وثائق بريطانية مسربة تكشف أسرارًا عن مصرع الأميرة ديانا

سهام عيد

مع اقتراب ذكرى رحيل الأميرة ديانا أميرة ويلز، وطليقة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، كشفت وثائق مسربة عن أسرار دفينة بشأن مقتل أميرة القلوب.

2022 637930068369402056 940

من بين هذه الأسرار، أن البرلمان البريطاني رفض مثول الحكومة أمامه لتفنيد موجة الشائعات عن دور المخابرات البريطانية في قتل الأميرة المتمردة، حسب ما ذكرت صحيفة الأهرام المصرية، اليوم الأحد 10 يوليو 2022.

وتتضمن الوثائق، الخاصة بمكتب رئيس الوزراء البريطاني، المراسلات بين رجل الأعمال الشهير محمد الفايد، والد دودي، الذي كان في هذا الوقت مالك متاجر “هارودز” ذائعة الصيت، ورئيس حكومة حزب العمال في ذلك الوقت توني بلير.

 

توتر العلاقات بين ليبيا وبريطانيا

من بين الأسرار، توتر العلاقات بين المملكة المتحدة وليبيا بسبب حديث الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عن تآمر المخابرات البريطانية والفرنسية لقتل الأميرة حتى لا تتزوج من دوى الفايد، المسلم المصري الأصل.

2022 637930010190263270 26

أميرة القلوب

في الأول من يوليو عام 1961 ولدت ديانا سبنسر، وفي التاسع والعشرين من الشهر نفسه عام 1988، قُدر لها أن تمنح لقب أميرة ويلز، بعد زواجها من الأمير تشارلز، نجل ملكة بريطانيا، والأول على قائمة ورثة عرش المملكة المتحدة .

وبعد 9 سنوات من الزواج الملكي الأسطوري، الذي تابعه عشرات الملايين في أنحاء العالم، قُتلت ديانا، التي منحها الناس لقب أميرة القلوب، في حادث مأساوي برفقة صديقها المصري الأصل دودى الفايد. وفي النصف الثاني من عمر الزواج، فسدت العلاقة بين الأميرة والأمير وانتهت بالطلاق.

وارتبطت ديانا بعلاقة عاطفية مع دودي الفايد، لتنتهي بموتهما معًا في حادثة سيارة بنفق ألما بالعاصمة الفرنسية في الساعات الأولى من صبيحة 31 أغسطس عام 1997، وقتل في الحادث أيضًا، نائب مدير الأمن هنري بول في فندق الريتز، الذي كانت تملكه أسرة الفايد، وسائق سيارة العاشقيْن.

11 12 2

ملاحقة الصحفيين

في هذا الوقت، ألقى اللوم على المصورين الصحفيين الذين كانوا يلاحقون الأميرة وصديقها أينما ذهبا، وخلصت التحقيقات الفرنسية إلى أنه بسبب هذه الملاحقة، اصطدمت سيارة ديانا ودودى بأحد الأعمدة الخرسانية في نفق ألما.

وواجهت الصحافة انتقادات شرسة، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى مطالبة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بمراجعة القوانين للحد من تدخل الصحفيين في حياة الناس الخاصة، غير أن بلير لم يجرؤ على مسايرة شيراك.

13 14

وتكشف الوثائق عن أنه بعد ساعات من وقوع الحادثة، جرى اتصال هاتفي بين الزعيمين. ووفقًا لسجل المحادثة، فإن “شيراك اقترح على بلير أن ينظر في تشديد قوانين الخصوصية الحالية في المملكة المتحدة”. واتفق بلير مع شيراك على أن مشاعر الجماهير ستكون متأججة “لكنه تعمد ألا يقدم أي التزام بالنظر في قوانين الخصوصية في المملكة المتحدة”.

2022 637930021057416275 741

نظريات المؤامرة

بمجرد الإعلان عن وفاة ديانا ودودي، تابعت وزارة الخارجية البريطانية صدى الحادث في أنحاء العالم. وتكشف تقارير الوزارة السرية عن استياء من رواج نظريات المؤامرة، فى وسائل الإعلام.

ويؤكد تقرير سرى موقع باسم السكرتير الخاص لوزير الخارجية أن “الملكة تلقت تقريبًا 70 رسالة (تعزية وتعاطف) من رؤساء الدول فقط. وفى مصر كان  العديد من رسائل التعزية، غير أنه فيها، كما فى ليبيا والأردن، اختلقت بعض قطاعات الصحافة نظريات مؤامرة لتفسير أسباب وقوع الحادثة المأساوية”.

تصريحات معمر القذافي

ركز التقرير على تصريحات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وقال: “هذه النظريات (عن المؤامرة) وجدت، وهذا متوقع، أبغض تعبير عنه في اتهام القذافي لجهازي المخابرات البريطانية والفرنسية بوضع خطة اغتيال، وقدمنا احتجاجًا، غير أن المصادر الليبية لا تزال تلعب على هذه النغمة بعد الجنازة”. وكشف التقرير عن أنه رغم موقف القذافي العلني، فإن دبلوماسيين ليبيين كبارا أبدوا تعاطفهم مع البريطانيين.

وتضمن، على الجانب الآخر، أرسل السفير الليبي في الأمم المتحدة إلى السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، رسالة تعاطف شخصية بشأن موت “أميرة الشعب الاستثنائية الخيرة” ووقع القنصل الليبي في كتاب التعازي في لاهاي. وبعد نحو 9 أشهر، بثت إحدى القنوات التليفزيونية الألمانية برنامجا أُثيرت فيها تكهنات بشأن أسباب الحادث، ما غذى نظريات المؤامرة.

 

2022 637930018004548546 454

ودفع عضو مجلس العموم عن حزب العمال الحاكم آنذاك ورئيس المجلس حاليًّا، ليندزي هويل، إلى السعي لاستجواب الحكومة للرد على الشائعات التي تشغل الناس. وتكشف الوثائق، أن إدارة تسجيل الاستجوابات المكتوبة للحكومة في المجلس رفضت تسجيل استجواب هويل، الموجه إلى وزير الخارجية آنذاك، روبن كوك، باعتباره المسئول عن جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني.

رسالة سرية تتضمن الاستجواب المرفوض تسجيله

اضطر النائب ليندزي هويل إلى أن يكتب إلى رئيس الوزراء رسالة سرية تتضمن الاستجواب الذي رُفض تسجيله، ومحوره السؤال التالي: هل كان يوجد عملاء أمنيون بريطانيون في الخدمة بباريس ليلة وفاة الأميرة ديانا العام الماضي؟

وشكا هويل، من أنه حاول دون جدوى “طرح عدد من الأسئلة البرلمانية المكتوبة له تتعلق بالغموض المحيط بوفاة الأميرة ديانا، غير أن مكتب التسجيل رفض الأسئلة لأنها اعتبرت قضايا أمن وطني ليس مخولا بالحصول على إجابة لها”.

 

ربما يعجبك أيضا