ترامب: بإمكاني إنهاء حرب أوكرانيا في 24 ساعة.. وزيلينسكي يرد

لطالما نأى الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بنفسه، عن تناقضات السياسة الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تؤثر على المساعدات لأوكرانيا.

إلا أن موقف الرئيس الأوكراني، قد تغيّر للمرة الأولى بعد تصريحات للرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الرئاسي المحتمل، دونالد ترامب، قال فيها إنه بإمكانه إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في غضون يومٍ واحد، حال عاد للبيت الأبيض. في وقتٍ تخشى فيه أوكرانيا تآكل الدعم الغربي وانحسار الإمدادات العسكرية مع طول أمد القتال وملل الحلفاء.

تصريحات خطيرة

في تصريحات هي الأولى من نوعها، أعرب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن قلقه بشأن  تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه قد ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون يوم واحد إذا عاد إلى البيت الأبيض.

وفي حديث الرئيس الأوكراني، للقناة البريطانية الرابعة، وصف تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، بأنها “بالغة الخطورة”، مشيرًا في هذا الصدد لعدم توضيحه سيناريو ما بعد الحرب، حسب ما نقل تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية اليوم الأحد 21 يناير 2024.

الموقف الأوكراني من التفاوض

تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتعالى فيه بعض الأصوات في الغرب التي تحث أوكرانيا على القبول بمسار تفاوضي يقود لوضع حد للنزاع المستمر منذ ما يقرب من 24 شهرًا.

ومن جانبها ترفض أوكرانيا ذلك في ظل سيطرة روسيا على مساحات كبيرة كانت خاضعة لسيطرتها. بطبيعة الحال يتطلب ذلك دعمًا سخيًا غير منقطعًا، إلا أن معدل استهلاك كييف القياسي للذخائر دون إنجازات ميدانية حاسمة، قلل من حماس الداعمين الغربيين.

دعاية انتخابية

في حديثه مع القناة البريطانية، رجح الرئيس الأوكراني أن ادعاء ترامب قد يكون مجرد “دعايا انتخابية”، أو رسالة سياسية، لكنه شدد في ذات التوقيت على أن فكرة أن ترامب كرئيس قد يتخذ قرارات من جانب واحد لا تصب في مصلحة أوكرانيا أو شعبها، ويسعى إلى فرضها “تجعلني أشعر بالتوتر الشديد”.

تصريحات ترامب، لم تكن الأولى من نوعها فقد قال في وقتٍ سابق في حديث له مع شبكة سي إن إن الأمريكية “إذا كنت رئيسا، فسوف أتمكن من تسوية تلك الحرب في غضون 24 ساعة”. أما عن كيفية حدوث ذلك، أوضح الرئيس السابق أنه سيلتقي بكلٍ من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مردفًا أن كلاً منهما “لديه نقاط ضعف ولديه نقاط قوة، وفي غضون 24 ساعة ستتم تسوية الحرب، وستنتهي”.

وقال زيلينسكي: “من فضلك يا دونالد ترامب، أدعوك إلى أوكرانيا، إلى كييف.. إذا تمكنت من وقف الحرب خلال 24 ساعة، فأعتقد أنه سيكون سببا كافيا للمجيء” مردفًا “ربما يكون لدى دونالد ترامب بالفعل فكرة ما، فكرة حقيقية، ويمكنه مشاركتها معي”.

موقف بوتين من عودة ترامب للبيت الأبيض

قبل التصريحات سالفة الذكر، ابتعد زيلينسكي عمومًا عن انتقاد ترامب، مفضلاً عدم التدخل في الخلافات الداخلية بين الديمقراطيين والجمهوريين، الذين يسعون لعرقلة وضع مزيد من التمويل الأمريكي لأوكرانيا.

ومن المعتقد على نطاق واسع أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في نوفمبر هو أمر سيرحب به فلاديمير بوتين، حيث سيمنحه اقدر فرصة للتمسك بمكاسبه في أوكرانيا، مرورًا بإعلان النصر.

موقف أوكراني صارم

على النقيض من ذلك، يواصل فلاديمير زيلينسكي الإصرار على أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام لا يشهد إخراج جميع القوات الروسية من الأراضي التي استولت عليها من أوكرانيا منذ عام 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وزاد من سوء موقف أوكرانيا، فشل هجومها المضاد، ما طرح فكرة التسوية التفاوضية مجددًا في أروقة السياسة الغربية.

ومع ذلك، فقد شددت إدارة بايدن وحلف شمال الأطلسي مرارا وتكرارا على أن أوكرانيا لن يتم إجبارها على أي اتفاق مع روسيا. إلا أن المخاوف في كييف تنبع من احتمالية توقف الدعم الغربي. ومن المرجح أن يعني ذلك هزيمة أوكرانيا، حيث تمكنها الإمدادات الحالية بالكاد من الحفاظ على الوضع الراهن، وعلى نطاق واسع يعتقد الخبراء أن توقف الدعم الغربي قد يعني هزيمة ساحقة لكييف.