باخموت على وشك السقوط.. معارك عنيفة بين قوات فاجنر والجيش الأوكراني

محمد النحاس

تصاعد القتال شرقي أوكرانيا، وتضافر الجهود الغربية لدعم كييف، وحديث حول هجمات مستقبلية.


يتواصل قتال شوارع عنيف بين القوات الأوكرانية التي تدافع عن باخموت، والقوات الروسية التي تحاول محاصرة المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا.

وأصبحت مدينة باخموت الأوكرانية محور عمليات الجيش الروسي منذ أسابيع، وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمدينة، في كونها تفتح الطريق أمام السيطرة على إقليم دونباس، في وقتٍ يتواصل فيه الدعم الغربي “السخي” لأوكرانيا.

الروس يصعدون الهجوم

صعّدت القوات الروسية، المدعومة بقوات فاجنر شبه العسكرية الخاصة، هجومها على مدينة باخموت من ثلاثة محاور، بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأحد 5 مارس 2023. 124248730 hi075467605  ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن قائد لم تسمه، أن القوات الأوكرانية تصدت لما يزيد عن 130 هجومًا، في دلالة على احتدام القتال، ومداه الجغرافي الواسع.

محاصرة المدينة وخسائر مدنية

أسفرت المعارك بالمدينة ذات الأهمية الاستراتيجية، عن مقتل 2 من المدنيين، وإصابة 7 آخريين، وفقًا لما أعلن رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية الأوكرانية في دونيتسك، بافلو كيريلينكو، على قناته على موقع تليجرام.

atalayar prorrusos donetsk ucrania rusia 1في غضون ذلك، أعلنت قوات فاجنر شبه العسكرية الخاصة، أن مدينة باخموت باتت شبه مطوقة بالكامل، داعيةً “من تبقى من القوات للاستسلام”.

وقالت أوكرانيا إن المدينة التي بلغ مجموع سكانها 70 ألف نسمة، لم يتبق بها سوى بضعة آلاف، وفقًا لما نقلت موقع صحيفة نيويورك، كما تجرى عمليات إخلاء مماثلة على طول خط جبهة باخموت.

الدفاع عن قلعة باخموت

تعهدت كييف في المقابل بـ”الدفاع عن قلعة باخموت”، والتي قد تحولت إلى “ركام بعد أطول معركة دموية في تاريخ الحرب”، وفقًا لوصف وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال المتحدث باسم القوات الأوكرانية إنه رغم صعوبة الأوضاع، ما زال الجيش الأوكراني متماسكًا. وطالت نيران المدفعية الروسية، مدينة ليمان شمالي باخموت، وفق السلطات الأوكرانية، التي أمرت أيضًا بـ “الإخلاء الإلزامي” لمدينة كوبيانسك بخاركيف، بعد اشتداد القصف المدفعي عليها، حسب ما نقل موقع صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقرير نشره اليوم.

إقرأ أيضًا: هل تسقط باخموت؟.. روسيا تشدد الحصار على المدينة وأوكرانيا تواصل الصمود

انسحاب محتمل؟

حسب معهد أبحاث الحرب (ISW) ومقره واشنطن، فإن أوكرانيا أشارت في وقت سابق لإمكانية الانسحاب، غير أنها لم تعلن ذلك صراحةً، وعادت كييف لتبدي عزمها الدفاع عن المدينة المحاصرة.

20221130 ukraine fighting 2 nyt acوجنوب شرقي البلاد، قال الجيش الروسي إنه قصف مركز قيادة تابعة للقوات الأوكرانية، بزاباروجيا، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء رويترز عن التحديث اليومي لوزارة الدفاع التي لم توضح تفاصيل الهجوم.

جهود سياسية

على الصعيد السياسي، تتواصل الجهود الغربية لدعم أوكرانيا، ويوم الجمعة الماضي، زار المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند، أوكرانيا والتقى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في رحلة مفاجئة على غرار رحلة الرئيس جو بايدن الشهر الماضي.

