هل يعلن مؤتمر الحزب الشيوعي الرئيس الصيني زعيمًا شعبيًا؟

علاء بريك

قد يحمل الرئيس الصيني الحالي لقب "زعيم الشعب" رسميًا، لكن هل يعني هذا أي شيء؟


في أواخر يناير عام 2022، وصفت شبكة “شينخوا” الصينية، الرئيس الصيني، شي جين بينج، بزعيم الشعب لأنه قادم من صفوف الشعب ويعلي من مصلحته.

حمل القادة الصينيين البارزين ممن ظلوا في السلطة فترات طويلة ألقاب مماثلة، ومع اقتراب موعد المؤتمر القومي العشرين للحزب الشيوعي الصيني تدور التكهنات حول استمرار حكم جين بين لولاية ثالثة في ظل تحديات محلية وإقليمية ودولية.

لقب جديد

بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورننج بوست” الصينية، في تقريرها، أمس الأربعاء، 27 يوليو 2022، أثار كبار المسؤولين في الصين التكهنات بأن الرئيس الصيني الحالي قد يمنح لقب “زعيم الشعب” رسميًا، بعد تداول هذا اللقب في عدة بيانات عامة.

تضيف الصحيفة أن البيانات العامة السابقة والتقارير والتصريحات السياسية وصفت شي بأنه جوهر الحزب، لكن إضافة لقب “زعيم الشعب” قبيل المؤتمر القومي العشرين للحزب الشيوعي أثار التكهنات بأنه قد يتحول إلى لقب رسمي يحمله الرئيس الحالي.

قادة وألقاب

في السابق، لم يحمل أي من قادة الصين لقب “زعيم” رسميًا باستثناء ماو تسي تونج “الزعيم العظيم”، وخلفه هوا جيو فينج “الزعيم الحكيم”، بعد فترة حكم فينج الوجيزة لم تعد ممارسة منح الألقاب شائعة، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورننج بوست”.

من ناحية أخرى، تقول الصحيفة، لا يرتبط لقب “زعيم الشعب” بأي منظمة صينية معينة ولم يستخدم من قبل، وإذا منح لشي فإنه سيكون لقبه مدى الحياة ولا داعي لتوريثه لخليفته في الحكم.

تمهيد الطريق

قال الأستاذ المساعد في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، ألفريد وو، إن هذه البيانات العامة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام مؤتمر الحزب القادم، فسيصادق الحزب حينها على ولاية ثالثة لشي سكرتيرًا عامًا للحزب وقد يمنح رسميًا لقب “زعيم الشعب”.

أما على صعيد شغل المناصب العليا في الحزب ولجانه الفرعية، فحصول شي على ولاية ثالثة سيكون خروجًا على مجريات السنين السابقة، فقبل شي استقال جيانج زيمن وهو جينتاو من منصب سكرتير الحزب بعد ولايتين مدة كل منهما 5 سنوات، بحسب صحيفة “نيوز ويك“.

لقب جديد، بأي كلفة؟

بعد تداول اللقب الجديد في عدد من وسائل الإعلام الصينية والبيانات العامة، تقول صحيفة “نيوز ويك”، إن التداول بمثابة خطوة أولى لتهيئة الشعب لاستقبال اللقب الجديد، وإذا حاز شي على لقبه رسميًا فمتوقع أن توزع صوره على المكاتب الحكومية مصحوبة باللقب الجديد.

لكن هذا الأمر بحسب الصحيفة لن يمر من دون تحديات، فنقلت “نيوز ويك” عن صحيفة “مينج باو” الصينية، قول مصدر عسكري، إن القوات المسلحة في البلاد مصممة على أن يحل شي مسألة تايوان، ولن يستحق شي اللقب الجديد ما لم يحقق الوحدة بين تايوان والصين.

أفكار مسبقة وصور نمطية

شائع في الغرب وصف شي بأنه ديكتاتور وماو جديد و “آخر إمبراطور” في الصين، على حد تعبير أستاذ العلوم السياسية في جامعة هيورن، ألفريد تشان، ويضيف أنها صورة نمطية شائعة تصور الصين نظامًا “جامدًا” تحت حكم الرجل الواحد، ومؤكد أن لشي جين بين جانب سلطوي، لكنه أدخل عديد الإصلاحات التقدمية مثل التخفيف من حدة الفقر والإصلاح القضائي.

وفي عملية صنع القرار، لا شك أن المسئولية تتوقف عند مكتب الرئيس، لكنه في الوقت نفسه يعتمد على موظفيه للحصول على مشورتهم، وتخضع جميع القرارات الرئيسة لمشاورات مكثفة ومناقشات، وتعتمد القرارات أيضًا على بيروقراطية ضخمة لتنفيذها، يبلغ عددها نحو 6 ملايين، وكان على شي أن يتعامل مع القضايا البيروقراطية المتعلقة بالمصالح المكتسبة، والتباطؤ، وعدم الامتثال، والفساد.

بين الاستمرار والانتقال

في الوقت الحالي، يميل مراقبو الصين إلى اتباع “منظور الاختيار العقلاني”، بمعنى أن النخبة السياسية تشتهي السلطة وتتصارع عليها، وفقًا لهذا، لن يكتفي شي بولاية ثالثة ورابعة، بل يريد أن يصبح زعيمًا مدى الحياة، بحسب تشان، غير أن هذا المنظور يتجاهل عوامل مهمة أخرى قد تبين تهافت هذا المنظور.

يبلغ شي بالفعل من العمر 69 عامًا وسيبلغ 74 عامًا بنهاية ولايته الثالثة، وإذا تولى فترة رابعة فسيبلغ في نهايتها 79 عامًا، وكرجل حزبي وتنظيمي، يدرك شي أن الانتقال السلس بالغ الأهمية، وسنكتشف في المؤتمر القادم ما إذا كان سيرشح اسمًا أو اثنين ليتم إعدادهما للمؤتمر الحادي والعشرين للحزب في نهاية الولاية الثالثة ليكون أحدهما خليفةً له.

ربما يعجبك أيضا