وزيرة سابقة ومحلل يوضحان لـ«رؤية» أسباب هشاشة هدنات السودان

تحاول الجهات الدولية الفاعلة تطبيق عدد من الهدنات في السودان، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب المنكوب من جراء الحرب.

وكان نصيب الهدنات الفشل، بسبب الانتهاكات من طرفي الصراع، الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، حتى إن عدد الهدنات بلغ حتى الآن ما يقرب من 14، ما يرسم علامات استفهام بشأن أسباب هشاشتها.

هدوء نسبي

ذكرت وكالة أنباء رويترز، أن الهدوء النسبي في العاصمة السودانية الخرطوم، ساد صباح يوم السبت 10 يونيو 2023، مع سريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية على مدار 24 ساعة.

هذا الأمر أتاح نافذة للمساعدات الإنسانية، ومنح الشعب استراحة من القتال العنيف، حسب ما وصفت رويترز الأوضاع.

اقرأ أيضًا| وسط هدوء حذر.. هدنة السودان تدخل حيز التنفيذ

قبل بدء الهدنة في السادسة صباحًا، أبلغ سكان عن إطلاق صواريخ مضادة للطائرات في جنوب الخرطوم ومنطقة شرق النيل عبر نهر النيل التي شهدت أيضًا ضربات جوية.

الأزمة في السودان

السودان يحتاج إلى هدنة حقيقية

تعقيبًا على ذلك، قالت وزيرة العمل والاصلاح الإداري السابقة في السودان، تيسير النوراني، إن فشل الهدنات في السودان يرجع إلى عدم مساهمة الطرفين واستمرار التجاوزات تجاه أي هدنة.

وأضافت النوراني في تصريحات إلى شبكة رؤية الإخبارية أن هذا يمثل مشكلة كبرى للسودان، لأن البلاد تحتاج إلى هدنة حقيقية وممرات آمنة توفر للشعب الغذاء والدواء، والخروج من المناطق المعرضة للقصف.

اقرأ أيضًا| الأمم المتحدة: السودان لا يمكنه تطبيق مبدأ شخص غير مرغوب به على مبعوثها

وأشارت إلى أن هدنة اليوم الواحد لا بد من مراقبتها بنحو صارم، ليستفيد منها المواطنون وتصل إليهم المساعدات الإنسانية بالكامل، مع توفير الممرات الآمنة لهذا الأمر.

وزيرة العمل والاصلاح الادارى السابقة في السودان، تيسير النوراني

ضرورة التوصل إلى حلول سياسية

شددت النوراني على ضرورة السماح لشركات الكهرباء والمياه بعمل الصيانات للمحطات التي توقفت من جراء الحرب، ما يجعل الهدنة هامة للغاية، مرجعة عدم استمراريتها إلى التجاوزات الواضحة للعيان من طرفي النزاع.

ونصحت النوراني بضرورة التوصل إلى حلول سياسية، ومحاولة الاتفاق على تهدئة الأوضاع من أجل الشعب السوداني المتضرر بشدة من هذا الصراع.

اقرأ أيضًا| الجيش السوداني والدعم السريع يتوصلان لهدنة لمدة 24 ساعة

وقال الكاتب والباحث السياسي السوداني، محمد الأسباط، إن السبب الأساسي لفشل الهدنات في السودان هو اعتقاد كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بأنه قادر على حسم المعركة لصالحه.

الكاتب والباحث السياسي السوداني، محمد الأسباط

البرهان ودقلو

أضاف الأسباط في تصريحات لـ “رؤية”، أن قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، يتمتع بخبرات عسكرية وحربية أكثر من نظيره محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ولكنهما من ناحية أخرى لا يمتلكان أي خبرة سياسية لحل الأزمة وديًّا.

وأشار إلى أن الرجلين يعرف كلاهما الآخر جيدًا، من خلال سنوات عملهما معًا، أي إن كلًّا منهما قادر على الإطاحة بالآخر، لأنه يعرف نقاط القوة والضعف.

عدم وجود رقابة حقيقية

أشار الأسباط إلى سبب آخر لفشل الهدنات، وهو عدم وجود رقابة حقيقية على الأراضي السودانية، وبالتالي يصعب التحقق ممن خرق الهدنة، فضلًا عن الضغط الدولي والإقليمي من القوى التي تمتلك أدوات ضغط حقيقية على الطرفين.

وأضاف: “هذه الأسباب مجتمعة أفشلت الهدنات السابقة، وأعتقد أن هدنة اليوم ستفشل، وقد يجري تعليق المفاوضات بشأن التوصل إلى حل، وبالتالي يمكن اللجوء إلى المجتمع الدولي، ما قد يؤدي إلى عقوبات لن يتحملها الطرفان المتنازعان”.