8 سنوات على خطاب أوباما.. ترامب يتودد للعالم الإسلامي من الرياض

محمود طلعت

تقرير – محمود طلعت

كلاهما حظي باهتمام بالغ وترقب.. الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، إلى السعودية، وإلقائه كلمة للعالم الإسلامي من بلد الحرمين الشريفين، أعادت إلى الأذهان زيارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، إلى مصر عام 2009 وخطابه التاريخي الذي ألقاه إلى العالم الإسلامي من قلب جامعة القاهرة.

توقيت متقارب

في الرابع من يونيو 2009 وبعد أربعة أشهر من توليه منصب رئيس الولايات المتحدة، وجه أوباما كلمته للعالم الإسلامي، من بلد الآزهر الشريف، ومن داخل أعرق الجامعات العربية «جامعة القاهرة».

وعلى خطى أوباما وفي توقيت متقارب بعد نحو أربعة أشهر من دخوله البيت الأبيض، اختار الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب السعودية ليوجه كلمته للعالم العربي والإسلامي.

قضايا متشابهة

أوباما تناول في خطابه للعالم الإسلامي مجموعة من القضايا في مقدمتها التصدي للإرهاب، والتعاون مع دول العالم الإسلامي لمواجهة خطر الإرهابيين، وقضايا أخرى كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وملف حرية الأديان والديمقراطية، وفرص التطور الاقتصادي، حيث أبدى أوباما وقتها استعداده للانخراط مع العالم الإسلامي في مختلف المجالات.

وربما كانت نفس القضايا تناولها الرئيس ترامب اليوم في كلمته للأمة الإسلامية، حيث تطرق للحديث عن محاربة الإرهاب وسبل التصدي له بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية، ومستقبل المنطقة العربية، والنزاعات الطائفية، وأزمات المنطقة بما فيها الميليشيات المسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن وغيرها.

الإسلام الوسطي

خطاب الرئيس السابق باراك أوباما بجامعة القاهرة، أشاد فيه بدور الأزهر الشريف في نشر الإسلام الوسطي السمح، كما قال حينها إنه ينقل أطيب مشاعر الشعب الأمريكي مقرونة بتحية السلام من المجتعات المحلية المسلمة في الولايات المتحدة.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فأشاد في كلمته بدور السعودية في نشر الإسلام الوسطي، قائلا “اليوم نبدأ فصلا جديدا في الشراكة مع السعودية.. إننا نهدف إلى السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة وبقية أنحاء العالم فمسيرة السلام تبدأ هنا من هذه الأرض المقدسة.. السعودية وطن لأقدس الأماكن”.

محاربة الإرهاب

أوباما قال في كلمته من القاهرة إن “المسألة الأولى التي يجب أن نجابهها هي التطرف العنيف بكافة أشكاله، وأمريكا ليست ولن تكون أبدا في حالة حرب مع الاسلام، وسوف نتصدى لمتطرفي العنف الذين يشكلون تهديدا جسيما لأمننا”.

اليوم وفي خطابه أمام زعماء 55 دولة عربية وإسلامية، أعلن ترامب من السعودية الحرب على الإرهاب بقوله “علينا أن نتوحد خلف هدف واحد هو هزم الإرهاب والتطرف.. المستقبل الأفضل في المنطقة يعتمد على طرد الإرهابيين وقطع مصادر تمويلهم، وعلى الدول الإسلامية أن تتحمل المسؤولية الكبرى في هزيمة الإرهاب”.

الإرهاب لا دين له

أشار باراك أوباما، في كلمته بالقاهرة إلى استغلال الإرهابيين للإسلام في ارتكاب أبشع الجرائم بدول العالم كافة، قائلا: إنه يتفهم سماحة الإسلام في التعامل مع ذوي الديانات الأخرى.

وكما كان متوقعا تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أيضا عن هذا الاستغلال قائلا “لسنا في معركة بين الأديان إنما في معركة بين الخير والشر.. فعندما ننظر لضحايا العنف لا ننظر إلى دينهم.. نحو 95% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين وذبح الأبرياء باسم الدين إهانة لأتباع كل الأديان.

وأضاف ترامب “علينا أن نتوحد خلف هدف واحد هو هزم الإرهاب والتطرف”، مضيفا أن “حزب الله وحماس وداعش وغيرهم يمارسون نفس الوحشية، ويجب أن يشعر أي مؤمن بالإهانة عندما يقتل إرهابي شخصا باسم الرب.

الموقف من إيران

لم يعد بالأمر الخفي ما يبديه ترامب من حرص على التواصل مع شركاء المنطقة من أجل مواجهة إيران والحد من تدخلها، حيث شن ترامب في كلمته بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية، هجوما حادا على إيران، واعتبرها الداعم الأكبر للإرهاب.

وقال ترامب “إيران تمول وتسلح وتدرب الإرهابيين والميليشيات، فقد أشعلت إيران النزاعات الطائفية، وهي مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن.. التدخلات الإيرانية التي تزعزع الاستقرار واضحة للغاية في سوريا، فبفضل إيران ارتكب الأسد الجرائم بحق شعبه ويجب أن نعمل معا لعزل إيران ومنعها من تمويل التنظيمات الإرهابية”.

أما الرئيس السابق باراك أوباما فلم يشن مثل هذا الهجوم الحاد في خطابه مكتفيا بالقول إن “التاريخ بين بلدينا تاريخ عاصف بالفعل اذ لعبت الولايات المتحدة في ابان فترة الحرب الباردة دورا في الإطاحة بالحكومة الإيرانية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي”.

ربما يعجبك أيضا