هل ترتبط نظريات المؤامرة بالمرض العقلي حقًّا؟

بسام عباس

وجدت دراسة جديدة أن الإيمان الحقيقي بنظرية المؤامرة يفصح كثيرًا عن شخصيات غير آمنة ومصابة بجنون العظمة.


يقول علماء النفس إن الأفراد الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة يميلون إلى إظهار سمات انعدام الأمن والبارانويا، وهم معرضون أيضًا للتقلب العاطفي والاندفاع.

واكتشف العلماء أن مجموعة من السمات الشخصية والدوافع يمكن أن تجعل الأفراد عرضة لنظريات المؤامرة، ومن هذه السمات الاعتماد القوي على الحدس، ومشاعر العداء والتفوق تجاه الآخرين، والإحساس الدائم بالتهديدات.

نظرة ثاقبة

قال موقع Study Finds العلمي، في تقرير نشره الاثنين 26 يونيو 2023، إن الدراسة، التي نشرتها دورية “النشرة النفسية”، تقدم نظرة ثاقبة ودقيقة للعوامل التي تقود أصحاب نظرية المؤامرة.

وقالت اختصاصية علم النفس الإكلينيكي في جامعة إيموري، شونا باوز، ليس من الصواب الاعتقاد بأن جميع أصحاب نظرية المؤامرة ذوي عقلية بسيطة، ومرضى عقليًّا، كما تصورهم الثقافة الشعبية، بل إن الكثيرين يلجؤون إلى نظريات المؤامرة لتلبية احتياجات تحفيزية لهم.

وأضافت باوز أن الأبحاث السابقة حول منظري المؤامرة ركزت في المقام الأول على الشخصية والدافع ككيانين منفصلين، إلا أن الدراسة الحالية تهدف إلى دمج هذه العوامل لفهم سبب إيمان الناس بنظريات المؤامرة بنحو أكثر شمولًا.

مجتمعات متفوقة

ذكر الموقع العلمي أن فريق البحث راجع بيانات من 170 دراسة شملت أكثر من 158 ألف مشارك، معظمهم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وبولندا، وكان التركيز على الدراسات التي قيمت دوافع المشاركين أو السمات الشخصية المرتبطة بالتفكير التآمري.

ووجدت الدراسة أن إيمان الناس بنظريات المؤامرة غالبًا ما يكون مدفوعًا بالحاجة إلى فهم بيئتهم والرغبة في رؤية مجتمعاتهم متفوقة على الآخرين. وعلى عكس التوقعات، وجدت الدراسة أن الحاجة إلى الانغلاق أو الشعور بالسيطرة لم تكن أكثر الدوافع فاعلية لتأييد نظريات المؤامرة.

واكتشفت الدراسة أدلة تشير إلى أن العلاقات الاجتماعية دفعت الأفراد للإيمان بنظريات مؤامرة، وكان المشاركون ممن رأوا التهديدات الاجتماعية أكثر ميلًا إلى الإيمان بنظريات المؤامرة القائمة على الأحداث، مثل النظرية القائلة بأن حكومة الولايات المتحدة هي التي دبرت هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.

أكثر عرضة للتفكير التآمري

وجد فريق البحث أن سمات شخصية معينة، منها العداء تجاه الآخرين وجنون العظمة، تجعل الأفراد أكثر عرضة للتفكير التآمري، وأن الذين يميلون إلى اعتناق نظريات المؤامرة يميلون أيضًا إلى أن يكونوا غير آمنين، ومصابين بجنون العظمة، ومتقلبين عاطفيًّا، ومندفعين، ومريبين، ومنسحبين، ومتلاعبين، وأنانيين، وغريبي الأطوار.

وأظهرت سمات الشخصية “الخمس الكبرى”، الانبساطية، والتوافق، والانفتاح، والضمير، والعصابية، ارتباطًا أضعف بالتفكير التآمري. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذا لا يعني أن سمات الشخصية العامة لا علاقة لها بالميل نحو نظريات المؤامرة.

وأوصت باوز بأن تأخذ الأبحاث المستقبلية عن التفكير التآمري بعين الاعتبار مدى تعقيده وتنوع المتغيرات ذات الصلة، فاستكشاف العلاقات بين التفكير التآمري والتحفيز والشخصية يوفر فهمًا أكثر شمولًا للشخصيات التي تعتنق الأفكار التآمرية.

اقرأ أيضًا: هل يسبب كورونا جنون العظمة.. دراسة تدق ناقوس الخطر

اقرأ أيضًا: التايمز تتساءل: هل أصاب بوتين جنون العظمة؟

ربما يعجبك أيضا