استفزازات متبادلة في مضيق تايوان.. هل تتجدد التوترات بين واشنطن وبكين؟

صرحت وزارة دفاع تايوان، اليوم الأربعاء 1 مارس 2023، بأنها رصدت طائرات صينية تحلق في منطقة دفاعها الجوي.

وحسب ما أوردت وكالة رويترز الإخبارية، قالت الوزارة إنها رصدت 19 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية في منطقة دفاعها الجوي، طوال يوم أمس الثلاثاء 28 فبراير 2023.

توغل صيني

وفق تغريدة نشرتها وزارة الدفاع التايوانية على موقع تويتر، رصد الجيش التايواني 25 طائرة و3 سفن تابعة للجيش الصيني حول الجزيرة. وعليه، راقبت القوات المسلحة التايوانية الموقف، وكلفت دوريات جوية قتالية، وسفنًا بحرية، ومنظومات الصواريخ الأرضية بالرد على هذه الأنشطة.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن 19 طائرة مقاتلة صينية من طراز “جيه 10” حلقت فوق الزاوية الجنوبية الغربية لمنطقة الدفاع الجوي للجزيرة. وحسب الخرائط التي نشرتها الوزارة، كانت الطائرات أقرب للساحل الصيني منها للساحل التايواني.

25 PLA aircraft and 3 PLAN vessels around Taiwan were detected by 6 a.m.(UTC+8) today. R.O.C. Armed Forces have monitored the situation and tasked CAP aircraft, Navy vessels, and land-based missile systems to respond these activities. pic.twitter.com/XsvnjS01Me

— 國防部 Ministry of National Defense, R.O.C. 🇹🇼 (@MoNDefense) March 1, 2023

وأفادت رويترز أن الطائرات الصينية لم تعبر خط الوسط الحساس، الذي يُعد حاجزًا غير رسمي يفصل بين الجانبين. وكذلك لم يجر إطلاق أعيرة نارية، ولم تحلق الطائرات الصينية فوق المجال الجوي الإقليمي لتايوان.

طائرة أمريكية في المضيق

أوردت شبكة سي إن إن الأمريكية أن طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأمريكية حلقت فوق مضيق تايوان، أول من أمس الاثنين 27 فبراير، في مناورة تهدف إلى تأكيد الحق في العمل بالمجال الجوي الدولي، رغم الاعتراضات القوية من الجيش الصيني.

وفي بيان، قال الأسطول السابع الأمريكي إن رحلة طائرة “بي 8 أيه بوسيدون” فوق الممر المائي الذي يفصل الصين عن تايوان، كانت وفقًا للقانون الدولي، وإنها تُظهر التزام الولايات المتحدة بمبادرة “الهندوباسيفيك-منطقة حرة ومفتوحة”.

وشدد البيان على أن الولايات المتحدة ستواصل “الطيران، والإبحار، والعمل حيثما يسمح القانون الدولي، بما في ذلك في مضيق تايوان”.

طائرة بي 8 أيه بوسيدون

غضب صيني

من جهته، أدان المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني، الكولونيل شي واي، تحليق الطائرة الأمريكية فوق المضيق. وفي بيان نشره موقع الجيش الصيني، قال واي إن هذا الإجراء الأمريكي “أخل عمدًا بالوضع الإقليمي وعرّض السلام والاستقرار في المضيق للخطر”، مشددًا على معارضة الصين القوية للتحرك الأمريكي.

وقال واي إن “قيادة المسرح الشرقي وجهت قواتها بتعقب الطائرة الأمريكية ومراقبة مسارها، وسيطرت على الوضع”. ووفق المتحدث الصيني، تظل قوات قيادة المسرح الشرقي في حالة تأهب قصوى طوال الوقت لحماية السيادة الوطنية والوحدة الإقليمية للصين.

ووصفت صحيفة جلوبال تايمز، المملوكة للدولة الصينية، واقعة تحليق الطائرة الأمريكية فوق مضيق تايوان بأنها “مجرد استفزاز آخر يهدف إلى إثارة المشكلات”.

ليست المرة الأولى

يوم الجمعة الماضي، 24 فبراير، اعترضت مقاتلة صينية طائرة “بوسيدون” أمريكية، تحمل طاقمًا لـ”سي إن إن”، فوق بحر الصين الجنوبي، قرب جزر باراسيل، وهي سلسلة من الجزر المرجانية المتنازع عليها بين الصين وفيتنام وتايوان، وأقامت عليها الصين منشآت عسكرية.

وحسب الشبكة الأمريكية، حدث الاعتراض بعد أن حذرت قاعدة جوية على الجزر، التي تسميها الصين جزر شيشا، الطائرة الأمريكية بالابتعاد عن المجال الجوي الصيني حول الجزر.

مسار تاريخي

في سياق متصل، صرح قائد الجيش الأمريكي في الباسيفيك، الجنرال تشارلز فلين، بأن الجيش الصيني يمضي في “مسار تاريخي” عبر الاستمرار في تعزيز قواته. وفي فعالية بمعهد المشروع الأمريكي، يوم الاثنين الماضي، قال فلين إن الذراع العسكرية التي أنشأها الجيش الصيني “استثنائية”.

ولفت الجنرال الأمريكي إلى أن الجيش الصيني يعد هذه القوات لشيء ما. وقال: “أنت لا تبني هذا النوع من الترسانة للدفاع فقط. أنت تبنيها لأغراض أخرى”، وفق ما نقلت سي إن إن.

وفي الفعالية ذاتها، قالت وزيرة الجيش الأمريكي، كريستين ورموث، إنه في حين أنها لا تعتقد أن الغزو البرمائي الصيني لتايوان وشيك، “يجب علينا الاستعداد لخوض تلك الحرب وربحها”.

تعزيز الوجود الأمريكي

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الولايات المتحدة تخطط لمضاعفة عدد قواتها المنتشرة في تايوان بغرض تعزيز برنامج التدريب للجيش التايواني، في أكبر انتشار للقوات الأمريكية في الجزيرة منذ عقود.

وحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، تعتزم الولايات المتحدة نشر 100 إلى 200 من القوات على الجزيرة في الأشهر المقبلة. وستعمل هذه القوة على توسيع برنامج تدريبي يهدف إلى تزويد تايبيه بالقدرات التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها دون استفزاز بكين.

تدريب القوات التايوانية

قوات تايوانية

في سياق متصل، يدرّب الحرس الوطني لولاية ميشيجان الأمريكية وحدة تابعة للجيش التايواني، ويشمل ذلك خلال تدريبات سنوية مع دول متعددة في معسكر جرايلينج شمالي ميشيجان، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين على التدريب.

وحسب وول ستريت جورنال، هذا التدريب الموسع، في الولايات المتحدة وتايوان، يُعد جزءًا من مسعى أمريكي لمساعدة تايبيه في إحباط الغزو الصيني المحتمل، في ظل التهديد المتصاعد من بكين.

ويُشار إلى أن التوترات تصاعدت بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان في أغسطس الماضي، عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي حينذاك، نانسي بيلوسي، إلى الجزيرة. وردت الصين بإجراء تدريبات بالذخيرة الحية قرب تايوان. ومنذ ذلك الحين، تحلق طائراتها فوق منطقة الدفاع الجوي للجزيرة بصورة شبه يومية.