هل توجد وسائل جديدة لدى الحكومات لمكافحة التطرف عبر الإنترنت؟

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – آية سيد

مع ازدياد الضغوط على شركات التقنية لمكافحة المحتوى المتطرف على الإنترنت, تجد الحكومات حلولا ممكنة في شركات الإعلانات.

يشير التقرير الأخير الذي صدر عن موقع Defence IQ’s -بعنوان مكافحة التطرف العنيف على الإنترنت: 2017- إلى أن هناك حاجة لتبنّي أساليب جديدة في الحرب الدائرة على شبكة الإنترنت ضد المجموعات المتطرفة. وبالرغم من إحراز بعض النجاح في هذا الشأن, إلا أنه يُعتقد أن الهجمات الإرهابية الأخيرة تم تسهيلها جزئيا على الأقل من خلال الأنشطة على الإنترنت, سواء كان ذلك عبر تجنيد أناس يسهل التأثير على عقولهم, وإقناعهم بارتكاب هجمات عنيفة, أو عبر تنظيم الأمور اللوجستية الخاصة بهذه الهجمات.

لقد أصبحت هذه القضية شاغلا كبيرا لزعماء العالم. حيث أخبرت "تيريزا ماي" -الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي- أن شركات التقنية يجب أن تبذل مجهودا "أكبر وأسرع" لاستعادة فضاء الإنترنت من الذين لديهم نوايا عنيفة.

من الناحية التكنولوجية, تركّز العديد من الحكومات ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل على تطوير أدوات وموارد جديدة يمكن استخدامها لمعالجة طيف واسع من التهديدات التي تطال تطبيق القانون والجمهور بوجه عام.  

"هناك عدد من الوسائل المختلفة والمثيرة التي يجري بناؤها في هذا الشأن" حسبما يقول أحد العاملين في قسم وسائل التواصل الاجتماعي في "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب" والذي طلب عدم ذكر اسمه.

"هناك الكثير من الدروس التي يمكن أن نتعلّمها من الطريقة التي تستخدمها شركات الإعلانات في تحديد الجمهور المستهدف وتجزئته, وفي توصيل الرسالة".

"إن إعلان الفيسبوك, وجوجل, وميكروسوفت, وتويتر عن إنشاء قاعدة بيانات مشتركة فيما بينهم (hashtag (database ينطوي على إمكانيات هائلة. كما أن تطوير شركة Jigsaw التكنولوجية التابعة لجوجل بالتعاون مع شركة Moonshot CVE الناشئة في بريطانيا لما يسمى بمنهج إعادة التوجيه (the Redirect Method) كانت له فائدة".

لكن هذا الممثل أقرّ أيضا بأن فرقة العمل المعنية بمكافحة التطرف لديها فقر شديد في الموارد المالية, في وقت تسعى فيه لتطوير منتجات لتقاسم المعلومات. وحتى مع الخبرات المتوفّرة لدى وكالة "مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة" والتي تعمل على تطوير التكنولوجيا في هذا المجال بهدف المساعدة في التعرّف على الأشخاص الذين يقفون خلف نشر المشاركات المتطرفة, إلا أنه مازالت هناك حدود لما يمكن إنجازه.

"إذا أردنا الحقيقة, فإن مجال مكافحة التطرف العنيف على الإنترنت, حسب اعتقادي, ما يزال بحاجة إلى الكثير من الحلول التكنولوجية" كما يقول المصدر العامل في المركز الوطني لمكافحة التطرف.

"واحدة من الأشياء الأكثر إثارة للاهتمام خلال السنوات القليلة الماضية هي زيادة التركيز على تكنولوجيا الإعلانات, من أمثال برامج التعقب وبرامج المحادثة الآلية Chatbots. هذه الحلول ليست بالضرورة سحرية, لكن هناك الكثير من الدروس التي يمكن تعلّمها من الطريقة التي تتعامل بها هذه التكنولوجيا مع تحديد الجمهور المستهدف وتجزئته, وتوصيل الرسالة.

"لقد كان من المثير متابعة التطوّر الذي شهدته هذه التكنولوجيا خلال السنوات القليلة الماضية, لكن السنوات القليلة المقبلة ستكون أكثر إثارة".

 أشار ممثل المركز الوطني لمكافحة التطرف أيضا إلى التطورات التي تحدث في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي, مضيفا أنها قد "تغير قواعد اللعبة" بالنسبة لجهود مكافحة التطرف العنيف خلال السنوات القليلة المقبلة.
"ستسمح لنا هذه التكنولوجيا بالحصول إلى مجموعات بيانات أفضل كثيرا".

"بالطبع, هذا يعني أنه كلما تعمّقنا في هذا المجال, ستواجهنا المزيد من الأسئلة الجديدة. مَن سيستضيف هذا الحجم الهائل من مجموعات البيانات؟ هل من المناسب أن تحتفظ الحكومة بهذه البيانات؟ تلك هي الأسئلة التي تلوح في الأفق, والتي يتعين علينا البدء في تجهيز إجابات لها. لقد كان من المثير متابعة التطوّر الذي شهدته هذه التكنولوجيا خلال السنوات القليلة الماضية, لكن السنوات القليلة المقبلة ستكون أكثر إثارة".

المصدر – defenceiq

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا