واشنطن تسعى لتشكيل قوة بحرية دولية لتأمين مياه الخليج .. وطهران ترد

يوسف بنده

رؤية

ارتفعت حدة التوتر في منطقة الخليج منذ انسحاب الولايات المتحدة في مايو/أيار 2018 من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة واشنطن فرض عقوبات اقتصادية شديدة القسوة على إيران.

وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة مع هجمات استهدفت ناقلات نفط في الخليج، نسبتها واشنطن إلى طهران التي نفت ذلك.

تحالف دولي في الخليج

يوم الإثنين الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تسعى لإنشاء تحالف من أجل حماية ناقلات النفط.

يأتي ذلك بينما تقوم السلطات البريطانية بدفع أمريكي، بتشكيل قوة أوروبية لضمان أمن الملاحة في مضيق هرمز.

وأشار بومبيو إلى السياسة الأميركية حول مضيق هرمز، مؤكدًا على تأمين حركة الملاحة البحرية في هذا المضيق، وأن “يبقى هذا الموقع الاستراتيجي مفتوحًا”، وقال إن واشنطن ستدشن برنامجًا حول أمن الملاحة وستشارك جميع الدول التي تستفيد من استمرار فتح مضيق هرمز في هذا البرنامج”.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب قد دعا، في وقت سابق، جميع الدول المستوردة لنفط الخليج، إلى المشاركة في توفير أمن هذه المنطقة.

إيران ترد

وقد وصفت إيران الدعوة إلى إرسال مهمة بحرية أوروبية إلى الخليج بأنها أمر “استفزازي” و”رسالة عدائية”، في خضم توتر متصاعد في هذه المنطقة الاستراتيجية، ولا سيما في الأسابيع الأخيرة مع هجمات استهدفت ناقلات نفط في الخليج، نسبتها واشنطن إلى طهران التي نفت ذلك.

وصرح الناطق باسم الحكومة علي ربيعي بقوله “سمعنا أنهم يريدون إرسال أسطول أوروبي إلى الخليج”، منددا بـ”الرسالة العدائية” وبالخطوة “الاستفزازية” التي “ستفاقم التوتر”، وفق ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا).

وشدد ربيعي “نحن أهم من يمكنه توفير أمن للملاحة في الخليج”. من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مهمة أجنبية ستكون “السبب الأساسي” في توتر الأوضاع.

كما أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال لقائه وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في طهران أن إيران تعتبر نفسها المسؤولة عن توفير الأمن في الخليج.

مناورة مع روسيا

وفي إطار الرد الإيراني، أعلن قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني، الأميرال حسين خانزادي، أن إيران وروسيا تخططان لتنفيذ مناورات عسكرية في مياه مضيق هرمز قريبا.

وقال خانزادي، في حديث لوكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، أمس الاثنين، خلال زيارته مدينة سانت بطرسبورج الروسية، إن الجانبين توصلا إلى اتفاق حول إجراء مناورات عسكرية بحرية في المحيط الهندي، معربا عن أمله في أن تجري حتى أواخر العام الحالي.

وأوضح خانزادي أن المناورات من المتوقع أن تشمل المياه الشمالية بالمحيط الهندي، بما في ذلك منطقة الخليج ومضيق هرمز.

وأضاف القائد العسكري الإيراني أنه وقع على اتفاقية عسكرية مع وزارة الدفاع الروسية، بالنيابة عن الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.

ورفض خانزادي الكشف عن طبيعة الاتفاقية، قائلاً إنها تتضمن “بنوداً سرية”، مضيفاً أن الهدف منها “تنمية التعاون العسكري بين البلدين، وتتعلق أجزاء كبيرة منها بالقوات البحرية”.

وأشار القائد العسكري الإيراني إلى أنه “هذه هي المرة الأولى التي يتم التوقيع على مثل هذه الاتفاقية بين البلدين، وأنها تشكل منعطفاً في العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو”.

وعلى صعيد متصل، أشار قائد السلاح البحري للجيش الإيراني إلى أن بلاده تتولى حالياً رئاسة ائتلاف قادة القوات البحرية لدول شمال المحيط الهندي (IONS)، وأنه أجرى خلال زيارته لروسيا مباحثات مع نظيره الفيليبيني الذي ستتولى بلاده قريباً رئاسة الائتلاف لإجراء مناورات مشتركة لأعضاء هذا الائتلاف العسكري خلال الفترة المقبلة.

ربما يعجبك أيضا