صفقة مرتقبة بـ18 مليار دولار.. تاريخ طويل من الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل

إسراء عبدالمطلب

استمر تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل دون تغيير.


تمتلك الولايات المتحدة تاريخًا طويلًا من الدعم لإسرائيل، إذ كانت أول دولة تعترف بإسرائيل عند تأسيسها في عام 1948.

ومنذ ذلك الحين، تلقت إسرائيل دعمًا ماليًّا هائلًا من الولايات المتحدة، بمئات المليارات من الدولارات من المساعدات الخارجية الأمريكية، وفقًا لما ذكره موقع “كاونسل أون فورين ريليشنز”.

436099 1

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل

رغم أن هذا الدعم كان يحظى بتأييد شبه جماعي من الحزبين في الولايات المتحدة، إلا أنه في الفترة الأخيرة، بدأت هذه المساعدات تواجه تدقيقًا شديدًا، بما في ذلك من بعض المشرعين الديمقراطيين، نتيجة للخلافات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول سياساتها في حربها المستمرة ضد غزة، واستخدام الأسلحة التي تم تزويدها بها على نطاق واسع في هذه الحروب.

ومنذ بدء الحرب الحالية ضد غزة في 7 أكتوبر، استمرت الولايات المتحدة في تزويد إسرائيل بالدعم العسكري، بينما حث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إسرائيل على السماح بإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة لتجنب المجاعة، وأبدى معارضته لخطط إسرائيل لغزو مدينة رفح جنوبي غزة، التي تعاني من اكتظاظ بالنازحين الفلسطينيين.

ورغم ذلك، استمر تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل دون تغيير، وفقًا لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”. وجميع المساعدات الحالية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل هي عبارة عن مساعدات عسكرية.

أكبر مصدري الأسلحة

تمتلك الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في تحويل القوات المسلحة الإسرائيلية إلى واحدة من أكثر الجيوش تقدمًا تكنولوجيًّا في العالم، من خلال المساعدات العسكرية التي قدمتها على مر السنين. وساهمت هذه المساعدات في بناء صناعة دفاعية محلية قوية، والتي جعلت إسرائيل تصنف الآن كواحدة من أكبر مصدري الأسلحة عالميًّا.

وتقوم شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية، مثل مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية (Israel Aerospace Industries)، وشركة “رافائيل” (Rafael Advanced Defense Systems)، و”إلبيت سيستمز” (Elbit Systems)، بتصدير نحو 70٪ من الأسلحة المنتجة في إسرائيل.

وفي الوقت الحالي، يتوقع أن تتم صفقة كبيرة للأسلحة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقًا لتقارير إعلامية. من المتوقع أن تتضمن هذه الصفقة طائرات مقاتلة وصواريخ جو-جو ومعدات توجيه، وتصل قيمة هذه الصفقة المتوقعة قد تصل إلى أكثر من 18 مليار دولار، حسب وكالة أنباء رويترز.

صفقة أسلحة جديدة

حسب مجلة “بوليتيكو”، تدرس إدارة الرئيس جو بايدن تدرس بيع حتى 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 إلى إسرائيل، بالإضافة إلى صواريخ جو-جو متقدمة من طراز AIM-120 ومجموعات ذخائر متطورة. ومن جانب آخر، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بموافقة الولايات المتحدة على إرسال قنابل ومقاتلات بقيمة مليارات الدولارات إلى إسرائيل.

وتشمل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل حزمًا سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار، مما يجعل إسرائيل أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأميركية منذ تأسيسها، حيث تجاوزت قيمة هذه المساعدات 300 مليار دولار على مر السنوات، وتتلقى إسرائيل حصة كبيرة من المساعدات الأميركية، وهي تفوق بذلك دول الشرق الأوسط الأخرى المستلمة للمساعدات الأمريكية.

انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان

أثارت بعض الصفقات العسكرية الأخيرة مثل بيع الخرطوشات والقذائف والطائرات المقاتلة جدلًا، خاصة بعد مقتل الآلاف في الهجمات العسكرية على غزة. ورغم أن الولايات المتحدة تتبع قوانين صارمة فيما يتعلق بنقل المعدات العسكرية للدول الأخرى، إلا أن الحكومة الأمريكية تسعى لضمان أن الدول المستفيدة تلتزم بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان وحماية المدنيين.

وأثار قانون “ليهي” الجدل أيضًا، الذي يمنع نقل المساعدات العسكرية إلى الحكومات أو الجماعات التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وفي هذا السياق، تسعى إدارة بايدن لتطبيق معايير صارمة على الدول المستفيدة من المساعدات العسكرية الأمريكية، وفي 8 فبراير، أصدر بايدن مذكرة للأمن القومي تتضمن تفاصيل هذه القواعد وإضافة متطلب جديد بأن تقدم الإدارة تقريرًا سنويًّا إلى الكونجرس بشأن ما إذا كان المستفيدون يستوفون المعايير.

دعم مالي مباشر

تتضمن مذكرة الولايات المتحدة شروطًا تلتزم بها الدول المتلقية لضمان تسهيل توزيع المساعدات الإنسانية الأمريكية والجهود الدولية المشتركة لتقديم المساعدات.

وتمنح الولايات المتحدة مهلة لإسرائيل لتقديم تأكيدات مكتوبة بخصوص الالتزام بهذه الشروط، حيث تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بتقييم مصداقية هذه الضمانات وتقديم تقرير للكونجرس.

وبشكل عام، فإن المساعدات الأمريكية تعمل على تعزيز القدرات العسكرية لإسرائيل وتقوية العلاقات الأمنية بين البلدين. ومن خلال برامج التمويل العسكري الأجنبي، يتم تقديم دعم مالي مباشر لتطوير وتحديث الأنظمة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الأنظمة الصاروخية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ربما يعجبك أيضا