ولادة متعسِّرة لحزمة العقوبات الجديدة ضد روسيا.. هل من مغزى؟

علاء بريك

حزمة عقوبات سادسة يجهزها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، رغم الخلافات والصعوبات، فما القصة؟


منذ بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا، فرضت الدول الغربية قرابة 8 آلاف عقوبة على الاقتصاد الروسي، بحسب موقع كاستيلُم المتخصص بتتبع العقوبات.

وفي الوقت الحالي، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إصدار الحزمة السادسة من العقوبات بعد 5 حزمٍ سابقة كان آخرها في بداية شهر إبريل الفائت.. ولكن الحزمة الجديدة تواجه بعض العقبات لإقرارها في ضوء التبعات الاقتصادية على أوروبا نفسها

ما مضمون الحزمة السادسة؟

بحسب مصادر موقع يورو أكتِف، فإنَّ الحزمة المقبلة تسعى إلى حظر النفط الروسي بالكامل خلال 6 أشهر، لكنَّها ستسمح للمجر وسلوفاكيا مواصلة استيراد النفط الروسي إلى حين انتهاء العقود الحالية، ولكن هذا المقترح يواجه إلى الآن معارضة من عدة دول أوروبية.

من جهة أخرى، تشمل الحزمة المقترحة حظر بث القنوات الروسية في أوروبا بالكامل، واستبعاد أحد أكبر المصارف الروسية، سبيربنك، من منظومة سويفت، فضلًا عن عقوبات بحق مواطنين روس، أبرزهم البطريرك كيريل، بحسب موقع أوكرانيا فورم.

ماذا دار في بروكسل؟

فشلت دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعها، اليوم الاثنين 30 مايو 2022، في بروكسل في الاتفاق على فرض حظر كامل على استيراد النفط الروسي، ما كشف عن الصعوبات الكبيرة أمام توسيع نطاق العقوبات وشدتها، في ضوء التبعات الاقتصادية على أوروبا نفسها، وفقًا لشبكة رويترز.

لا يزال أمام دول الاتحاد إمكانية الاتفاق على الحظر من حيث المبدأ، ولكنَّها ستترك أمر التفاصيل العملية والقرارات الصعبة لوقت لاحق، بالنظر إلى اعتماد عدة دول أوروبية على النفط الروسي. ومع أنَّ الأطراف الأوروبية متفقة على باقي بنود الحزمة السادسة، فإنَّ الموافقة عليها يجب أن يشمل الموافقة على حظر النفط.

ما المؤكد في بروكسل؟

على العكس من الخلاف بشأن حزمة العقوبات، وعدم التأكد من فرض حظر النفط، اتفق الاتحاد الأوروبي على تقديم حزمة قروض تقرب من 10 مليارات دولار لأوكرانيا لمساعدتها على دفع أجور موظفيها، ومواصلة أعمالها الحكومية. إضافة إلى هذا، سيعمل الاتحاد على إنشاء صندوقٍ دولي يساعد على إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.

وتعهد قادة دول الاتحاد بتسريع العمل على مساعدة أوكرانيا لإيصال منتجاتها الزراعية إلى السوق الدولية، وتفعيل مسارات الشحن السككي واستخدام الشحن التقليدي، بعد محاصرة روسيا لموانئ التصدير التقليدية، حسب ما كتبت وكالة رويترز.

هل من أي مغزى لفرض عقوبات على روسيا؟

يجيب موقع مودِرن دبلوماسي عن هذا السؤال بالقول إنَّ روسيا تعيش منذ 8 سنوات في ظل عقوبات يقارب عددها 3 آلاف عقوبة، ومع ذلك لم تترك هذه العقوبات أي أثر في القرار الروسي، ولم يحقق واضعوها النتائج المستهدفة منها، وبالتالي لا مغزى من فرض عقوبات عليها.

ولم تتذمر روسيا من العقوبات، رغم عواقبها. فبعد حظر تصدير بعض السلع ومغادرة عدد من الشركات الأجنبية، أصدرت الحكومة الروسية مجموعة من القرارات لدعم مجموعة مختلفة من القطاعات أظهرت لاحقًا نتائج إيجابية، من قبيل نمو صناعة التعدين بمعدل 7.8%. ولم تقتصر عواقب العقوبات على روسيا، بل استشعرها العالم، بما في ذلك البلدان التي لا علاقة لها بالنزاع.

ربما يعجبك أيضا