وول ستريت جورنال | كيف يمكن إصلاح العالم.. قراء وول ستريت جورنال يجيبون

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

يقدم القرّاء في هذا المقال حلولهم لقضايا الاستقطاب السياسي وعدم المساواة في الدخل والخصوصية، وغيرها.

حيث طرحت " وول ستريت جورنال " سؤالاً على القراء جاء فيه:
"لو كانت لديك القوة لحل بعض من أكثر مشاكل العالم إلحاحًا، ولو كنت تملك الموارد وقوى العمل والطاقة.. ماذا كنت ستفعل؟"

هذا السؤال الذى رد عليه ما يزيد على 1,600 شخص يمثلون 47 ولاية أمريكية و55 بلدًا، ويعملون في صناعات تتراوح بين الزراعة والعقارات وصولاً إلى الرعاية الصحية. العديد من هؤلاء هم رؤساء تنفيذيون وعمال مبتدئون، والبعض منهم طلاب، والبعض الآخر موظفون متقاعدون، وتغطي هذه الشريحة أجناسًا وعرقيات مختلفة، وكلهم لديهم أفكار بشأن المشاكل التي تواجه العالم الآن وطريقة حلّها.

بينما يتجمّع قادة عالميون في "دافوس" لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، من أجل تحديد الأولويات ومناقشة حلولهم لمشاكل العالم، إليكم نظرة على الشواغل والتوقعات والأفكار المبدعة التي قدمها قرّاء "وول ستريت جرنال".

ما هو أكثر ما يقلقكم؟
يشعر القراء بالتفاؤل بشأن الآفاق الاقتصادية للمستقبل، وبالنسبة للمجتمع وكيفية التوافق فيما بيننا، يتوقع الكثيرون حدوث انقسامات في المستقبل.

إن أكبر شواغلهم تشمل اختفاء الطبقة الوسطى على مستوى العالم، يليها مباشرة قضايا الطاقة والبيئة، ورغم التقارير التي تتحدث عن ارتفاع جرائم الكراهية في الولايات المتحدة وأوربا، والتوقعات بخصوص حلول الآلات محل العمال، إلا أن القراء  أقل انشغالاً بهذه القضايا.

عقل منفتح
لقد سألنا القرّاء أيضًا كيف يمكن لقادة العالم سدّ فجوة الانقسامات السياسية والاجتماعية المتزايدة في الولايات المتحدة، وهو موضوع وثّقته "وول ستريت جرنال" في سلسلة بعنوان: "أصوات من أمريكا المنقسمة"، وتراوحت الردود بين العملي والخيالي، أحدها استضاف قادة العالم لمناقشات بث رقمي مطوّلة، والأخرى إلغاء موقع تويتر، وتذكر تلك الردود أفرادًا ومؤسسات ومجتمعات وأمور أخرى. تتضمن بعض الاقتراحات القوية طلبًا بتخصيص عام للخدمة الوطنية لخريجي المدارس الثانوية، وفرض حدود قصوى على فترات حكم السياسيين، ومكافحة مشكلة التلاعب في حدود الدوائر الانتخابية، في حين أوصى بعض القرّاء بأن يركّز المشرّعون على تحقيق أهداف تحظى بدعم شعبي عريض، واقترح "ألين هرلبورت" من مدينة "تولي ليك" في كاليفورنيا ما يلي:
"نظام رعاية صحي منخفض التكلفة، ورعاية كريمة لكبار السن، وموازنات منضبطة، وتقليل حجم الديون".  

أما "نيلسون مولينا" من تكساس، فاقترح تخصيص يوم وطني للتفاهم تبحث فيه وسائل الإعلام وقادة الأعمال قضايا تعكس وجهات نظر مختلفة، ويقول "مولينا" في اقتراحه: "تخلصوا من كل الآراء الحاقدة والسامة، وأزيلوا كل المحللين، وأحضروا أشخاصًا حقيقيين لمناقشة قضايا حقيقية".

وبالرغم من ارتفاع موجة الحركات القومية، بداية من انتخاب رئيس البرازيل الجديد، جائير بولسينارو، وصولاً إلى البريكست، غير أن القرّاء يقولون إن العولمة والحدود المفتوحة ينبغي أن توجّه قضايا التجارة والهجرة.

تشجيع النمو
عندما يتعلق الأمر بمعالجة قضايا عدم المساواة، فقد حظيت السياسات المشجعة على نمو الأعمال بشعبية أكبر من أفكار، مثل رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا، وتخصيص دخل أساسي شامل. ويقترح 278 شخصًا أفكارًا مختلفة تمامًا، مثل إلغاء نظام الحزبين، وإغراء الشركات لنقل أعمالها إلى المجتمعات الريفية، ودفع أموال لتطوير القوى العاملة في هذه المناطق.

وعندما يتعلق الأمر بمعالجة قضايا التكنولوجيا والخصوصية والبيانات، لم يحظ حلّ واحد بدعم واضح. إن آراءكم لا تختلف عن آراء الكونغرس، حيث لا يتفق المشرّعون على نهج محدد لكبح جماح شركات التكنولوجيا، أو إلى أي مدى ينبغي لهذه الشركات أن تسير.

وظائف المستقبل
وفيما يتعلق بوظائف المستقبل، يذكر العديد من القرّاء مسألة العاطفة بوصفها الميزة التي لا يمكن لتقنيات حديثة مثل الذكاء الصناعي والتشغيل الآلي أن تعوّضها. يقول قرّاؤنا إن العناية بالمجتمع المتقدم في السن ستكون وظيفة مهمة في السنوات المقبلة. تقول "كاري واتكينز" من مدينة "كولومبيا" في ولاية ميسوري: إن الفائزين في المستقبل سيكونون المبتكرين في حل المشاكل، فيما تقول "ماري ويتكينز" ما يلي: "قطاع الرعاية الصحية، بما في ذلك رعاية كبار السن، والمُربين الذي يُرشِدون غيرهم من خلال الخبرات والتعلم القائم على البحث، وأساليب الإدارة التي تؤكّد على التفكير الاستراتيجي والريادي".

ولفت قرّاء آخرون إلى أن التأثيرات الناتجة عن التغيّر المناخي ستتطلب وظائف جديدة، ومن بين الاقتراحات التي ذكرها القراء، الاقتراح التالي لـ "كريستال سيندر":
"المُبتكرون في مجال صناعة الغذاء، وفرق الاستجابة للكوارث، والمنظمات غير الحكومية في مجالات دعم اللاجئين، وموارد المياه، والزراعة المقاومة للجفاف، والردّ على الأمراض المُعدية، ومصممو ومهندسو المنتجات الكربونية".

وفيما يخص التعليم، يقول قرّاؤنا إن المهارات الرياضية والعملية هي الأكثر أهمية لنجاح الأطفال في سوق وظائف المستقبل، حيث تحتل العلوم الإنسانية ولغات الحاسب الآلي، مثل "بايثون" والفلسفة الأخلاقية، مرتبة متدنية للغاية، فيما لا يعتبر القرّاء اللغة الصينية "الماندرين" لغة يجب تعلّمها.  

يقول بعض القرّاء إن التوقعات المتعلقة بسيطرة الذكاء الصناعي على الوظائف، وما سينتج عنها من بطالة هائلة، هي توقعات مبالغ فيها.

يقول "زيد نشيوات" من مقاطعة "ويستشيستر" في نيويورك: "كان يمكنك طرح هذه السؤال في مراحل مختلفة للطفرات التكنولوجية عبر التاريخ.. ستجد العبقرية البشرية دومًا طريقة للتأقلم والنجاة. أنا قلقٌ بشأن نقص المهارات في سوق العمل اليوم أكثر من قلقي على سرقة الروبوتات للوظائف".

كلمات مهمة
عند توجيه سؤال بشأن سدّ فجوة الخلافات السياسية والاجتماعية، قال الكثير من القرّاء إننا لا نستطيع فعل هذا من دون التعليم، وقد وردت هذه الكلمة لما يقارب 81 مرة. تقول "جينفير جريين" من مقاطعة "فرانكلين"، ولاية أوهايو: "من السهل إقناع الأشخاص غير المتعلمين بالأكاذيب والدعايات. إن الديمقراطية لن تعمل إذا لم يملك الناخبون كل الحقائق".

وهناك كلمات أخرى ظهرت كثيرًا عند الحديث عن إيجاد أرضية مشتركة في أوقات الاستقطاب: الإعلام والمعلومات والأخبار، حيث وردت تلك الكلمات 166 مرة.

لقد هاجم القرّاء التضليل الإعلامي وغرف صدى الصوت بوصفهما العدو الرئيس لفكرة تقريب وجهات النظر بين الناس. يقول "جايسون فانريل" من ولاية نيوجيرسي: "ليس من السهل إيصال معلومات دقيقة للأشخاص الذين لا يميلون لقبول معلومات تتعارض مع توجهاتهم. إن أفضل طريقة لفعل هذا تكون غالبًا عبر خلق رواية مقنعة؛ نظرًا لأن العديد ممن يعارضون الحقائق يميلون لتفضيل قصة جيدة. فلنصنع قصة جيدة، ولنجعلها مبنية على الوقائع".

في غضون ذلك، يقول بعض القرّاء إن الأمور بوضعها الراهن جيدة، فيما يشكك "مايكل سميث"، من مدينة "ريجبي" في ولاية "إيداهو" في الافتراض القائل بأننا بحاجة لسدّ فجوة الانقسامات في المقام الأول، ويضيف: "من الصحي وجود أفكار ومعتقدات وأعراف اجتماعية مختلفة. لا نريد أن يؤمن الجميع بالرأي ذاته".  

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا