7 حروب أهلية في أفريقيا يجب ألا ننساها

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – بسام عباس

هزت صراعات عديدة مختلف الدول الأفريقية على مر السنين، مما تسبب في وفاة وإصابة وتشريد الملايين. والآن توجد حالات من عدم الاستقرار السياسي في جميع أنحاء القارة، حيث يستعر العنف والاضطرابات في جنوب السودان وبوروندي والصومال بالإضافة إلى الدول غير الآمنة الأخرى. وعلى خلفية الاضطرابات في هذه الدول، نعيد النظر في سبعة حروب أهلية في أفريقيا، يجب ألا ننساها أبدًا.

نعرف أخطاءنا أكثر ممن يريدون دائمًا أن يضعوها كمرآة لنا كي نراها. ومع ذلك فالحروب أو الصراعات في أفريقيا ليست أخطاءً؛ فقد أجريت مداولات كثيرة حول هذه الوحشية البشرية طويلة الأمد والفريدة. مما يزيد من أسباب عدم نسيانها أبدا، حتى لا تحدث مرة أخرى.

تقتصر القائمة التالية على عدد وأنواع من الحروب والصراعات التي اشتعلت في القارة. ولم يكن هناك معيار لاختيار واحدة وترك أخرى. والحروب الأهلية السبعة المدرجة أدناه هي معلوماتية فقط، تستهدف من يقولون: ” لم ندرس الحرب الأهلية في المدرسة، أو: ” لا نتحدث عن الحرب الأهلية في بلدي ”.

ورغم أنها عشوائية ومحدودة، إلا أننا نأمل أن تجعلنا هذه القائمة نفكر في الحروب الأفريقية أو نتحدث عنها. لأن الحروب المتكررة، لها أسباب نشأة مماثلة. والآن فإن معرفتنا التاريخية لهذه الأسباب يجب أن تذلل المصاعب أو جميع الأشياء السيئة في الوقت الحاضر، علينا في بعض الأحيان التعامل مع الاستدعاءات السينمائية أو قصص الحب أثناء الحروب الأفريقية كخلفية، أو قوائم مثل هذه القائمة.

1- الحرب الأهلية السودان
ولدت السودان الحديثة في 1 يناير 1956. وقبل ذلك، دمجت قوات الاحتلال – بريطانيا ومصر – شمال السودان وجنوب السودان في عام 1946. ولم يكن جنوب طرفًا في المناقشات.

كانت المنطقتان مختلفين جدا من حيث الثقافة والدين، وكانتا تحكمان سابقا بشكل منفصل. ولكن بعد عام 1953 وافقت بريطانيا ومصر منح الاستقلال للسودان كدولة واحدة. وبحلول أغسطس 1955، وقبل أربعة أشهر من احتفالية الاستقلال عام 1956،  نشبت الحرب الأهلية بين جنود من الجنوب يطالبون بالحكم الذاتي الإقليمي والحكومة المركزية في الخرطوم. واستمرت هذه الحرب لأكثر من 16 عامًا.
كما نشبت حرب أهلية ثانية أطول، حيث استمرت 22 عاما، بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وحكومة الخرطوم، من عام 1983 إلى عام 2005. وبعد ست سنوات أجري استفتاء، وولدت دولة جديدة هي جنوب السودان.

2- الحرب الأهلية نيجيريا
نالت نيجيريا استقلالها عام 1960، وبعد سبع سنوات اندلعت الحرب الأهلية والتي عرفت أيضًا باسم حرب بيافرا ، بدأت من 6 يوليو 1967 إلى 15 يناير 1970.
وكانت أحد الأسباب المباشرة للحرب هو انقلاب 15 يناير 1966، والانقلاب المضاد في 28 يوليو 1966، وما تبع ذلك من مجازر جماعية للشرقيين (لا سيما إيجبوس) في شمال نيجيريا.

3- الحروب الأهلية أوغندا
في عام 1894، أصبحت المنطقة – التي تعرف الآن باسم أوغندا – محمية بريطانية. وبعد فترة وجيزة، وقَّعت بريطانيا اتفاقًا مع بوغندا يجعلها نظامًا ملكيًّا دستوريًّا. ويعود تاريخ مملكة بوغندا إلى القرن الرابع عشر، وهي أكبر مملكة في أوغندا، وتشكل حوالي 16٪ من السكان.
في عام 1967 تم إلغاء النظام الملكي. وتلا ذلك سلسلة من الانقلابات، والحروب الداخلية في هذا البلد في الفترة من 1971 إلى 1986.
وفي ظل الحكومة الحالية، وانطلاقا من تاريخها الحديث، كان الوضع في أوغندا سلميًّا بشكل نسبي. ومع ذلك فمنذ تسعينيات القرن العشرين حتى الآن، هناك حرب مستمرة مع متمردي جيش الرب للمقاومة.

