7 ملفات تُعيد لواشنطن مكانتها في الشرق الأوسط

أمريكا تخسر العالم العربي.. والصين تجني الفوائد

شروق صبري
الفلسطينيين في غزة

يقدم الوضع الحالي للولايات المتحدة المخاطر والفرص على حد سواء. فعندما يشعر المواطنون العرب أن الولايات المتحدة تدافع عن مصالحهم، فإنهم يحكمون عليها بإيجابية. لكن مخاطر الفشل في معالجة تراجع الدعم العربي لواشنطن قد تتجاوز غزة.


منذ عام 2006، أجرت منظمة الباروميتر العربي، وهي منظمة بحثية غير حزبية، استطلاعات رأي في 16 دولة عربية، لمعرفة آراء المواطنين العاديين لواشنطن. كما حدث أيضا بعد حرب الولايات المتحدة على العراق عام 2003.

ووجدت استطلاعات الرأي أن قِلة من المواطنين العرب العاديين يحملون آراء إيجابية تجاه الولايات المتحدة. ومع ذلك، بحلول عام 2022، تحسنت مواقفهم إلى حد ما، حيث أكد ما لا يقل عن ثلث المشاركين في جميع البلدان التي شملها الاستطلاع أن لديهم رأيًا “إيجابيًا جدًا” أو “إيجابيًا إلى حد ما” تجاه الولايات المتحدة.

حماية الحقوق الفلسطينية

لكن الاستطلاعات التي أجريت في 5 دول أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024 تظهر أن مكانة الولايات المتحدة بين المواطنين العرب قد تراجعت بشكل كبير. وهذا التحول حدث ردا على الأحداث في غزة. فضلا عن أن خسارة الولايات المتحدة كانت بمثابة مكسب للصين. وفق ما نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية اليوم 11 يونيو 2024.

وقد تحسنت آراء المواطنين العرب تجاه الصين في استطلاعات الرأي الأخيرة، ما يعكس اتجاهًا دام نصف عقد من ضعف الدعم للصين في العالم العربي.  وعندما سُئل عما إذا كانت الصين قد بذلت جهودًا جادة لحماية الحقوق الفلسطينية، وافق عدد قليل من المشاركين على ذلك. وتشير هذه النتيجة إلى أن وجهات النظر العربية تعكس استياءً عميقاً من واشنطن وليس دعماً محدداً للسياسات الصينية تجاه غزة.

حرب إسرائيل على غزة

حرب إسرائيل على غزة

الحرب في غزة

تبين أن 7 أكتوبر 2023 لحظة فاصلة بالنسبة للولايات المتحدة أيضاً بسبب الحرب في غزة، فقد تحول الرأي العام العربي بشكل حاد ضد الولايات المتحدة، أقوى حليف لإسرائيل، وهو تطور يمكن أن يربك الولايات المتحدة. ولا تقتصر الجهود المبذولة للمساعدة في حل الأزمة في غزة فحسب، بل أيضا لاحتواء إيران والتصدي لنفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط.

وفي الأشهر والسنوات المقبلة، ستسعى الولايات المتحدة إلى إنهاء الصراع في غزة وبدء مفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتأمل الولايات المتحدة أيضًا في حماية الاقتصاد الدولي من خلال حماية البحر الأحمر من هجمات وكلاء إيران ويحد من مشاركة الصين في المنطقة.

سياسة واشنطن

ومع ذلك، لتحقيق أي من هذه الأهداف، تحتاج واشنطن إلى شراكة الدول العربية، وهو أمر سيكون من الصعب تحقيقه إذا ظل السكان العرب متشككين في الولايات المتحدة. كما أن استطلاعات الرأي في الجزائر والأردن أظهرت أن هناك حالة غضب تجاه الولايات المتحدة، ويمكن لسياستها الخارجية أن تجعل المواطنين يتعاطفون مع الأعمال الإرهابية الموجهة ضد واشنطن.

وتكشف بعض نتائج البارومتر العربي أيضاً أن الشكوك العربية المتزايدة حول دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليست أمراً لا رجعة فيه. إذ تشير الاختلافات في الرأي بين الجماهير في البلدان التي تعاملت معها واشنطن بشكل مختلف إلى أنها قادرة على تغيير الطريقة التي يُنظر بها إليها في العالم العربي من خلال تغيير سياساتها.

جهود أمريكية متوقعة

تشير نتائج الاستطلاع أيضًا إلى تحولات محددة في النهج من شأنها أن تحسن على الأرجح تصورات العرب عن الولايات المتحدة، من خلال الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وزيادة الجهود الأمريكية في المساعدات الإنسانية إلى غزة وبقية المنطقة. والعمل على المدى الطويل لحل الدولتين. وأن تظهر نفس القدر من الاهتمام بمعاناة الفلسطينيين الذي تبديه تجاه معاناة الإسرائيليين.

كما يجب أن يتصدر جدول أعمال إدارة الرئيس الأمريكي بايدن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 7 ملفات مهمة وهي التنمية الاقتصادية، والتعليم، وحقوق الإنسان، والبنية التحتية، والاستقرار، ومكافحة الإرهاب، والقضية الفلسطينية. لكن يجب أن يعطي الأولوية للقضية الفلسطينية.

3 مراحل.. تفاصيل صفقة إسرائيل لإنهاء حرب غزة

3 مراحل.. تفاصيل صفقة إسرائيل لإنهاء حرب غزة

تغيير سياسات واشنطن

إن المنطقة تمر بنقطة محورية، والولايات المتحدة في وضع جيد نظرياً لتطبيق النفوذ اللازم للمساعدة في ضمان وقف إطلاق النار في غزة والمساعدة في دفع الإسرائيليين والفلسطينيين نحو السلام. ومع ذلك، لاستعادة مصداقيتها الإقليمية، يجب أن تضع خطوات ملموسة نحو حل الدولتين.

وتحديد الشكل الذي سيبدو عليه الحكم الفعال في مرحلة ما بعد الحرب في غزة وما يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين القيام به لضمان إحراز تقدم نحو السلام ولا يتعين على واشنطن أن ترعى محادثات السلام فحسب، بل يتعين عليها أيضاً أن تصر على وضع حد لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

دور قيادي لواشنطن

بالإضافة إلى ذلك، قد لا تكون المواجهة الإيرانية الإسرائيلية فعالة مثل تلك التي وقعت في أبريل 2024، فقد تكون مدمرة. لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على كسب ثقة الشعوب العربية لاحتواء إيران، ليس سراً فحسب، بل أيضاً من خلال سياسات عامة فعالة.

وبدون تحول كبير في  دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل، ومع عدم تخفيف حدة العداء العربي المتزايد لأمريكا على المدى الطويل، فإن الجهات الفاعلة الأخرى، بما في ذلك الصين، سوف تستمر في محاولة إقصاء الولايات المتحدة عن دور قيادي في الشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا