يديعوت أحرونوت: هذا عنف دولة وليس عنف مستوطنين!

مترجمو رؤية

ترجمة – محمد فوزي

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين، مقالًا للكاتب “آيال هارئوفيني”، يتناول العنف الذي يمارسه المستوطنين إزاء الفلسطينيين.

وقال الكاتب: “لقد شهدت إسرائيل خلال الأسبوعين الأخيرين على الأقل 4 حوادث عنف للمستوطنين تجاه الفلسطينيين ومَن جاء لمساعدتهم في وقت الضيق. أبرزها كان سيطرة المستوطنين، أول أمس السبت، على ملاعب للأطفال في منطقة سوسيا. وفي كل مرة تقريبًا، سمح لهم الجيش بالقيام بذلك.

وأضاف: وتستخدم إسرائيل أكاذيب وذرائع لا نهاية لها للرد على المزاعم بشأن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين؛ منها أنها “ظاهرة موسمية”، حدودها فصل قطاف الزيتون، وأنه هو عنف يجري تحت جنح الظلام في مكان ما من البؤر الاستيطانية الواقعة على أطراف الضفة الغربية، وسلطات فرض القانون تتعامل معه بالجدية المطلوبة، وأن الشرطة تحقق في العمق والجيش يشدد إجراءاته.

لكن هذا العنف يجري طوال العام في كل أنحاء الضفة الغربية، وليس فقط في البؤر الاستيطانية المعزولة، وفي عشرات “المزارع الاستيطانية” التي أُقيمت في الأعوام الأخيرة. هناك مناطق في الضفة عُرضة أكثر للعنف، وهناك مناطق أقل عرضة، لكن ليس هناك مناطق في منأى عنه! كل عدة أعوام يغيّر العنف شكله ويتحسن. قبل 20 عامًا وأكثر سكان تلك البؤر هم الذين نهبوا أراضي فلسطينية خاصة، بعدها أتت حوادث “دفع الثمن” التي جرى في إطارها تخريب منازل وإحراق حقول وبساتين ومساجد. نحن الآن في ذروة موجة من السيطرة العنيفة على عشرات آلاف الدونمات من عناصر “المزارع الاستيطانية”.

وطوال هذه الأعوام يحظى المستوطنون بحماية الدولة ودعمها: الجيش يحمي العنف والنهب، الحكومة تدعم المستوطنات التي أقيمت دون أذونات، والنيابة العامة وسلطات أُخرى تدافع عنهم ضد المطالبات بالإخلاء. في الحالات القليلة التي اضطرت فيها الدولة إلى إجلاء مستوطنين نهبوا أراضي للفلسطينيين، في ميجرون وعمونة ودريخ هآفوت، عوّضتهم بسخاء!

المهاجمون العنيفون – ومَن أرسلهم ووجّههم وموّلهم – يحصلون على حصانة مطلقة تقريبًا. وباستثناء حوادث قليلة، لا يجري توقيفهم، ولا يُحقَّق معهم، ولا يُحاكَمون. أكثر من مرة يساعدهم الجنود، وغالبًا ما يقفون موقف المتفرج ويسمحون لهم بالتعديات وأعمال الشغب. قبل بضعة أشهر جرى تصوير مستوطن يرتدي بنطال الجيش الإسرائيلي في قرية عوريف بالقرب من نابلس، وهو يقف بالقرب من جندي ويطلق النار في اتجاه الفلسطينيين.

أكثر من مرة لم يكن يوجد عدد كافٍ من الجنود والشرطة لوقف عنف المستوطنين، وهذا بعكس العدد الكبير من الجنود والشرطة الذين يتواجدون عندما تُهدَم بئر للمياه في تجمع فلسطيني ناءٍ (ترفض إسرائيل ربطه بشبكة المياه)، أو لتوقيف متطوعين حضروا للتضامن مع أولاد سوسيا..

 كل هذا ليس صدفة؛ فالعنف والترهيب والتخويف الذي يمارسه المستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية هو أداة لنظام الاحتلال. الاحتلال أيضًا يسرق أرضهم ومواردهم الطبيعية والمياه، وهو أول مَن يقمع أي إمكان لنمو فلسطيني قابل للحياة. رسميًّا، تعمل الدولة ظاهريًّا وفق القانون، وبحماية الأوامر العسكرية وأحكام المحاكم المدنية والعسكرية والإجراءات التفصيلية للإدارة المدنية. وبصورة غير رسمية، وبحماية ودعم الدولة، يوسّع المستوطنون سلة وسائل النهب، وهجمات بالهراوات والغاز والحجارة وإطلاق النار والكلاب واقتحام منازل، وطرد رعاة، ورشق سيارات مارة بالحجارة، وثقب الإطارات، وسرقة الحصاد، وقطع أشجار.. وغيرها. وهذا كله يخدم الهدف الأوحد: طرد سريع ووحشي للفلسطينيين من أراضيهم ومنازلهم!

من الملائم لنا نحن الإسرائيليين أن نلعب اللعبة كأن عنف المستوطنين منفردٌ واستثنائي، وهو من عمل عصابات لا شيء بينها وبين الدولة. لكن هذا هو العنف عينه وهو من نفس النوع، إنما عبر قنوات موازية، وعندما يمارَس العنف برعاية ومساعدة السلطة الإسرائيلية منذ أعوام، فهو ليس عنفًا تقوم به مجموعة مستوطنين، بل هو عنف الدولة!”.

للاطلاع على الرابط الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا