الدفاع الألمانية

صرحت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرشت، بأن ألمانيا قدمت من قبل أجهزة تنفس اصطناعي لأوكرانيا، وأنها عالجت جنوداً أوكرانيين مصابين بجروح خطيرة في مستشفيات الجيش الألماني.

وقالت “نحن نقف إلى جانب كييف، علينا أن نفعل كل شيء لخفض التصعيد حاليًا، لن تكون شحنات الأسلحة مفيدة في هذا الصدد؛ هناك اتفاق على هذا في الحكومة الألمانية”.

أمريكا تضغط على ألمانيا

تلوح الولايات المتحدة الامريكية بالضغط على ألمانيا مؤخرًا لإيقاف خط نوردستريم2 حال أقدمت موسكو على اجتياح أوكرانيا، رغم انتهاء المشروع في سبتمبر الماضي، خصوصًا أن المشروع سيربط روسيا بألمانيا مباشرة، واعتماد ألمانيا والاتحاد الأوروبي على روسيا، مع احتمالية استخدام موسكو الغاز كورقة ضغط سياسية.

من ناحية أخرى، هناك اتفاق بين الأحزاب الحاكمة في ألمانيا وعلى رأسهم حزب الخضر على بدء العمل في نورد ستريم2، مع استيفاء جميع المتطلبات الوطنية والأوروبية، فهو مشروع تابع للقطاع الخاص، وله أهمية اقتصادية وبيئية.

ربما يعجبك أيضا