واشنطن تخطط لإجلاء دبلوماسييها في السودان.. ولا أفق لنهاية النزاع

محمد النحاس
أزمة السودان.. قتلى مدنيين والقتال ينتشر إلى مدن أخرى

ما تفاصيل ذلك؟ وهل تنجح المساعي الأمريكية؟ وحتى اللحظة كيف تفاعلت واشنطن مع الصراع؟


تُعِد الولايات المتحدة الأمريكية خططًا لإجلاء موظفي سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم بعد اندلاع اشتباكات دامية بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع. 

ودخلت الاشتباكات اليوم الخميس 20 أبريل 2023 يومها السادس، وأدى النزاع حسب التقديرات الرسمية لمقتل ما يزيد عن 300 شخص وجرح حوالي 3000، في صراع غير مسبوق أشاع حالة من الفزع لدى المدنيين والدبلوماسيين والأجانب في السودان، وسط مخاوف من تردي الأوضاع الإنسانية، والمعيشية.

إعداد قوات أمريكية

أفاد موقع المونيتور الإخباري، أن الجيش الأمريكي يُعد قواته المتواجدة في قاعدة عسكرية في جيبوتي لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية في الخرطوم، ويعمل الجيش الأمريكي في الوقت الحالي على إعداد خطط طواريء في هذا الصدد. 

وبحسب الموقع الإخباري، قال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل، فيل فينتورا، إن الجيش يراقب الوضع عن كثب، ويخطط للتعامل مع “كافة الحالات الطارئة”.

الخارجية الأمريكية تراقب 

في السياق ذاته، صرح المتحدث باسم البنتاجون بأن القوات الأمريكية تنتشر في “مكان قريب” رفض تسميته، وذلك بغرض نقل موظفي السفارة الأمريكية في الخرطوم حال استدعى الأمر ذلك، لكنه لم يتحدث حول خطط لإجلاء الأمريكيين المتواجدين داخل السودان. 

وفي وقتٍ سابق قال مسؤولون أمريكيون، إن الإدارة الأمريكية لا تملك بعدُ خططًا لإجلاء رعاياها، في ظل تعطل حركة الطيران، وفي حديث حصري مع شبكة “رؤية” الإخبارية، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرج، إن بلاده تراقب الوضع في السودان عن كثب، داعيةً الأطراف المختلفة لـ “وقف القتال فورًا”، وشددت على عدم وجود حل عسكري للنزاع.

اقرأ أيضًا: حصريًّا.. «الخارجية» الأمريكية لـ«رؤية»: نراقب الوضع في السودان من كثب

تضرر مطار الخرطوم

كان أحد أبرز مناطق الاشتباكات مطار الخرطوم الدولي، والذي تعرض لأضرار بالغة إثر نيران طالته، وبثت وسائل إعلام عالمية وإقليمية صورًا التقطتها الأقمار الاصطناعية، وقد أظهرت مقدار الدمار الذي طال المطار ما عطّل حركة الطيران.

تضرر مطار الخرطوم جراء الاشتباكات

تضرر مطار الخرطوم جراء الاشتباكات

 لا تقف الصعوبات عند هذا الحد، فمن الصعوبة بمكان التحليق في ظل الاشتباكات حامية الوطيس بين ميليشيا الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.

ما دلالة استهداف الدبلوماسيين؟

لا يقتصر الأمر على هذا الحد فقد تعرض دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى للاعتداء والسرقة، كما أطلق مسلحون النار على سيارة دبلوماسية أمريكية، ولم يعرف حتى اللحظة ما إذا كان جرى استهدافها عمدًا أم لا.

 قُتل مع بداية الاشتباكات 3 أفراد من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وليس من مصلحة أي طرف استهداف مسؤولين أجانب ما قد يشي بأن بعض المجموعات المقاتلة غير خاضعة تمامًا في تصرفاتها لقيادتها.

وكانت الصفحة الرسمية على فيسبوك الخاصة بالدعم السريع قد قالت إن سبب خرق الهدنة عدم تواصل القيادة مع بعض المجموعات المتواجدة فى ميدان القتال، ما قد يرجح السيناريو سالف الذكر.

نزاع طويل الأمد؟

فيما يتعلق بجهود وقف النزاع، اتفق الجانبان أمس على وقف إطلاق النار، بعد فشل هدنة إنسانية بعد خروقات لم يعرف على وجه التحديد من المسؤول عنها في حين تبادل الطرفان الاتهامات، لكن على غرار الهدنة الأولى، قال الجيش إن قوات الدعم السريع خرقت الهدنة، وسُمع في الخرطوم دوي إطلاق نار، وانفجارات، ولم يتوقف تصاعد ألسنة الدخان.

اقرأ أيضًا: الهدنة الجديدة بالسودان.. هل تنقذ حياة المدنيين من نيران الاشتباكات؟

لكن ووفق خبراء تحدثت إليهم شبكة رؤية الإخبارية في وقتٍ سابق ليس من المرجح وقف المعارك والذهاب إلى طاولة المفاوضات قريبًا، ويشدد الجانبان على عزمهما حسم الصراع، ويرى السياسي السوداني محمود زاهر الجمل أن الجيش لن يتوقف إلا عند إنهاء ما أسماه بالتمرد. 

اقرأ أيضاً: حوار| سياسي سوداني لـ «رؤية»: القوات المسلحة ستحسم المعركة  

في المقابل شدد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن قواته لن تتوقف إلا “عند تسليم عبد الفتاح البرهان للعدالة”، وفقًا لتصريحه لوسائل إعلام عربية إقليمية.

عقوبات أمريكية على طرفي النزاع

فيما يتعلق بردود الفعل الدولية، نقلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، المتخصصة في الشأن الدولي، أمس الأربعاء، عن مسؤولين أمريكيين مطلعون -لم تسمهم المجلة- باستعداد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض عقوبات على طرفي النزاع في السودان خلال الفترة القادمة.

وبددت الاشتباكات مساعي حكومات غربية للضغط على الخرطوم من أجل تشكيل حكومة مدنية وفي ظل التنافس الدولي المحموم بين العديد من القوى الدولية البارزة، تخشى واشنطن اقتراب السودان من الصين وروسيا، ما زاد القلق لدى دوائر صناع القرار في واشنطن التي استثمرت سياسيًا في عملية التحول الديمقراطي بعد الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير.

دور روسي مزعوم؟

زاد من قلق الولايات المتحدة الأمريكية، ورود تقارير تتحدث عن علاقة مزعومة بين شركة فاجنر شبه العسكرية الخاصة، ومليشيا الدعم السريع المتورطة في نزاع مع القوات المسلحة، والتي تسيطر على العديد من مناجم الذهب، في البلد ذا الموارد الطبيعية الغنية والمتنوعة.

اقرأ أيضًا: حميدتي وفاجنر.. هل تقف روسيا وراء اشتباكات السودان؟

ويأتي ذلك مع دخول النزاع يومه السادس، وفي أعقاب هدنة جديدة لم تنجح، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ (حميدتي)، وسط تضارب الأنباء حول مواضع السيطرة وفي ظل أوضاع إنسانية متردية، ومخاطر تكتنف حياة المدنيين.

ربما يعجبك أيضا