4- الحرب الأهلية رواندا
حصلت رواندا على استقلالها من بلجيكا في 1 يوليو 1962. وقبل ذلك، أجري استفتاء لتحديد ما إذا كان النظام الملكي للحكومة، الذي كان موجودًا منذ القرن الثامن عشر، سيستمر أم لا.
وكانت النتائج بأغلبية ساحقة ضد استمرار النظام الملكي التوتسي في رواندا المستقلة. وفي عام 1959 حدث ما يسمى "ثورة رواندا"، مما أدى إلى تولي أغلبية الهوتو المسئولية عن الجمهورية التي تشكلت حديثًا. وأدى عنف هذه الثورة إلى وجود آلاف اللاجئين من الروانديين، معظمهم من التوتسي.

وفي 1 أكتوبر 1990 شنت الجبهة الوطنية الرواندية، والتي تتكون في معظمها من اللاجئين التوتسي الذين فروا إلى أوغندا، هجومًا على رواندا وبدأت الحرب التي انتهت مؤقتا في عام 1993، بسبب جهود منظمة الوحدة الأفريقية، والتي أصبحت الآن الاتحاد الأفريقي.
ولكن في عام 1994 عندما استهدف صاروخ الطائرة التي كانت تقل رئيسي بوروندي ورواندا وقتلهما، واندلعت الحرب من جديد، وأدت إلى إبادة جماعية للتوتسي.

5- الحرب الأهلية في ليبيريا
عندما وقع انقلاب عام 1980، كانت ليبريا جمهورية منذ أكثر من مائة عام. وزعزع الانقلاب ذلك البلد المسالم ، وخلق عدة جهات فاعلة، وبيئة حرب أهلية بدأت في عام 1989 وانتهت في عام 2003.

6- الحرب الأهلية موزمبيق
خلافًا لمعظم الدول الأفريقية، نالت موزمبيق استقلالها عام 1975 بعد صراع مسلح مع البرتغال. بدأت الحرب يوم 25 سبتمبر عام 1964، وانتهت 8 سبتمبر 1974.

وبعد عامين من حرب الاستقلال، بدأت الحرب الأهلية بين النظام الحاكم وحركة موزمبيق للمقاومة (رينامو). ورغم انتهاء تلك الحرب في عام 1992، ولكن منذ عام 2013 عادت حركة المقاومة المسلحة من جديد.

7- الحرب الأهلية في جنوب السودان
من الطبيعي أن يفوز بلد ذو شعب له نفس الثقافات وأن يعم السلام، أليس كذلك؟ هذا خطأ. ففي عام 2013، اندلع القتال بين حركة تحرير شعب السودان، وهي الحزب الحاكم، وحركة تحرير السودان الشعبية المعارضة.
وانهارت محادثات السلام بين الفصيلين مرتين، وحذرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه إذا لم يقم المجتمع الدولي بفعل شيء، فهناك إمكانية حدوث رواندا أخرى.

 بعض العوامل التي اندلعت بسببها معظم هذه الحروب الأهلية، مثل الخوف من التهميش والصراع حول السيطرة على الموارد الطبيعية في البلاد، ومشاعر التفوق العنصري أو العرقي لا تزال تؤرقنا. ولا تزال معظم الدول الأفريقية في العصر الحديث غير قادرة على التخلص الفوري من تاريخها الاستعماري. و استمر عدد كبير منها ببساطة مع الهياكل السياسية الاستغلالية التي تركها لهم الاستعمار بعد الاستقلال. فيما حاولت دول أخرى لاستبدال الاستغلال الاستعماري بآخر عرقي، ما أسفر عن اندلاع الحروب الأهلية.

وتدل رواندا بعد 2005  على أن هناك الكثير من المكاسب من الحديث عن هذه الأحداث المؤلمة، ومن القبض على المسئولين عن هذه الأحداث.
المصدر – This is Africa

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا