وسط ترقب عالمي وانقسام داخلي.. هل يتجه الاحتياط الأمريكي لرفع الفائدة؟

ولاء عدلان
جيروم باول

في مارس الماضي، أشار 7 من مسؤولي مجلس الاحتياط الفيدرالي إلى أنهم يفضلون رفع أسعار الفائدة إلى مستوى 5.4٪ أو أعلى بحلول نهاية العام الحالي.


تترقب الأسواق العالمية خلال الأسبوع الحالي، اجتماعًا حاسمًا لمجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، وسط رهانات مرتفعة على أن يتوقف مؤقتًا عن رفع الفائدة.

تعهد المركزي الأمريكي في مايو الماضي بأخذ الأثر التراكمي لسياسة التشديد النقدي ومدى تأثيره في النشاط الاقتصادي بعين الحسبان في تقييمه لمسار السياسة النقدية، ما دفع غالبية محللي وول ستريت لتوقع أن ينتهي اجتماع يونيو بتثبيت أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من عام.

الفيدرالي يلتقط أنفاسه

توقع استطلاع أجرته وكالة رويترز خلال الفترة من 2 إلى 7 يونيو الحالي، أن يتوقف مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) مؤقتًا عن رفع الفائدة في اجتماعه المقرر يومي 13 و14 يونيو.

وقال أكثر من 90٪ من الاقتصاديين المشاركين في الاستطلاع إن “اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، ستبقي على سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند 5% و5.25% في نهاية الاجتماع، دون تغير”.

وقال كبير الاستراتيجيين الأمريكيين في رابوبنك للخدمات المالية فيليب ماري إن “رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول أعرب في وقت سابق عن تحيزه لتعليق مؤقت لرفع الفائدة خلال يونيو، ومن المرجح أن يلتزم بهذا القرار لتقييم أثر موجة التشديد النقدي الحادة التي بدأها في مارس الماضي ليصل بالفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2007″.

في مايو الماضي، أعرب نائب رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي المعين فيليب جيفرسون، عن دعمه للتوقف المؤقت عن رفع أسعار الفائدة، وقال “لا ينبغي تفسير قرار إبقاء السعر ثابتًا في الاجتماع المقبل على أننا وصلنا إلى ذروة دورة التشديد النقدي، إن تخطي رفع الفائدة في اجتماع يونيو سيسمح لصانعي السياسة برؤية المزيد من البيانات قبل اتخاذ قرارات جديدة تتعلق بالفائدة”.

اقرأ أيضًا| وسط دراما «سيليكون فالي».. كيف سيتحرك الفيدرالي الأمريكي؟

صقور الفيدرالي يدفعون باتجاه زيادة جديدة

في مارس الماضي، أشار 7 من مسؤولي الفيدرالي إلى أنهم يفضلون رفع الفائدة إلى 5.4٪ أو أعلى بحلول نهاية 2023.

وقالت رئيسة مجلس الاحتياط الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر في مايو خلال مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إنها لا ترى ضرورة للتوقف مؤقتًا عن رفع أسعار الفائدة، بل إنها أكثر قناعة بضرورة زيادة جديدة خلال اجتماع يونيو.

وأعرب رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، في مقابلة مع فايننشال تايمز خلال الشهر الماضي، عن تأييده مواصلة رفع الفائدة خلال يونيو للسيطرة على التضخم، مُرجحًا زيادة بحدود 25 نقطة أساس.

ورفع بنك الاحتياط الفيدرالي الفائدة منذ مارس بنحو 5%، وهي أسرع وتيرة زيادة في 40 عامًا، ولأكثر من عام اتخذت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قراراتها بأغلبية، لكن محضر اجتماع اللجنة في مايو أظهر انقسامًا بين صانعي السياسة النقدية، فيما يتعلق بمسار الفائدة. مع حقيقة أن التضخم لا يزال بعيدًا عن مستهدف المركزي البالغ 2%، مع ارتفاعه في إبريل الماضي بنحو 4.9% على أساس سنوي.

اقرأ أيضًا| نتائج اجتماع «الاحتياط الأمريكي».. إشارات متباينة تربك الأسواق العالمية

عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، لوريتا ميستر

عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لوريتا ميستر

دورة التشديد النقدي لم تنتهِ بعد

توقع كبير الاقتصاديين الأمريكيين في دويتشه بنك ماثيو لوزيتي في تصريح لوكالة أسوشيتد برس، أن يميل الفيدرالي في اجتماعه المقبل إلى الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغير، على أن يعاود رفعها في اجتماع يوليو، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيساعد باول في تهدئة الخلافات بين أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

وتوقع 8 خبراء من المشاركين في استطلاع رويترز أن يرفع الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، ورجح أكثر من ثلث المشاركين رفعًا واحدًا على الأقل بعد يونيو.

وقال كبير الاقتصاديين الأمريكيين في سيتي جروب أندرو هولينهورست “إذا شعر معظم مسؤولي الفيدرالي بضرورة رفع الفائدة 0.25% على الأقل، فيبدو أنه من الأسهل تنفيذ هذا الارتفاع في يونيو بدلًا من التعليق المؤقت”.

هل يقترب الفيدرالي من نهاية موجة التشديد النقدي؟

توقع 25% من المشاركين في استطلاع رويترز أن يخفض الاحتياط الفيدرالي لمرة واحدة على الأقل سعر الفائدة خلال العام الحالي، وهذه النسبة أقل قليلًا من مستوى 28% المسجل في استطلاع سابق.

وفي المقابل حث صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي الولايات المتحدة على مواصلة التشديد النقدي. وقالت المتحدثة باسم الصندوق جولي كوزاك إن “الاحتياط الفيدرالي قد يحتاج إلى رفع الفائدة لفترة أطول”.

وتوقع أقل من 60٪ من المشاركين في استطلاع رويترز أن يدخل أكبر اقتصاد في العالم دائرة الركود هذا العام، مقارنة بنسبة 70% في استطلاع سابق، في مؤشر على الضبابية التي تخيم على آفاق الاقتصاد الأمريكي، رغم نجاحه في النمو بنحو 1.1% خلال الربع الأول.

وحتى اللحظة لا تزال بيانات الاقتصاد في صالح صقور الفيدرالي، فخلال مايو ارتفعت الوظائف خارج القطاع الزراعي بنحو 339 ألف وظيفة مقارنة مع توقعات بإضافة 190 ألف وظيفة فقط، وأضاف الاقتصاد أكثر من 4 ملايين وظيفة جديدة في الأشهر ال12 الماضية.

اقرأ أيضًا| بنوك الخليج تقتدي بـ«الاحتياط» الأمريكي في حربه ضد التضخم

مؤشرات البطالة والتضخم الأمريكي منذ 2020

مؤشرات البطالة والتضخم الأمريكي منذ 2020

ربما يعجبك أيضا