هل تتسبب عودة ترامب للبيت الأبيض في تدمير العلاقات مع الصين؟

ماذا تنتظر الصين إذ فاز ترامب فى الانتخابات؟

شروق صبري
ترامب وشي

شهدت سنوات حكم بايدن، الحروب في أوكرانيا وغزة، وترسيمًا أعمق للحدود في الجغرافيا السياسية، مع الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى. فهل يؤدي فوز ترامب في الانتخابات إلى إرباك هذه الكوكبة؟


في العام الماضي، عندما انتشرت مذكرات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بعنوان “لا تتنازل عن بوصة واحدة” بين قادة الصين، أثارت فقرة واحدة على وجه الخصوص غضب الزعيم الصيني شي جين بينج.

كان قد كتب وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن “تمنح الاعتراف الدبلوماسي الكامل” لتايوان، وكان غضب شي إزاء هذا التصريح نذيرًا بقلق أوسع نطاقًا يخيم على بكين. فما الذي ينتظر الصين إذا استعاد ترامب ودائرته الداخلية السلطة؟

عودة التوتر

تسببت السنوات الأربع التي قضاها ترامب في البيت الأبيض في حدوث اضطراب بالعلاقة، وعندما غادر في عام 2020، تنفست بكين الصعداء، وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية في تغريدة معبرة على نحو غير مُعتاد: “بئس المصير يا دونالد ترامب!”.

وذكرت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الأربعاء 1 مايو 2024، أن المسؤولون الصينيون يستعدون الآن لاحتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ولعودة الدراما في علاقاتهم مع الولايات المتحدة مرة أخرى، وذلك حسب ما ذكره أشخاص مقربين من تفكير القيادة الصينية.

سياسات متشددة

بعد ترامب، جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن الحياة صعبة على بكين أيضًا، من خلال الحفاظ على سياسات ترامب الاقتصادية المتشددة تجاه الصين وحتى توسيعها، من خلال بناء تحالفات مع حلفاء الولايات المتحدة لمواجهة الصين، ومع ذلك سعى بايدن أيضًا إلى تخفيف الضغينة تجاه بكين، وهو جهد يقدره شي.

كما حرصت واشنطن على عدم استعداء بكين بشأن الانتخابات الرئاسية في يناير في تايوان، الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي تدعي الصين أنها تابعة لها، وهي المسألة التي حذرت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا من التدخل فيها.

الحرب التجارية

دعا ترامب ومساعده في الحرب التجارية روبرت لايتهايزر علنًا إلى منع وصول الصين إلى الأسواق والتكنولوجيا ورأس المال الأمريكي، وقال يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون، وهو مركز أبحاث في واشنطن: “يعتقد الصينيون أنه إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن الجانب الإيجابي في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين سيكون محدودًا، لكن الجانب السلبي لا نهاية له”.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: “أيًا كان الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، نأمل أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين لتعزيز العلاقات الثنائية”، وأضافت: “تعارض الصين أن يستخدم بعض الأشخاص في الولايات المتحدة الخطاب الصيني لأغراض انتخابية”.

بايدن وشي جين بينج

الرئيسان الأمريكي والصيني

حرب تجارية أخرى

أحد المخاوف المباشرة هو احتمال نشوب حرب تجارية أخرى هي أن الشركات الصينية تعمل على تسريع جهودها لتوسيع نطاق وصولها إلى التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في مناطق مثل الشرق الأوسط، خوفًا من أن يؤدي فوز ترامب إلى تسريع وتيرة العقوبات التكنولوجية الأمريكية ضد الصين.

ورغم الدعوات التي أطلقتها وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين وآخرون لوقف إغراق أسواق العالم بالسلع الرخيصة، فإن الصين عازمة على تنفيذ حملة تقودها الدولة لشق طريقها للخروج من الرياح الاقتصادية المعاكسة في العقود الأخيرة، ويرى المسؤولون أن هذه هي أفضل طريقة للتفوق على الولايات المتحدة، خاصة إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.

مصدر القلق الأكبر

إن مصدر القلق الأكبر بالنسبة لشي، وفقًا لأشخاص مقربين من القيادة، هو ما إذا كان ترامب قد يعطل “علاقته الودية” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. عندما كان في البيت الأبيض، سعى ترامب مرارًا وتكرارًا إلى تقريب الولايات المتحدة من روسيا.

وقد أقام شي علاقة شخصية مع الزعيم الروسي ويخشى أنه إذا تقرب ترامب من بوتين، فإن ذلك قد يضعف علاقة بكين مع موسكو، الشريك المهم في مواجهة شي مع الغرب.

مساعدة بكين لروسيا

الأسوأ من ذلك، كما يقول بعض الاستراتيجيين في الصين، أن ترامب قد يحاول تقليد “نيكسون العكسي”، إذ سعى الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون إلى الصين لمواجهة الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وربما يسعى ترامب إلى قلب موسكو على بكين.

وفي الوقت الحالي، تركز واشنطن على تقليل مساعدة بكين لروسيا، وتضغط إدارة بايدن على الصين لخفض دعمها لصناعة الدفاع الروسية، وهي رسالة سلمها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى شي وغيره من كبار المسؤولين خلال زيارته للصين يوم 24 أبريل 2024.

ربما يعجبك أيضا