الهند تقدم دورة تدريبية لقيادات طالبان.. هل تتأثر باكستان؟

عمر رأفت
الهند تقدم لطالبان دورة في الاقتصاد والقيادة .. هل يقلق هذا الصين وباكستان؟

العلاقات الجيدة بين طالبان والهند تثير دهشة الصين وباكستان، خاصة أن الأخيرة تخشى على أمنها وإمكانية تعرضها لعمليات إرهابية من الأراضي الأفغانية في أي وقت.


تسعى الهند لتكون على اتصال دائم بمسؤولي حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية.

وقالت بلومبرج إن نيوديلهي قررت تقديم دورة تدريبية افتراضية لقيادات طالبان عن “الثقافة والتشريعات ومناخ الأعمال”، بداية من اليوم الثلاثاء 14 مارس 2023، ولمدة 4 أيام بواسطة المعهد الهندي للإدارة في مدينة كوزيكود الجنوبية.

اقرأ أيضًا: الهند ترفض استخدام اليوان الصيني في التجارة وتفضل الدرهم الإماراتي

تقارب بين الهند وطالبان

أبرزت بلومبرج تصريحات سهيل شاهين، وهو دبلوماسي بارز من طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يوجد مكتب سياسي للحركة التي قال فيها إنه يمكن لجميع العاملين في الحكومة الحالية الحصول على هذا التدريب عبر الإنترنت بعد عملية اختيار من قبل السلطات المختصة.

وأشارت بلومبرج إلى أنه رغم أن نيودلهي لا تعترف بحكومة طالبان، التي استولت على السلطة عام 2021 في أعقاب خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، لكنها أعادت فتح سفارتها في كابول العام الماضي، ولطالما كانت الهند قلقة بشأن استخدام الأراضي الأفغانية من قبل جارتها وخصمها اللدود باكستان في شن هجمات إرهابية ضد نيودلهي، خاصة الجزء المضطرب من كشمير.

وسيتعرف المشاركون في هذا الدورة على البيئة الاقتصادية في الهند، والنظام البيئي التنظيمي، ورؤى القيادة، والخلفية الاجتماعية والتاريخية، والتراث الثقافي، والمشهد القانوني والبيئي، وعقليات المستهلك ومخاطر الأعمال.

الهند تقدم لطالبان دورة في الاقتصاد والقيادة .. هل يقلق هذا الصين وباكستان؟

الهند تقدم لطالبان دورة في الاقتصاد والقيادة .. هل يقلق هذا الصين وباكستان؟

علاقات الصين وطالبان تثير الدهشة

قال فريد ماموندزاي، السفير الأفغاني في نيودلهي، إن الهند تبذل جهودًا لتقديم بعض المساعدات التقنية المباشرة لطالبان، والتي من شأنها أن تساعد في بناء علاقات جيدة في الوقت الحالي.

وذكرت صحيفة ذا نيوز الباكستانية  أن العلاقات الجيدة بين طالبان والهند تثير دهشة الصين وباكستان، اللتين استثمرتا بشكل كبير في السلام والأمن والتنمية الاقتصادية في أفغانستان.

وقالت الصحيفة الباكستانية إن العلاقات بين الهند وطالبان لها تداعيات كبيرة، لأن نيودلهي تتطلع الآن إلى زيادة نفوذها الدبلوماسي في أفغانستان، وقد قوبل اقتراح فتح قنصلية في قندهار بموافقة طالبان، ومن المتوقع أن تُفتح بعد وقت قصير من تلقي الموافقات الإجرائية من طالبان.

الهند تقدم لطالبان دورة في الاقتصاد والقيادة .. هل يقلق هذا الصين وباكستان؟

الهند تقدم لطالبان دورة في الاقتصاد والقيادة .. هل يقلق هذا الصين وباكستان؟

أولويات طالبان

أشارت ذا نيوز الباكستانية إلى أن جيران أفغانستان بما فيها باكستان والصين ودول آسيا الوسطى (باستثناء أوزبكستان وطاجيكستان) وإيران وروسيا، لديها سفارات لطالبان تعمل حاليًّا.

ولا تزال السفارة الأفغانية في نيودلهي يعمل بها ويديرها دبلوماسيون مرتبطون بالنظام السابق، وتعد السفارة وقنصلياتها في الهند أهم أولويات طالبان الآن لترتيب الأوضاع من جديد.

وحسب الصحيفة، ستقبل طالبان القنصلية الهندية في قندهار مقابل تعيين ممثلًا للحركة في نيوديلهي، وسيكون قبول الهند لممثل طالبان خطوة نحو الاعتراف الجزئي بالحركة الأفغانية، كما تراقب الهند من كثب كيف سلمت إيران وروسيا القنصليات والسفارات إلى حكومة طالبان.

أمن باكستان

أوضحت الصحيفة الباكستانية أن تحسن العلاقات بين طالبان ونيودلهي والنفوذ الدبلوماسي الهندي المتزايد في أفغانستان له تأثير مباشر على أمن باكستان وحدودها الغربية.

وذكرت “ذا نيوز” أن افتتاح قنصلية في قندهار يعد خطوة استراتيجية من قبل كل من الهند وطالبان، ويمنحهما أداة دبلوماسية قوية، لأنه تحسن العلاقة بين الهند وطالبان يدفع الحركة إلى استغلال هذه العلاقة كوسيلة ضغط في مفاوضاتها مع باكستان، وسيكون هذا مقلقًا بشكل خاص لباكستان، التي تشترك مع أفغانستان في حدود غربية بطول 2670 كيلومترًا.

تفاقم العلاقات المتوترة

قالت الصحيفة الباكستانية إن ظهور الهند بالقرب من تلك الحدود قد يؤدي إلى تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل، فباكستان تمارس ضغوطًا هائلة على طالبان، وفي الآونة الأخيرة، جرى إرسال وفد باكستاني رفيع المستوى إلى كابول لإيصال رسالة واضحة إلى قيادة طالبان، وهي إغلاق الملاذات الآمنة لحركة طالبان باكستان، وهذه الخطوة تدل على التوتر المتزايد بين البلدين.

وحسب الصحيفة، يمثل النفوذ الهندي المتزايد القلق لدى جميع دول المنطقة التي لها مصالح قوية في أفغانستان، ومع ازدياد تواجد الهند في المنطقة، تزداد أيضًا مخاطر نشوب النزاعات وعدم الاستقرار، ما يدفع لضرورة مراقبة الوضع منعًا لنشوب أي كوارث مستقبلية.

ربما يعجبك أيضا