230 ألف شخص مهددون بالفقر.. حرب غزة تضرب اقتصادات الدول المجاورة

حسب الأمم المتحدة، سترتفع التكلفة الاقتصادية للحرب في غزة على الدول العربية المجاورة، إلى ما لا يقل عن عشرة مليارات دولار هذا العام.

وأظهرت دراسة أجريت بتكليف من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر والتي دخلت شهرها الثالث، ستدفع أكثر من 230 ألف شخص إلى براثن الفقر.

حرب غزة تضرب اقتصادات الدول المجاورة

أظهرت دراسة الأمم المتحدة، أن الخسائر التي ستتكبدها الدول العربية المجاورة لغزة في الناتج المحلي الإجمالي قد تصل إلى 10.3 مليار دولار أو 2.3% من الناتج المحلي، ويمكن أن تزيد إلى الضعف إذا استمرت الحرب ستة أشهر أخرى.

ولن تتوقف الخسائر الاقتصادية على الدول المجاورة فقط، إذ كشفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “OCED”، عن أن حرب غزة لها تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي نفسه، مشيرة إلى أن الاقتصاد كان يبلي بلاءً حسنا قبل الحرب، وأن التقديرات تشير إلى أن تأثير الصراع سيتركز على نحو كبير في الربع الأخير من 2023 ما سيؤدي إلى تباطؤ مؤقت لكنه واضح للنشاط الاقتصادي في إسرائيل.

تراجع الاقتصاد الإسرائيلي

من جانبه، أصدر كبير الاقتصاديين بوزارة المالية الإسرائيلية، شموئيل أبرامسون، تقريرًا أفاد فيه أن تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي قد تتراجع بمقدار 1.4% لتستقر عند 2% في 2023، وذلك جراء الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 49 يومًا.

وذكر أبرامسون في مراجعة اقتصادية، أن أرقام النمو المتوقعة خلال العام الجاري، تعني دخول اقتصاد إسرائيل في حالة ركود، مع الأخذ في الاعتبار النمو السكاني البالغ 2% سنويًا. ويرى أن “الضرر الذي لحق بالشعور بالأمان وكساد معنويات المستهلكين يؤدي إلى تقليص الاستهلاك الخاص، والذي يتأثر أيضًا بانخفاض دخل الأسرة”.

ومن المتوقع أن يبلغ نمو الاستهلاك الخاص في عام 2023 بنسبة 0.1% فقط؛ ومن المتوقع أن تظهر الصادرات انخفاضًا بنسبة 0.6%، بينما من المتوقع أن تنخفض الواردات بنسبة 4.4% بسبب انخفاض الطلب.

تعطل حركة التجارة في المنطقة

قال الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور علي الإدريسي، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن حرب إسرائيل على قطاع غزة ستضر باقتصادات دول العالم أجمع، وستؤثر على الدول المجاورة لغزة بشكل خاص، لافتًا إلى أن أكثر القطاعات تأثرًا بالحرب سيكون قطاع السياحة، الذي تعول عليه الكثير من الدول.

وأضاف الإدريسي، أن الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها الثالث ستؤثر كثيرًا على النفط وأسعاره وستعطل حركة التجارة في المنطقة بشكل كبير ما سيؤثر بدوره على رغبة المستثمرين في الاستثمار في منطقة غير مستقرة، مشيرًا إلى أن حجم الاقتصاد العالمي سيتضرر وتتراجع معدلاته بالتوازي مع ارتفاع معدلات التضخم، ما سيضر بالاقتصاد العالمي ككل وليس الدول المجاورة فقط.