قرار بوتين يشعل جنون الروس.. حوادث عنف اعتراضًا على التعبئة العسكرية

آية سيد
روسيا

في ظل استمرار الاحتجاجات في روسيا اعتراضًا على قرار التعبئة العسكرية الجزئية، لجأ بعض الروس إلى العنف للتعبير عن غضبهم.


اندلعت احتجاجات في روسيا وسادت حالة من الفوضى والعنف منذ إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة العسكرية الجزئية.

وتزامنًا مع وصول أول دفعة من الملتحقين بالخدمة إلى القواعد العسكرية، فتح رجل النار على مركز تجنيد، وتعرض مكتب آخر لهجوم بزجاجات المولوتوف، ووقع هجوم مسلح في مدرسة روسية، بحسب ما أوردت شبكة “سكاي نيوز“، اليوم الاثنين 26 سبتمبر 2022.

إطلاق نار على مركز تجنيد

فتح رجل مسلح النار على مكتب تجنيد في بلدة “أوست إيليمسك” في مقاطعة إيركوتسك بمنطقة سيبيريا، ما أصاب ضابط في الجيش بجروح خطيرة. وبحسب فيديو للواقعة، تحققت منه “سكاي نيوز”، يظهر الرجل المسلح وهو يطلق النار على مسؤول التجنيد الذي يسقط على الأرض، في حين بدأ آخرون بمكتب التجنيد في الهرب وسط صراخ امرأة.

وأظهرت بعض المقاطع الأخرى حمل الضحية إلى خارج المبنى، ونقله في سيارة إسعاف. ونقلت صحيفة “ذا موسكو تايمز” عن شاهد عيان أنه رأى مرتكب الحادث يقتحم القاعة حاملًا بندقية، ويصرخ “لن يذهب أحد إلى أي مكان” قبل أن يبدأ في إطلاق النار. وفتحت سلطات التحقيق قضية جنائية بتهمتي الشروع في قتل ضابط إنفاذ قانون، والحيازة غير المشروعة للأسلحة.

تعليق الحاكم المحلي

تعليقًا على الحادث، كتب حاكم إيركوتسك، إيجور كوبزيف، عبر تطبيق “تليجرام” أن المفوض العسكري، ألكسندر إليسيف، يمكث في الرعاية المركزة في حالة خطيرة، منوّهًا بإلقاء القبض على مرتكب الحادث، وأنه سينال عقابه.

وقال كوبزيف: “أشعر بالخجل لأن هذا يحدث في وقت يجب أن نكون متحدين لمواجهة التهديدات الحقيقية، لا أن نقاتل بعضنا البعض”، مضيفًا أنه أصدر توجيهات بتعزيز الإجراءات الأمنية، وطالب الجميع بالتزام الهدوء.

أسباب الحادث

أفادت وسائل إعلام محلية ذات صلة وثيقة بأجهزة الأمن بأن مرتكب الحادث أحد السكان المحليين، اسمه راسلان زينين ويبلغ 25 عامًا، وفق تقرير لصحيفة “ذا موسكو تايمز” الروسية المستقلة.

وأخبرت والدة راسلان، مارينا، موقع “أسترا إندبندنت” الإخباري أن راسلان كان “غاضبًا جدًا” لأن صديقه الذي لا يمتلك أي خبرة عسكرية تلقى أوراق التجنيد برغم تعهد السلطات بتجنيد جنود الاحتياط ذوي الخبرة. وقالت: “راسلان نفسه لم يتلق استدعاءً، ولكن صديقه تلقاه أمس”

هجوم بزجاجات المولوتوف

في واقعة منفصلة، ألقى رجل زجاجات مولوتوف على مكتب تجنيد عسكري في بلدة أوريوبينسك، وفق ما ظهر في مقطع فيديو منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. ويظهر في الفيديو الرجل وهو يقود سيارة إلى مدخل مبنى الحكومة المحلية في وسط البلدة الروسية. ثم يشعل عدة زجاجات مولوتوف، ويلقيها واحدة تلو الأخرى على مدخل المبنى.

وبحسب “سكاي نيوز”، أقر المسؤولون المحليون بأن المبنى اشتعل صباح اليوم الاثنين، وإلقي القبض على الرجل، مضيفين أن الضرر كان طفيفًا ولم يُصب أحد.

إطلاق النار على مدرسة

فتح مسلح النار على مدرسة في مدينة “إيجيفسك” في جمهورية “أودمورتيا”، الواقعة شرقي العاصمة الروسية، موسكو، ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 21 آخرين، بحسب ما أفادت شبكة “يورو نيوز“. وقالت لجنة التحقيق الروسية في بيان: “بحسب البيانات الأولية، فإن 13 شخصًا، منهم 6 بالغين و7 قصّر، كانوا ضحايا للجريمة. وأُصيب 14 طفلًا و7 بالغين”.

ومن جهتها، أصدرت وزارة الداخلية الروسية بيانًا عبر “تليجرام” جاء فيه أن المسلح انتحر بعد ارتكاب الحادث. وقالت إن المسلح دخل المدرسة مرتديًا “تي شيرت” يحمل “شعارات نازية”، وقناعًا من الصوف.

الاحتجاج على التعبئة العسكرية

وفق “يورو نيوز”، تبين أن الرجل يُدعى أرتم كازانتسيف، 34 عامًا، وهو طالب سابق في المدرسة. وذكرت تقارير إعلامية محلية أنه كان جنديًّا ممن جرى تعبئتهم، ولكنه لم يرغب في الذهاب إلى القتال في أوكرانيا، بحسب ما أورد موقع “إل بي سي نيوز” البريطاني.

وتستمر الاحتجاجات في روسيا اعتراضًا على قرار التعبئة العسكرية. وجرى اعتقال أكثر من 1300 متظاهر في 38 بلدة، يوم الأربعاء الماضي، واعتقال أكثر من 740 شخصًا، مساء أول أمس السبت، في أكثر من 30 بلدة ومدينة من سان بطرسبرج إلى سيبريا. وكذلك دفع إعلان التعبئة العسكرية الكثير من المواطنين إلى محاولة الخروج من روسيا.

ربما يعجبك أيضا