«هواوي» في مواجهة العقوبات الأمريكية.. لمن الغلبة؟

رغم حرب أشباه الموصلات بين أمريكا والصين، وتشديد واشنطن القيود على بكين، استطاعت شركة هواوي إنتاج هاتف مدعوم بشريحة متطورة.

وتسعى حكومة الولايات المتحدة للحصول على مزيد من المعلومات عن هاتف شركة هواوي الصينية الجديد “Mate 60 Pro” والذي يقال إنه يتضمن معالج 5G Kirin 9000s الذي جرى تطويره خصيصًا لشركة هواوي الصينية.

اقرأ أيضًا|خالد الفالح: إيطاليا شريكا طويل المدى للسعودية في الطاقة

الولايات المتحدة وهاتف هواواي الجديد

كان خبر إنتاج هوواي للهاتف الجديد بمثابة صدمة لخبراء الصناعة الذين لم يفهموا كيف حصلت الشركة على التكنولوجيا اللازمة لصنع مثل هذه الشريحة بعد الجهود الحثيثة التي بذلتها الولايات المتحدة لتقييد وصول الصين إلى تكنولوجيا الشرائح الأجنبية.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، منذ أيام إن الولايات المتحدة بحاجة إلى مزيد من المعلومات عن طابعها (الشريحة) وتكوينها على وجه التحديد لمعرفة ما إذا كانت جهات قد تجاوزت القيود الأمريكية على صادرات أشباه الموصلات لصناعة مثل هذه الشريحة.

اقرأ أيضًا| الأسهم الأوربية تصعد بدعم إجراءات صينية

هواوي

تفكيك هاتف هواوي الجديد

عندما كشفت شركة هواوي عن الهاتف الذكي Mate 60 Pro أواخر الشهر الماضي، لم تتضمن صفحة المنتج الخاصة بموقعها الإلكتروني الكثير من المعلومات عن الشريحة، لكن في الأسبوع الماضي، فككت شركة TechInsights الاستشارية جهاز Mate 60 لإلقاء نظرة فاحصة على الشريحة، التي يبدو أنها معالج 7 نانومتر من صنع الشركة الصينية لتصنيع أشباه الموصلات (SMIC).

وجرى إدراج SMIC، وهي شركة صينية مملوكة جزئيًّا للدولة، بقائمة قيود التصدير التي فرضتها الحكومة الأمريكية منذ عدة سنوات.

تحديات واجهتها الصين

على مدى السنوات القليلة الماضية، استمرت التوترات بين أمريكا والصين في التصاعد، في ظل عوامل تشمل الغزو المحتمل لتايوان، والعدوان المستمر للسفن الصينية في بحر الصين الجنوبي، والقوة العسكرية المتزايدة التي تواصل الصين بنائها.

ونتيجة لهذا التوتر المتصاعد، فرض الطرفان العديد من العقوبات، وقيدت الصين الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الصيني والمواد الخام مثل الغاليوم والجرمانيوم، في حين فرض الغرب قيودًا شديدة على الوصول إلى أشباه الموصلات المتطورة والتقنيات اللازمة للتصنيع.

وكانت الولايات المتحدة ملتزمة بمنع وصول أشباه الموصلات إلى الصين، حتى أنها أقنعت دولًا أخرى مثل هولندا بتقييد أي وجميع التقنيات التي ترتبط بقدر فضفاض بأشباه الموصلات. وفي حين أن هذه العقوبات لم تؤثر بقدرة الصين على تصنيع أشباه الموصلات النموذجية مثل الثنائيات، والترانزستورات، وحتى وحدات التحكم الدقيقة، فإنها تمنع الصين مباشرة من القدرة على إنتاج أحدث تقنيات العقد في نطاق النانومتر الواحد.

ارتفاع إيرادات هواوي رغم العقوبات

قدرت شركة هواوي تكنولوجيز الصينية العملاقة، يوم الجمعة الماضي، نمو إيراداتها لعام 2022 بـ0.4%، ما يشير إلى توقف تراجع مبيعاتها بسبب العقوبات الأمريكية.

وعلى الرغم من أن الإيرادات لم تزد إلا زيادة هامشية، فإن الرئيس الدوري لهواوي، إريك شو، أثار التفاؤل إزاء آفاق الشركة في رسالتها السنوية للعام الجديد، وكشف عن هذا الرقم.

شعار هواوي

تحديات إنتاج أشباه المواصلات

رغم أن بعض الشركات المصنعة الصينية قد شهدت نجاحًا محتملًا في إنتاج أجهزة أحادية النانو باستخدام معدات قديمة، إلا أنها لا تزال تفرض العديد من التحديات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف التصنيع وضعف الإنتاجية.

وترفض شركات تصنيع الأجهزة مثل TSMC بشدة شحن مثل هذه أشباه الموصلات إلى الصين، ما يجعل من المستحيل تقريبًا على الصين تطوير تقنيات الجيل التالي.

ولمحاولة مواجهة هذه العقوبات، قررت الحكومة الصينية الاستثمار بكثافة في صناعة أشباه الموصلات، والتي تسمى مع توفير ما يقدر بـ143 مليار دولار اعتبارًا من ديسمبر 2022.

هواوي

بناء مسابك سرية

نظرًا لأن شركة هواوي مدرجة على القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة، فمن المستحيل عمليًّا أن تتمكن من الوصول إلى أحدث معدات تصنيع أشباه الموصلات (مثل آلات الطباعة الحجرية ذات الأشعة فوق البنفسجية القصوى).

ولهذا السبب، أجرت شركة هواوي، على وجه الخصوص، تجربة لأنظمة الأشعة فوق البنفسجية الأقدم لمحاولة تطوير تكنولوجيا الجيل التالي، لكن هذا لم يحقق سوى نجاح جزئي.

ومع ذلك، فإن  الاتهامات الأخيرة الصادرة عن رابطة رائدة لمصنعي أشباه الموصلات  تزعم أن شركة هواوي تقوم سرًا ببناء مسابك لأشباه الموصلات التي ستحاول التحايل على العقوبات الأمريكية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن صحيفة الجارديان.

وأضاف تقرير صحيفة الجارديان، أن جمعية صناعة أشباه الموصلات ومقرها واشنطن زعمت أن شركة هواوي تقوم ببناء مجموعة من مرافق صنع الرقائق السرية في جميع أنحاء الصين. .

التحايل على العقوبات الأمريكية

يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية، ويشير التقرير إلى أن شركة هواوي قد استحوذت بالفعل على مصنعين قائمين وهي بصدد بناء ثلاثة مصانع أخرى، مدعومة بما يقدر بـ30 مليار دولار من التمويل الحكومي.

وبدعم من الحكومة الصينية بقيمة 30 مليار دولار، من المفترض أن شركة هواوي استحوذت بالفعل على مسبكين، وثلاثة أخرى قيد الإنشاء. وإذا كانت هذه الاتهامات صحيحة، فإنها يمكن أن تشير إلى صورة جديدة من صور الحرب في المعركة المستمرة بين أمريكا والصين.