هل يؤثر حكم إدانة هانتر بايدن على الرئيس الأمريكي؟

حكم إدانة هانتر بايدن الذي صدر يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، خلق لحظات مظلمة في تاريخ عائلة بايدن، ويمكن أن يلقي بثقله على الرئيس في الأشهر الأخيرة من حملة إعادة انتخابه المرهقة، وهو ما يقلق العديد من حلفاء الرئيس.

ويعد التأثير السياسي لهذه القضية غير واضح بالكامل حتى أن بعض الجمهوريين وصفوا جريمة هانتر وهي الكذب على استمارة شراء أسلحة قبل 6 سنوات بأنها بسيطة نسبيًا. ومع ذلك، يأمل قادة الحزب الجمهوري أن يُظهر هذا الحكم عائلة بايدن وكأنها منتهكة للقانون ويعوض الإدانة الجنائية لدونالد ترامب.

لحظات حرجة لبايدن

حسب صحيفة واشنطن بوست، 12 يونيو 2024، يرى الاستراتيجيون الديمقراطيون أنه من غير المرجح أن يحاسب الناخبون الرئيس على سلوك ابنه. ولكن الخسائر الشخصية التي يمكن أن يتعرض لها الرئيس، الذي عانى بالفعل من وفاة اثنين من أطفاله وصارع لسنوات مع إدمان ابنه، قد تكون أكثر خطورة بكثير.

وقال المستشار الكبير السابق للرئيس باراك أوباما، ديفيد أكسلرود: “أي إنسان عادي لا يمكن أن يتمزق عندما يرى معاناة عائلته تتجلى في قاعة المحكمة أمام العالم؟” وأضاف: “ورؤية الأشخاص الذين تحبهم مضطرين إلى الإدلاء بشهادتهم، ليس فقط ابنك، ولكن زوجات أبنائك وحفيدتك، كلهم يعيشون أكثر اللحظات إيلامًا في حياتهم – من الذي لن يتحطم بسبب ذلك؟”

رد بايدن على الحكم على إبنه

أضاف أكسلرود: لا أعتقد أن الناخبين سيحملون بايدن مسؤولية إدمان ابنه أو سوء سلوك ابنه. لكنني أعتقد أن السؤال الحقيقي هو مدى الضرر الذي سيلحقه هو وعائلته.

وجرت المحاكمة الدرامية في ويلمنجتون، ديلاوير، على بعد بضعة مبانٍ من مقر إعادة انتخاب بايدن، حيث شهدت زوجات أبناء الرئيس السابقات وابنته نعومي لصالح الادعاء والدفاع على التوالي.

وأصدر الرئيس بايدن بيانًا دعمًا لابنه يوم الثلاثاء، قائلاً: “أنا الرئيس، ولكني أيضًا أب. أنا وجيل نحب ابننا، ونحن فخورون جدًا بالرجل الذي هو عليه اليوم”. وكان الرئيس غائبًا عن المحاكمة نفسها لتجنب أي شعور بأنه يؤثر بشكل غير لائق على القضية. لكنه كان حاضرًا بشكل منتظم في ويلمنجتون خلال المحاكمة.

إدمان هانتر بايدن

أُدين هانتر بايدن بجميع التهم، حيث أكدت هيئة المحلفين أنه كذب في نموذج شراء الأسلحة الفيدرالي حول استخدامه للمخدرات، ما جعله يمتلك البندقية بشكل غير قانوني لمدة 11 يومًا. وبينما يحقق الجمهوريون في مجلس النواب مع هانتر بايدن وعائلته حول استفادته المزعومة من منصب والده، أشار العديد من الجمهوريين إلى أن جريمة السلاح بسيطة نسبيًا مقارنة بتهم أخرى محتملة.

ويرى بعض الديمقراطيين أن الناخبين قد يتعاطفون مع معركة هانتر بايدن مع الإدمان، بينما يستمر الرئيس في دعم ابنه علنيًا. ويواجه هانتر بايدن محاكمة أخرى بتهمة التهرب الضريبي المزعوم في سبتمبر، ما يضيف تحديات جديدة لعائلة بايدن.

مآسي عائلية

وفقًا لمستشاري الرئيس، فإن القلق على الحالة العقلية لهانتر يؤثر بشكل كبير على الرئيس، الذي عانى بالفعل من مآسي عائلية كبيرة. وقال أكسلرود: “بالنسبة لشخص عانى بالفعل من خسارة ومأساة كبيرة، فإن هذا يمثل عبءً ثقيلًا آخر على عاتقه. وسيتطلب الأمر قوة هائلة لتحمل هذا العبء، بالنظر إلى كل الأعباء الأخرى التي تواجه الرئاسة والترشح”.

وتثير المحاكمة الدرامية لهانتر بايدن تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القضايا سترفع لو لم يكن هانتر ابن الرئيس، مع استمرار تحقيقات الجمهوريين حول استفادته المزعومة من اسم عائلته. وتستمر التحديات القانونية لهانتر بايدن، مع استعداد المحاكمة الضريبية في سبتمبر، التي من المتوقع أن تكشف تفاصيل حول نفقاته الشخصية، لتكون اختبارًا جديدًا لعائلة بايدن.