هل ستتغير السياسة الخارجية الأمريكية إذا فاز ترامب بالانتخابات؟

السياسة الخارجية الأمريكية لن تشهد تغييرات كبيرة إذا فاز ترامب

آية سيد
هل ستتغير السياسة الخارجية الأمريكية إذا فاز ترامب بالانتخابات؟

أوكرانيا والصين والشرق الأوسط.. كيف سيتعامل بايدن وترامب مع أهم 3 قضايا على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية؟


تشير التوقعات إلى أن انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ستشهد منافسة بين الرئيس الحالي، جو بايدن، والرئيس السابق، دونالد ترامب.

ورغم أن فوز ترامب بولاية ثانية سيكون له تداعيات واسعة النطاق على الولايات المتحدة والديمقراطية الأمريكية، استبعد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، ستيفن والت، أن تحدث تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية إذا عاد الرئيس السابق إلى البيت الأبيض.

 3 قضايا على الأجندة

في تحليل بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أمس الاثنين 22 يناير 2024، طرح والت 3 قضايا مهمة على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية وكيف سيتعامل معها كلا من بايدن وترامب. وكانت أولى هذه القضايا هي أوكرانيا، التي كانت إدارة بايدن داعمة لها بقوة منذ بدء الحرب.

ويقلق الأوكرانيون وداعموهم الغربيون أن ترامب سيوقف الدعم الأمريكي ويترك أوكرانيا تعتمد على المساعدات القادمة من أوروبا، وتحت رحمة الجيش الروسي.

وتباهى ترامب بأنه يستطيع إنهاء الحرب “في يوم واحد”، ثم راوغ عند سؤاله عما إذا كان يريد أن تربح أوكرانيا. وهذا دفع الكثيرون للاعتقاد بأن انتخاب ترامب سيُحدث تغييرًا كبيرًا في السياسة الأمريكية.

ماذا سيفعل بايدن؟

حسب والت، سيتبع بايدن مسارًا مشابهًا إذا أُعيد انتخابه، حتى وإن كان بطريقة مختلفة. هذا لأن مجريات الحرب انقلبت ضد أوكرانيا في 2023، وتضاءلت فرص كييف في تحرير الأراضي التي ضمتها روسيا.

إنفوجراف| 5 تحديات تواجه بايدن قبل انتخابات 2024

5 تحديات تواجه بايدن قبل انتخابات 2024

لكن بايدن وفريقه لن يعترفوا بذلك قبل الانتخابات، لأن هذا سيشكك في طريقة تعاملهم مع الحرب حتى الآن. وإذا عادوا للسلطة، قد يضغطوا على كييف لتبني أهداف أكثر واقعية وللتحرك باتجاه تسوية. ومن المرجح أن يفعل بايدن ذلك بطريقة مدروسة ويحاول مساعدة كييف في عقد أفضل اتفاق.

وبوجه عام، ستحاول الإدارتان التفاوض على إنهاء الحرب بعد يناير 2025، وقد يكون الاتفاق الناتج أقرب لأهداف روسيا الحربية المعلنة من أهداف كييف.

العلاقات مع الصين

خلال ولايته الأولى، شن ترامب حرب تجارية سيئة التخطيط، التي أضرت بالاقتصاد الأمريكي ولم تُحدث تأثيرًا يُذكر في العجز التجاري الثنائي الذي كان يُفترض تصحيحه.

وأعاد بايدن تشكيل هذا النهج وضاعف جهوده، عن طريق فرض قيود صارمة على الصادرات بهدف عرقلة الجهود الصينية لتطوير العديد من المجالات الرئيسة في التكنولوجيا المتقدمة، متعللًا بمخاوف متعلقة بالأمن القومي.

ولفت والت إلى أن النهج الصدامي تجاه الصين هو أحد القضايا القليلة التي تحظى بإجماع قوي من الحزبين. ولهذا السبب لن تتغير السياسة الأمريكية تجاه الصين أيا كانت نتيجة الانتخابات المقبلة في نوفمبر.

الشرق الأوسط

رأى الأكاديمي الأمريكي أنه لا يوجد سبب لتوقع أن يتصرف بايدن أو ترامب بطريقة مختلفة في المستقبل في ما يتعلق بالشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنهما، رغم اختلافهما الشديد، تصرفا بطريقة مشابهة عند التعامل مع هذه المنطقة المضطربة.

هل ستتغير السياسة الخارجية الأمريكية إذا فاز ترامب بالانتخابات؟

بايدن ونتنياهو

وعندما كان رئيسًا، تخلى ترامب عن الاتفاق النووي الإيراني، ونقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وأغلق مكتب البعثة الفلسطينية في واشنطن، وعيّن محامي موالي للاستيطان سفيرًا لأمريكا في إسرائيل.

وكذلك فإن خطته للسلام استهزأت بحل الدولتين ولم تفعل شيئًا لمعالجة معاناة 5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

سياسات بايدن

أشار والت إلى أن ما فعله بايدن كان أسوأ. فرغم تعهده بالعودة إلى الاتفاق النووي، تردد حتى وصل متشددون إلى السلطة في إيران وأصبحت العودة للاتفاق أكثر صعوبة. والآن، باتت إيران قريبة من صنع القنبلة أكثر من أي وقت مضى.

وتعامل بايدن ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن، مع الفلسطينيين بنفس طريقة ترامب، ولم يبذلا جهدًا لبدء عملية السلام، وغضا الطرف عن عنف المستوطنين الإسرائيليين المتزايد في الضفة  الغربية.

ورأى والت أن أخطاء ترامب وبايدن أدت إلى هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والعدوان الإسرائيلي الوحشي وغير المتناسب، الذي يمكن القول إنه إبادة جماعية، على قطاع غزة، واصفًا هذا العدوان بأنه وصمة عار على صورة إسرائيل، وسُمعة أمريكا، وضمير العالم.

بعد 107 أيام من العدوان على غزة. كم بلغت خسائر القطاع؟

خسائر غزة جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي

التغيير مستبعد

لا يوجد سبب لتوقع أي شيء مختلف، بغض النظر عمن سيربح الانتخابات، وفق والت. فبايدن وبلينكن صهيونيان، ومن المستبعد أن يمارس أي منهما ضغطًا على إسرائيل لتغيير مسارها. ولم يبدو أن ترامب يكترث لأي من جانبي الصراع، لكنه يفهم توازن النفوذ السياسي في أمريكا، كما أن تحيزه ضد المسلمين موثق جيدًا.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن ترامب قد يحاول الانسحاب من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتركيز أكثر على أجندته الداخلية، ما قد يقلل من اهتمامه المحدود بالشؤون الخارجية ويميل إلى تعزيز الوضع الراهن.

ربما يعجبك أيضا