وتزامن ذلك مع مؤتمر “متحدون من أجل العدالة”، بمدينة لفيف، والذي تخلله لقاء الرئيس الأوكراني، بكبار المسؤولين الحكوميين من هولندا ولاتفيا وإستونيا، كما حضر المدعي العام الأمريكي.

دعم أوكرانيا

على هامش مؤتمر لفيف التقي الرئيس الأوكراني، رئيس لاتفيا إجيلس ليفيتس، الذي يزور أوكرانيا للمرة الثالثة منذ اندلاع النزاع العام الماضي، وتدعم لاتفيا “الاندماج الكامل لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وانضمامها لحلف الناتو”، وفق إعلان ثنائي مشترك.

وتوجه الرئيس الأوكراني بالشكر إلى الحلفاء الذين يدعمون أوكرانيا، وخلال تواجده في مدينة لفيف غربي البلاد، زار المصابين من جنود الجيش الأوكراني، معبرًا عن امتنانه لهم وللقائمين على رعايتهم، حسب سي إن إن.

والتقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، المستشار الألماني أولاف شولتز، في البيت الأبيض وأبديا عزمهما مواصلة دعم أوكرانيا ماليًّا وعسكريًّا، وأعلنت واشنطن من جانبها عن حزمة مساعدات تقدر بـ400 مليون دولار، وذلك يوم الجمعة، أمس الأول.

إقرأ أيضًا: قمة بايدن وشولتز.. دلالات التوقيت وأبعاد العلاقات الأمريكية الألمانية

ضغوط اقتصادية

كما فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على رجال أعمال روس على صلة بالكرملين، ونقلت “سي إن إن” عن رجل الأعمال الروسي أوليج ديريباسكا، قوله إن روسيا في أمس الحاجة للاستثمارات الأجنبية، وقد تجد نفسها العام المقبل بلا احتياطي نقدي.

والعام الماضي انكمش الاقتصاد الروسي الروسي 2.1 %، وهي نسبة ضئيلة بالنظر إلى حجم ومقدار العقوبات، ووفقًا لتقديرات الحكومة فقد كان الانكماش أقل من توقعات الخبراء الاقتصاديين داخل وخارج روسيا، وفقًا للشبكة الأمريكية.

إقرأ أيضًا: عقوبات أمريكية جديدة على روسيا إضافة لوسطاء أوروبيين

عام على حرب أوكرانيا.. كيف واجه الاقتصاد الروسي سلاح العقوبات؟

أسلحة ومعدات فارقة

وعلى مدار الأشهر الماضية، حذرت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا من هجوم “الربيع” المرتقب، والذي تقول كييف إن الجيش الروسي يعتزم شنه، مطالبةً الغرب بإمدادها بأسلحة متقدمة (من بينها الطائرات المقاتلة)، لكن الولايات المتحدة لم توافق بعد على مثل هذه الخطوة.

ووافقت واشنطن وبرلين في منتصف يناير الماضي على إرسال دبابات إلى أوكرانيا، وهو التطور الأبرز خلال العام، ولم تدخل بعد هذه الدبابات لميدان القتال، غير أن القوات الأوكرانية تتدرب على استخدامها في دول أوروبية.

إقرأ أيضًا: عام على الحرب الروسية الأوكرانية.. محطات بارزة في ميدان المعركة

شرط هام لنجاح أوكرانيا

وقال رئيس هيئة الأركان العامة السابق، الجنرال ريتشارد دانات، إن القوات الأوكرانية تستطيع شن هجوم مضاد نهاية الربيع المقبل.

ukraine 7واشترط القائد السابق، ريتشارد دانات، لنجاح المهمة، التخطيط الجيد، وحيازة الذخيرة والمعدات اللازمة، وفقًا لما نقلت الجارديان البريطانية.

ربما يعجبك أيضا