تقديرات استخباراتية أمريكية: إسرائيل لم تحقق أهدافها الحربية في غزة

تقديرات أمريكية: حماس تمتلك ذخيرة كافية لمواصلة ضرب إسرائيل لأشهر

آية سيد
الجيش الإسرائيلي

صمود حماس يثير التساؤلات داخل إسرائيل، والأراضي الفلسطينية، والخارج بشأن قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها الحربية.


أشارت تقديرات استخباراتية أمريكية إلى أن إسرائيل لم تحقق هدفها المتمثل في القضاء على حركة حماس في غزة.

وحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن تقديرات وكالات الاستخبارات الأمريكية، قتلت القوات الإسرائيلية 20% إلى 30% فقط من مقاتلي حماس، وهي حصيلة تُظهر مرونة الحركة الفلسطينية بعد أشهر من الحرب التي حولت أجزاء كبيرة من قطاع غزة إلى أنقاض.

قدرات حماس

أفادت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الأحد 21 يناير 2024، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أن التقديرات الأمريكية لخسائر حماس وجدت أن الحركة لا تزال تمتلك ذخيرة كافية لمواصلة ضرب إسرائيل والقوات الإسرائيلية في غزة لأشهر، وأن حماس تحاول إعادة تشكيل قوتها الشرطية في مناطق من مدينة غزة.

وأقر مسؤولون إسرائيليون أنهم، رغم الحملة الجوية والبرية العدوانية التي قتلت آلاف المدنيين، لم يحققوا هدفهم المتمثل في تدمير حماس. وقال محللون عسكريون إن مقاتلي الحركة عدلوا تكتيكاتهم، وأصبحوا يعملون في مجموعات أصغر ويختبئون بين الكمائن التي تستهدف القوات الإسرائيلية.

تقديرات استخباراتية أمريكية: إسرائيل لم تحقق أهدافها الحربية في غزة

ضحايا العدوان الإسرائيلي على جنوبي قطاع غزة

ورأى الجنرال المتقاعد، جوزيف فوتل، الذي قاد العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، أن حماس أظهرت أنها تستطيع الاستمرار في القتال، لكن الخسائر “تواصل فرض المزيد من الضغط على شبكة حماس”، مضيفًا أن شخصًا واحدًا قد يضطر إلى القيام بمهمتين أو ثلاث.

شكوك بشأن تحقيق الأهداف

سحبت إسرائيل آلاف القوات من غزة عقب ضغوط من الولايات المتحدة للانتقال إلى مرحلة تعتمد على العمليات الموجهة بدقة التي تستهدف قيادات حماس، لكن المسؤولين العسكريين يقولون إن الحرب قد تستمر لأشهر أخرى.

ووفق وول ستريت جورنال، صمود حماس يثير التساؤلات داخل إسرائيل، والأراضي الفلسطينية، والخارج بشأن قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها الحربية. وفي الوقت ذاته، بدأ مسؤولو إدارة بايدن تخفيض توقعاتهم للحرب، لتصبح إضعاف حماس كتهديد أمني بدلًا من تدميرها بالكامل.

خسائر حماس

أشارت التقديرات الأمريكية إلى أن حماس امتلكت بين 25 ألفًا إلى 30 ألف مقاتل قبل الحرب، إضافة إلى الآلاف من قوات الشرطة والقوات الأخرى. وأشارت التقديرات الإسرائيلية أيضًا إلى أن الحركة امتلكت 30 ألف مقاتل أو أكثر.

وحسب الصحيفة الأمريكية، استُخلص التقدير الأمريكي، الذي كان مدرجًا في تقرير سري مطلع الشهر الحالي، من اتصالات جرى اعتراضها، وتحليل للأنقاض في غزة، ومراقبة المسيّرات للقطاع، والمعلومات الاستخباراتية التي قدمها الإسرائيليون.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه قتل حوالي 9 آلاف مقاتل من حماس في غزة منذ بدء الحرب، إلى جانب أكثر من ألف خلال هجوم 7 أكتوبر، أي ما يصل إلى 30% من إجمالي القوة القتالية للحركة.

أعداد الجرحى

لفتت وول ستريت جورنال إلى أن التقدير الإسرائيلي لأعداد مصابي حماس الذين خرجوا من القتال بنحو دائم أعلى بكثير من التقدير الأمريكي. ووفق مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع، أُصيب ما يصل إلى 16 ألف مقاتل من حماس ونصفهم تقريبًا لن يعودوا إلى ميدان المعركة.

إلا أن التقدير الأمريكي يشير إلى أنه بين 10 آلاف و500 إلى 11 ألفًا و700 مقاتل جُرحوا، والكثير منهم قد يعودوا في النهاية إلى ميدان المعركة، حسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي مطلع.

وفي العقيدة العسكرية الأمريكية، القوة التقليدية التي تخسر 25%-30% من مقاتليها تُعتبر غير فاعلة في القتال. لكن حماس قوة قتالية غير نظامية تخوض حربًا دفاعية في بيئة حضرية مزدحمة ولديها إمكانية الوصول لمئات الأميال من الأنفاق تحت غزة.

مترو غزة

أنفاق حماس في غزة

إعادة فرض السيطرة

في علامة أخرى على مرونة حماس، تحاول الحركة إعادة فرض سلطتها في شمالي غزة، حيث تقع مدينة غزة ومناطق أخرى دمرتها الغارات الإسرائيلية والقتال، عن طريق وضع مجموعات صغيرة من الشرطة وخدمات الطوارئ لحراسة الشوارع، وفق مسؤولين إسرائيليين وسكان فلسطينيين.

والأسبوع الماضي، أطلقت حماس وابلًا من الصواريخ على إسرائيل من منطقة وسط غزة، حيث كانت تعمل القوات الإسرائيلية قبلها بيوم، ما يسلط الضوء على مخاوف البعض في إسرائيل من أن حماس ستعيد فرض سيطرتها في أي مناطق لا تخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية، حسب الصحيفة الأمريكية.

وفي هذا الشأن، قال مسؤول الشؤون الفلسطينية السابق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتاين: “إنها مسألة وقت إذا لم تنشر إسرائيل جنودًا على الأرض في هذه المناطق وسوف يعيدون الجناح العسكري أيضًا”.

ربما يعجبك أيضا